بعد انتظار ثمانية أعوام لتعويض فرصة مونديال 2014 في البرازيل، يريد ليونيل ميسي أن يكون نهائي الأحد وداعاً مثالياً لمغامرته في المونديال، لكن حتى إن لم يتوج على الأراضي القطرية، فهو «منح الأرجنتينيين أكثر من الفوز بالكأس».
تعكس ما قالته الصحافية صوفي مارتينيز ماتيوس في نهاية مقابلتها مع ميسي لمصلحة القناة التلفزيونية العامة ما يشعر به ملايين الأرجنتينيين وحتى عشاق الكرة من حول العالم، بعد الذي قدمه قائد «ألبيسيليستي» أمس الأول الثلاثاء في الفوز على كرواتيا 3 - صفر خلال نصف نهائي مونديال قطر.
في نهاية مقابلتها في المنطقة الإعلامية المختلطة مع نجم باريس سان جرمان الفرنسي، قالت ماتيوس لقائد الكتيبة الأرجنتينية: «آخر شيء أريد أن أقوله لك لن يكون سؤالاً، بل تصريحاً. هناك نهائي كأس عالم بانتظارنا وحتى إن كنا جميعاً نرغب بالفوز، هناك شيء واحد لا يمكن لأحد أن يسلبه منك وهو ما منحته لكل فرد أرجنتيني. أقول لك ذلك بكل صدق».
أثرت في حياة الجميع
وتابعت «لا يوجد طفل واحد ليس لديه قميصك، سواء كانت النسخة الأصلية، أو نسخة طبق الأصل، أو نسخة مخترعة، أو خيالية، لقد أثرت في حياة الجميع، وأعتقد أن هذا الأمر أعظم من كأس العالم».
وتوجهت اليه نيابة عن الشعب الأرجنتيني ب«شكراً لك على لحظة سعادة كبيرة جداً قدمتها للكثير من الناس. آمل أن تعرف ذلك في قلبك، لأني أعتقد أن ذلك (السعادة) أكثر أهمية من كأس العالم... لذا، شكراً لك أيها القائد».
رغبة في اللقب العالمي
رغم أعوامه ال 35، أظهر ميسي الثلاثاء على ملعب لوسيل حجم رغبته في قيادة بلاده إلى لقبها العالمي الأول منذ 1986 والثالث في تاريخها من أجل تكريس أسطورته والوصول إلى مرتبة الراحل دييغو مارادونا.
ويقدم ميسي أفضل مشاركة له في النهائيات وهو لعب ضد كرواتيا الدور الرئيسي في بلوغ الأرجنتين النهائي السادس في تاريخها بعدما سجل الهدف الأول من ركلة جزاء، ومرر كرة الهدف الثالث بأداء خارق.
ويبدو أن اندفاع ميسي لإحراز اللقب الكبير الغائب عن خزائنه جعله يتجاوز عامل التقدم في العمر والأرقام تتحدث عن نفسها، إذ إن عام 2022 كان الأكثر مردوداً له على صعيد الأهداف بقميص المنتخب الوطني منذ بدايته الدولية عام 2005.
وبأهدافه الخمسة في المونديال القطري، رفع ميسي رصيده في 2022 إلى 16 هدفاً، ليتفوق بفارق أربعة أهداف عن أكبر مردود تهديفي له مع «ألبيسيليستي» خلال عام واحد وقدره 12 هدفاً في 2012، أي حين كان في الخامسة والعشرين من عمره.
وبعدما طار حلم الانضمام إلى الأسطورة مارادونا ومنح الأرجنتين اللقب عام 2014 بالخسارة في النهائي أمام ألمانيا، سيحصل ميسي على فرصة ثانية لإحراز اللقب.
«اللقب» أفضل وداع
ويمني نجم برشلونة الإسباني السابق أن يكون نهائي الأحد على ملعب لوسيل أيضاً أفضل وداع له لكأس العالم وفق ما أفاد بعد الفوز على كرواتيا، قائلاً لصحيفة «أوليه» الأرجنتينية «السعادة كبيرة، أن أتمكن من إنهاء مسيرتي في كؤوس العالم (بهذه الطريقة) وأن تكون مباراتي الأخيرة في نهائي».
وتابع «كل ما اختبرته في كأس العالم هذه كان مثيراً، إن كان من ناحية المشاعر التي عاشها الناس أو كيف يستمتع الأرجنتينيون بذلك في الوطن».
وأكد أن هذه النهائيات ستكون الأخيرة له في كأس العالم، «لأنه تفصلنا سنوات عديدة حتى كأس العالم المقبلة (سيكون في ال39 من عمره)... أن أنهي المشوار بهذه الطريقة، فهذا أفضل ما يمكن أن يحصل».
أفضل نهاية بالتأكيد هي أن يرفع ميسي الكأس الغالية الأحد في مباراة ستكون تاريخية له أيضاً على صعيد الأرقام الشخصية، إذ سينفرد بالرقم القياسي لعدد المباريات في كأس العالم بعدما بات ضد كرواتيا على المسافة ذاتها من الألماني لوتار ماتيوس في عدد المباريات في النهائيات والبالغ 25.
وبمشاركته أصلاً في النهائيات القطرية، وصل ميسي الى رقم قياسي آخر يتمثل بعدد كؤوس العالم التي خاضها (5)، على غرار غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ودع البطولة من ربع النهائي، وماتيوس أيضاً.
وبعد تسجيله خمسة أهداف في المونديال القطري، بينها ثلاثة في ثمن وربع ونصف النهائي ليفك صيامه عن التهديف في الأدوار الإقصائية لأربع نسخ، رفع ميسي رصيده إلى 11 هدفاً في النهائيات، ليحطم الرقم القياسي الأرجنتيني المسجل باسم غابريال باتيستوتا (10).
وبات ميسي الآن بأهدافه ال 11، متخلفاً بفارق 5 عن الرقم القياسي المطلق لعدد الأهداف في النهائيات والمسجل باسم الألماني ميروسلاف كلوزه (16).
تمريرات حاسمة في 5 نسخ
وميسي هو اللاعب الوحيد الذي قام بتمريرات حاسمة في كل من النسخ الخمس التي شارك فيها، كما بات اللاعب الوحيد الذي يسجل ويمرر كرات حاسمة في أربع نسخ من النهائيات منذ بدء جمع الإحصائيات عام 1966.
وكان البرازيلي بيليه يحمل الرقم القياسي لأكبر عدد من التمريرات الحاسمة في مراحل خروج المغلوب بست تمريرات، قبل أن يعادله ميسي الثلاثاء وبالتالي سيكون أمام فرصة الانفراد بهذا الرقم أيضاً خلال المباراة النهائية.
لكن «الأهم يبقى أن ننجح في تحقيق الهدف الجماعي، وهو الهدف الأجمل على الإطلاق. نحن على بعد خطوة بعدما قاتلنا كثيراً، وسنحاول أن نقدم أفضل ما لدينا من أجل أن ننجح هذه المرة» في رفع الكأس.
سكالوني: لا شك لدي في أفضل لاعب على مر التاريخ
أثنى سكالوني المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني لكرة القدم على أداء لاعبيه، خصوصاً ليونيل ميسي، بعد الفوز على كرواتيا، في الدور قبل النهائي من بطولة كأس العالم 2022 المقامة حالياً في قطر.
أكد ليونيل سكالوني المدير الفني لمنتخب الأرجنتين أن ليونيل ميسي بدون شك «أفضل لاعب على مر العصور» بعدما قاد منتخب التانغو للعبور إلى المباراة النهائية لمونديال قطر 2022، وإنهاء الحلم الكرواتي. وسجل ميسي نجم باريس سان جرمان الهدف الأول، وصنع الهدف الثالث خلال الفوز المثير للتانغو على كرواتيا بثلاثة أهداف دون رد مساء الثلاثاء بالمربع الذهبي لكأس العالم.
وتقدم ميسي بهدف للمنتخب الأرجنتيني من ضربة جزاء في الدقيقة 34 ليرفع رصيده الى خمسة أهداف.
وقبل ست دقائق من نهاية الشوط الأول أحرز جوليان ألفاريز الهدف الثاني للتانغو. وفي الشوط الثاني أحرز ألفاريز الهدف الثاني له والثالث للتانغو في الدقيقة 69 بعد مجهود فردي رائع من ميسي، ليرفع رصيده إلى أربعة أهداف في مونديال قطر.
وأصبح ليونيل ميسي الهداف التاريخي للمنتخب الارجنتيني في كأس العالم لكرة القدم بعد تسجيله الهدف رقم 11 في تاريخ مشاركاته في المونديال.
وبدأ ميسي المباراة متعادلا مع الأسطورة غابريل باتيستوتا برصيد عشرة أهداف لكل منهما، لكنه سجل هدفه الخامس في مونديال قطر ليتجاوز إنجاز باتيستوتا.
وأحرز باتيستوتا أهدافه العشرة مع المنتخب الأرجنتيني خلال 12 مباراة فقط بالمونديال بينما احتاج ميسي إلى 25 مباراة لتحطيم هذا الرقم القياسي. وتقاسم ميسي مع الألماني لوثار ماتيوس صدارة قائمة اللاعبين الأكثر مشاركة في تاريخ المونديال برصيد 25 مباراة لكل منهما.
أتشرف وفخور بتدريبه
وقال سكالوني في تصريحات صحفية حول ما إذا كان ميسي أفضل لاعب على مر العصور: في بعض الأحيان يبدو كما لو أننا نقول ذلك لأننا أرجنتينيون. وأضاف: ربما هي أنانية، ليس لدي أي شك في قول ذلك، إنه الأفضل في التاريخ. وتابع: أتشرف وفخور بتدريبه، ورؤيته وهو يلعب، إنه أمر مثير لأنه في كل مرة تراه يلعب يكون مصدر تحفيز هائل لزملائه، للناس وللعالم أجمع... لذا ليس هناك ما يقال بشأن ميسي، من الفخر وجوده بالفريق.
كما أثنى سكالوني على أداء جوليان ألفاريز، وقال: جوليان قدم مباراة رائعة، ليس فقط بسبب تسجيله هدفين، أيضا لأنه كان عنصر مساعدة حقيقية للاعبي خط الوسط.
وتابع: في بعض الأحيان يكون لدينا لاعبون في خط الوسط، لأن الآخرين يغطون لاعبين آخرين، يتوجب عليهم تغطية الأجنحة، ولقد قدم (ألفاريز) كرة متميزة وبذكاء.
وقال: في عمره (فإن انضباطه في العمل) أمر طبيعي لأنه يريد أن يعطي كل شيء داخل الملعب، ما تقوله له ينفذه داخل الملعب... سعداء للغاية بوجوده لأنه قادر على تسجيل الأهداف، وهو أمر رائع خاصة بالنسبة لمهاجم مثله.
الرئيس الأرجنتيني: أظهروا لنا طريق المجد
نحى السياسيون الأرجنتينيون، ولو لوقت وجيز، خلافاتهم المستمرة واحتفلوا بالفوز الكبير لمنتخب بلادهم على نظيره الكرواتي 3-0، في نصف نهائي مونديال قطر 2022، والتأهل للمباراة النهائية.
وقال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، عبر حسابه على «تويتر»، «هؤلاء اللاعبون، وهذا الجهاز الفني، والبعثة بالكامل، أبلوا حسنا في كأس العالم، ووضعوا الأرجنتين في أعلى مرتبة، أظهروا لنا طريق المجد وكيفية العمل الجماعي».
وأضاف فرنانديز: «موعدنا الأحد المقبل، يحدونا قدر كبير من الأمل. هيا يا أرجنتين!»، محفزا الألبيسيليستي على العودة بالكأس في سادس نهائي مونديال يخوضه راقصو التانغو في تاريخهم، لتكليل مشوار نجم المنتخب ليونيل ميسي باللقب في خامس مشاركة مونديالية له والأخيرة، حيث كان قد أعلن ذلك قبل انطلاق المونديال.
وبالمثل، نشر الرئيس السابق ماوريسيو ماكري (2015-2019)، عبر حسابه على «تويتر»، رسالة تهنئة لمنتخب الأرجنتين، كتب فيها: «إلى الأمام يا أرجنتين! يا للروعة نحن في النهائي! تهاني للشباب، مباراة رائعة! فرضوا أسلوبهم وقدموا كرة قدم جميلة. إنهم مبعث فخر بينما يمثلون الرياضة الأرجنتينية».
كما احتفت المتحدثة باسم مؤسسة الرئاسة غابرييلا سيروتي بالفوز 3-0 على كرواتيا والروح الجماعية للفريق الذي يقوده المدرب ليونيل سكالوني، مضيفة: «يا له من فريق ممتع. يا لروعتك يا أرجنتين».
وأثنى وزير العلوم والتقنيات والابتكار دانييل فيلموس بشكل خاص على المهاجم الشاب خوليان ألفاريز الذي سجل هدفين من ثلاثية الأرجنتين، والذي تحصل على ركلة جزاء من مخالفة داخل منطقة جزاء كرواتيا، وجاء منها الهدف الأول للمنتخب اللاتيني ونفذها ليونيل ميسي.
وأبرز فيلموس: «نحتفل اليوم هنا! إلى الأمام يا أرجنتين»، مرفقا بتدوينته صورة لشارع خوليان ألفاريز في العاصمة بوينس أيرس، والذي يحمل بالأساس اسم نائب برلماني وسياسي أرجنتيني خلال القرن ال19.
بالمثل، بدا أوراسيو رودريجيو لاريتا، عمدة العاصمة وأحد أبرز رموز المعارضة، منتشيا جدا بالتأهل لنهائي المونديال، وهو ما ظهر في تغريدته: «هيا يا أرجنتين! هذا الفريق موضع فخر وحافز لجميع الأرجنتينيين. الوصول للنهائي حلم تحول إلى حقيقة. شكرا شكرا شكرا!».
كما أشادت باتريسيا بولريتش، زعيمة حزب الاقتراح الجمهوري، الذي ينتمي له الرئيس السابق ماكري، والتي تعد أقرب المرشحين عن المعارضة لخوض انتخابات الرئاسة في 2023، بالألبيسيليستي، وأكدت أنه «فريق يكافح بجهد وبسالة»، مضيفة: «بلغنا النهائي في قطر! إلى الأمام! هيا يا أرجنتين، هيا!».
دي بول: سنوات لا تنسى
أكد الأرجنتيني رودريغو دي بول، أن منتخب بلاده صنع التاريخ في السنوات الأربع الماضية، إثر تتويجه ب «كوبا أميركا» وكأس الأبطال، بغض النظر عما سيحدث في نهائي مونديال قطر 2022 الأحد المقبل.
وقال اللاعب عقب الفوز على كرواتيا بثلاثية نظيفة في نصف نهائي كأس العالم: «هذه السنوات الأربع لن تنسى. صنعنا التاريخ، بالرقم القياسي لعدد مبارياتنا بلا هزيمة، وباللقبين اللذين حققناهما في إنكلترا والبرازيل (أي كأس الأبطال وكوبا أميركا)، ووصولنا الآن إلى نهائي المونديال».
وأشار اللاعب إلى أنه ليس لديه تفضيلات بخصوص خصمه في النهائي بين فرنسا والمغرب.
وتابع دي بول: «سيكون أي منهما خصماً صعباً جداً، كل فريق فيهما لديه مميزاته وعيوبه، إنه نهائي كأس العالم، لكننا سنصارع من أجله».
ولفت اللاعب إلى أنه تعافى من الآلام التي تعرض لها في الأيام السابقة. وأضاف: «أنا بحالة جيدة جداً، لا أعاني أي ألم، لم يستدعِ الأمر التحدث مع الجهاز الطبي، لأنني تدربت بصورة طبيعية. أعرف أنهم يثقون بي، وهذا وقت رد الجميل».
وصرح دي بول: «وصولنا للنهائي مهم. نحن نمثل قارة بأكملها، وعلينا أن ندعم بعضنا، كي تصبح كرة القدم هناك أقوى».
مارتينيز: نخوض كل مباراة كنهائي
أكد حارس مرمى منتخب الأرجنتين إيميليانو مارتينيز أن فريقه مستعد للفوز بنهائي مونديال قطر 2022، على حساب أي منافس، لأنه يعتبر كل مباراة كنهائي منذ مواجهة المكسيك في دور المجموعات، والتي كان الألبيسيليستي مهددا بالإقصاء فيها حال خسارته.
وقال مارتينيز، خلال تصريحات أدلى بها مساء الثلاثاء عقب مباراة كرواتيا في نصف النهائي، «لا يمكن تخيل الرحلة الرائعة التي خضناها، تعقد كل شيء بعد المباراة الأولى، لكننا واجهنا فرقا قوية ولا مانع لدينا في المزيد».
وأضاف حارس أستون فيلا الإنكليزي: «تتبقى الآن أمامنا مباراة واحدة فقط، إنها النهائي. لعبنا حقيقة كل المباريات كما لو كانت نهائيا منذ مواجهة المكسيك، والتي لو كنا خسرنا لعدنا إلى الديار. عانينا في كل مباراة، أحرزوا فينا أهدافا بنهاية كل مباراة. كنا نعلم أننا سنتأهل إذا حافظنا على نظافة شباكنا».
وأشاد بزميله ليونيل ميسي: «يقول الكثير من المدربين إن ميسي لا يجري، لكنهم يعرفون جيدا أنه يصنع الفارق حين يحصل على الكرة. فخورون جدا بوجوده معنا، إنها مزية كبيرة». وعن المقارنة بين ميسي ودييغو أرماندو مارادونا، أكد «فليفعل أبي ذلك، لم أكن قد ولدت بعد».
وأشار الى أن الأرجنتين «تمثل أميركا الجنوبية»، معربا عن حزنه لعدم وصول فرق أخرى من أميركا الجنوبية إلى الأدوار الإقصائية، وأكد أن مواجهة فرنسا أو المغرب في نهائي المونديال لا تشكل فارقا بالنسبة له.
خوليان ألفاريز... لدغة العنكبوت
شهدت المباراة الأولى في نصف نهائي مونديال قطر 2022، بين الأرجنتين وكرواتيا، منافسة بين اثنين من أفضل اللاعبين عطاء للكرة في المواسم الأخيرة، كلاهما يحمل رقم 10، ليونيل ميسي ولوكا مودريتش، ولكن البطل الحقيقي كان خوليان ألفاريز، الذي احتفى بلقبه: العنكبوت.
ويحظى المهاجم الشاب، الذي بدأ الظهور في مانشستر سيتي تحت قيادة بيب غوارديولا، بهذا الاسم منذ صغره، ففي نادي كالاتشين، الذي كان يلعب به في صغره، يقولون إنه كان يتمتع بقدرة كبيرة في السيطرة على الكرة وربطها بقدميه. وقال أبوه في مقطع فيديو: «إنه كان من الصعب انتزاع الكرة منه في الصغر، كان مثل العنكبوت يتمتع بعدة أرجل، كان يصبح كالمجنون حين يتم انتزاعها منه».
هذا تحديدا ما حدث في ملعب لوسيل، الذي ستخوض عليه الأرجنتين نهائي المونديال الأحد المقبل، وكانت لدغات العنكبوت الأرجنتيني قاتلة لكرواتيا.
ويتميز المهاجم الشاب بأن تحركاته غير متوقعة وسريع جدا، وهو ما ميزه مع مدافعين أقوياء مثل ديان لوفرين وجوسكو جفارديول، وقد تسلم تمريرة طولية من ليونيل ميسي ووضعها من فوق الحارس الذي عرقله، ليحصل على ركلة جزاء نفذها ليونيل ميسي ببراعة.
وفتحت ركلة الجزاء، التي حصل عليها ألفاريز، الطريق أمام الأرجنتين بعد فترة أولية من مباراة أكثر توازنا، كانت تبدو فيه كرواتيا راسخة ومتوازنة حتى انها كانت أفضل بعض الشيء.
ولم يكن من المتوقع أن يكون مهاجم ريفر بليت السابق (22 عاما) أساسيا في هذا المونديال. كان من المتوقع أن يكون لاوتارو مارتينز الخيار الأول للمدرب ليونيل سكالوني، لكن خوليان فاز باللعب في هذا المركز واستغله في كل يوم وكل مباراة.
وكان أقصى تعبير عن لدغته القاتلة بعد 5 دقائق من الهدف الأول، حين قاد هجمة مرتدة بعد لمسة من ليونيل ميسي، ثم شق طريقه من بين الدفاع ووضعها في الشباك. وأنهى ألفاريز مراوغة رائعة لميسي الذي شق طريقه من الجهة اليمنى، بعدما قابل تمريرته العرضية من لمسة واحدة داخل الشباك ليحرز الهدف الثالث للأرجنتين، والثاني له، في ليلة لن ينساها أبدا.
نستحق الفوز
وقال ألفاريز بعد الفوز: «على الصعيد الشخصي والجماعي، كنا نستحق ذلك، لقد بلغنا النهائي، وهذا ما أردناه. حان الوقت الآن للراحة ولعب مباراة كبيرة يوم الأحد»، في النهائي.
وحلل هدفه الأول، والثاني للفريق، والذي سيكون من أجمل أهداف المونديال، بعدما راوغ مدافعي كرواتيا من بعد منتصف الملعب وانفرد بالحارس ليضعها في الشباك.
وتابع: «تحركت إلى الأمام وكان الملعب يزعجني بعض الشيء، لكن الكرة ظلت معي وسجلت الهدف الذي منحنا الهدوء»، لافتا إلى أنه يشعر ب«فرحة كبيرة»، مثل «الوطن كله السعيد بما يتحقق».
أصغر لاعب يسجل ثنائية بعد بيليه 1958
سجل مهاجم الأرجنتين الواعد خوليان ألفاريز اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كأس العالم، بعد أن أصبح أصغر لاعب يسجل ثنائية في المونديال منذ الأسطورة البرازيلي بيليه في نسخة 1958.
وكان «الجوهرة السمراء» يحتفظ بهذا الرقم القياسي منذ نسخة 1958 التي احتضنتها السويد، عندما سجل ثلاثية «هاتريك» في انتصار منتخب البرازيل العريض على فرنسا (5-2)، حيث كان عمره حينها 17 عاما و249 يوما.
وبثنائيته في انتصار «الألبيسيليستي» على كرواتيا (3-0) في نصف النهائي الأول بمونديال 2022 بقطر، أصبح مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي أصغر لاعب يحقق هذا الإنجاز في البطولة بعد بيليه، عن عمر 22 عاما و316 يوما.
روميرو: نحن أسود وسنضحي بحياتنا
أكد المدافع الأرجنتيني كريستيان روميرو أن منتخب بلاده أظهر أنه «منتخب أسود»، واعدا ب«التضحية بالحياة» في نهائي مونديال قطر 2022 أمام أي من فرنسا أو المغرب، عقب الفوز على كرواتيا 3-0 على استاد لوسيل.
وصرح روميرو: «أظهرنا من جديد أننا أسود، مهما حدث سنضحي بحياتنا يوم الأحد لجلب الكأس إلى بلادنا. المنافس أيضا سيضحي من أجل هذا، لكننا سنظهر ل47 مليون أرجنتيني أننا سنمثلهم».
وخصص مدافع توتنهام هذا الانتصار لزوجته وابنه، قائلا: «دائما ما يدعماني هنا، وهما يعانيان أكثر من أي شخص آخر».
كما تحدث عن ميسي، الذي سجل هدفا وصنع اثنين في المباراة، «ميسي لاعب لا يصدق، الجميع يعلم ماهيته كلاعب، لكن لا يعرفه كثيرا كشخص. إنه مثل أعلى، شخص يسعى دائما لتحقيق المزيد، لقد تعرض للهجوم كثيرا، لكنه كان ينهض في كل مرة ويبحث عن إنجازات جديدة. توج بكوبا أميركا، إنه مثل أعلى مثل آخرين كدي ماريا والكون (أغويرو) الذي لم يعد معنا هنا».
ماك: الهزيمة من السعودية ساعدتنا
اعترف الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر بأن الهزيمة أمام السعودية 1-2 في أول مباراة لهم في مونديال قطر 2022 «ساعدتهم على التحرك» وأن يصلوا إلى المباراة النهائية.
وقال لاعب برايتون بعد فوز الأرجنتين على كرواتيا 3-0 في نصف النهائي: «كانت ضربة قوية أمام السعودية، لكنها ساعدتنا على الرد، وأن نكون أكثر اتحاداً، وفي النهاية جنينا ثمار ذلك».
وأبرز اللاعب أداء زميله في الفريق ليونيل ميسي، وقال «لا توجد كلمات لوصفه، إنه يقدم بطولة رائعة وأظهر في نصف النهائي كم هو لاعب عظيم وسعدنا به وبالفريق ككل».
ويرى أليستر أن وصول الأرجنتين إلى المباراة النهائية يدل على أن منتخبات أميركا الجنوبية ليست متأخرة عن المنتخبات الأوروبية.
وقال: «قبل المباراة، قيل إن منتخبات أميركا الجنوبية ليست على مستوى المنتخبات الأوروبية. لقد أظهرنا أن الأمر ليس كذلك، وأننا نملك فريقاً رائعاً وأننا نقدم كل شيء. لقد تفوقنا على معظم منافسينا».
كوفاسيتش: ركلة الجزاء ظالمة
انتقد ماتيو كوفاسيتش أداء الحكم الإيطالي دانيلي أورساتو في مواجهة الأرجنتين في نصف نهائي مونديال قطر 2022 واعتبر أن ركلة الجزاء التي احتسبها وسجل منها «راقصو التانغو» هدفهم الأول عبر ليونيل ميسي غير صحيحة.
وقال اللاعب بعد المباراة التي انتهت بفوز الأرجنتين بثلاثية نظيفة: خسرنا بسبب ركلة جزاء، لكن هذا ما حدث. يبدو لي تتابع الأحداث لا يصدق. في البداية لم يمنحنا ركلة ركنية وبعدها منحهم ركلة جزاء. وأضاف كوفاسيتش: لا أتحدث عن الحكام أبدا، لكن هذه أخطاء كبيرة وكلفتنا المباراة. وبخصوص أداء الأرجنتيني ليونيل ميسي في المباراة قال: اليوم كان رائعا. يجب أن نقدم له التهنئة. مع ذلك، صارعنا واحتسبوا ضدنا ركلة الجزاء السخيفة هذه. وأشار اللاعب إلى أن عليهم الآن «استجماع قواهم والصراع من أجل المركز الثالث».
واتفق لوفرو ماير الذي حل بديلا لقائد المنتخب لوكا مودريتش مع ما قاله كوفاسيتش، إذ صرح «نشعر بالإنهاك، لكن ركلة الجزاء هذه قتلتنا. أي خطأ في هذه المباريات يمثل عقوبة. ليس لدي شيء لأضيفه. تتبقى لنا مباراة المركز الثالث، ونريد أن نحقق الأمر وأظن أننا قادرون عليه».
مودريتش... أسطورة حظيت باحترام الجميع
إنها الدقيقة 81، حسمت نتيجة مباراة الأرجنتين وكرواتيا لمصلحة المنتخب اللاتيني، لن يقدر الفريق البلقاني على قلب النتيجة، يرفع الحكم اللوحة الإلكترونية، يظهر عليها رقم «10»، يخرج لوكا مودريتش، فيصفق له نحو 90 ألف مشجع في ملعب لوسيل احتراما له.
إنه تصفيق مستحق للوكا مودريتش، الذي لم يصل إلى نهائي المونديال الثاني له على التوالي. لن يصل إلى نهائي أي كأس عالم مستقبلا أيضا، فعمره 37 عاما وهذا من دون شك آخر مونديال له، بعد أن نجح مع فريقه في إقصاء البرازيل في ربع النهائي بركلات الترجيح. لم ينجح في تكرار ما فعله في كأس العالم الماضي، حين وصل إلى النهائي وفازت فرنسا.
ولم تمنحه الأرجنتين فرصة الوصول إلى ثاني نهائي له على التوالي. ستكون آخر مباراة له في المونديال السبت المقبل، بدأ كل شيء مع مودريتش أمام الأرجنتين وانتهى أيضا كل شيء، فقد خاض الساحر الكرواتي في أول مارس 2006 مباراته الأولى مع المنتخب أمام الأرجنتين وعمره 21 عاما.
وتمكن مودريتش، بعيدا عن الهالة التي تحيط بكبار آخرين في عالم كرة القدم، عبر لعبه فقط، من صقل سمعته الراسخة التي حظي بسببها باحترام الجميع. ظهر هذا الأمر جيدا لدى خروجه من الملعب والتصفيق الهائل الذي تلقاه.
قائد الجيل الحالي
وشارك مودريتش مع كرواتيا في 4 مونديالات، صار فيها قائدا بلا منازع لهذا الجيل من اللاعبين الذي وصل إلى نهائي مونديال روسيا 2018 على عكس كل التوقعات، ولم يتسبب مرور السنين في انطفاء طاقة مودريتش، بل ثبت أنها لا تنضب، فيكفي الإشارة فقط إلى ألقاب دوري الأبطال الخمسة التي حققها مع ريال مدريد.
حين لعب مودريتش أساسيا أمام الأرجنتين في نصف النهائي الذي خسرته كرواتيا بثلاثية نظيفة، صار رابع لاعب في التاريخ يشارك في 6 مباريات في نفس المونديال بعمر السابعة والثلاثين بعد البرازيلي نيلتون سانتوس البرازيلي في نسخة 1962، والإيطالي دينو زوف في 1982، والإنكليزي بيتر شيلتون في 1990.
وسيذكر التاريخ أيضا أن مودريتش هو الكرواتي صاحب أكبر عدد من المباريات المونديالية (17) وفي كل البطولات الكبرى (30)، وبعيدا عن الأرقام سيتذكر الكل تمريراته الحريرية، وخاصة تلك التي يصنعها بوجه قدمه الخارجي. ربما تكون للقصة بقية، وربما لا. لكن ليس في المونديال. على الأقل، قد يظل الجمهور يستمتع به دوليا في الفترة القليلة المقبلة مع منتخب كرواتيا الذي تأهل للمرحلة النهائية من دوري الأمم.
الصحافة الأرجنتينية تهلل للمنتخب ونجومه
«الرائع»، «الساحر»، «التاريخي»... بهذه الكلمات أشادت الصحافة الأرجنتينية بمنتخب بلادها، وخصوصا قائده ليونيل ميسي، البطل، مع خوليان ألفاريز، عقب الفوز الكبير على كرواتيا 3 - صفر في نصف نهائي مونديال قطر 2022 لكرة القدم.
وكتبت «لا ناسيون»، في نسختها على الإنترنت، «الأرجنتين في نهائي كأس العالم! تألقت مع ميسي الرائع وتنتظر منافسها الأحد»، وشددت على «الأداء البارع» الذي قدمه ميسي صاحب الهدف الأول من ركلة جزاء (34) والتمريرة الحاسمة للهدف الثالث الذي سجله خوليان ألفاريز في الشوط الثاني (69).
وعنونت «كلارين» نسختها الإلكترونية ب«الأرجنتين وصلت إلى المباراة النهائية بفضل أفضل مستوى لميسي والهداف القاتل خوليان ألفاريز»، مشيرة إلى أن الثنائي هو «التناغم المثالي» لمنتخب المدرب ليونيل سكالوني، وأوضحت أن رقم ميسي «السحري» قبل تمريرته الحاسمة إلى ألفاريز هو «أعظم تمريرة حاسمة في تاريخ كؤوس العالم».
وأفادت «أوليه» الرياضية اليومية بأن هذه «المباراة تاريخية للمنتخب الوطني»، مع «أداء استثنائي من ليو وكذلك من ألفاريز»، متابعة: «يجب أن نذكر، في ليلة قطرية، ظهيرة أرجنتينية (بتوقيت الأرجنتين)، كل من أظهر ما يزخر به هذا المنتخب. انتصار بنتيجة 3-0 سيبقى مختوما في كل صرخة، في كل قلب، في كل +أبراسو+ (عناق) في كل دمعة».
وأضافت أنه بركلة الجزاء التي سجلها ميسي ورفع بها رصيده إلى خمسة أهداف في المونديال، لحق بمهاجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابي الى صدارة لائحة الهدافين، وأصبح أيضا المهاجم الأرجنتيني الأكثر تسجيلا في تاريخ كأس العالم، متجاوزا المهاجم السابق غابريال باتيستوتا بأحد عشر هدفا.
الصحافة الكرواتية تهاجم حكم المباراة
حملت الصحافة الكرواتية اليوم الحكم الإيطالي دانيلي أورساتو والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ذنب الخسارة من الأرجنتين بثلاثية نظيفة في نصف نهائي مونديال قطر 2022، لكنها اعترفت في نفس الوقت بأن «راقصي التانغو» كانوا أفضل.
ونقلت صحيفة فيسيرنيجي ليست صدى كلمات قائد المنتخب لوكا مودريتش: «أورساتو من ضمن أسوأ الحكام، إنه كارثة، ركلة الجزاء دمرتنا»، وكتبت على موقعها: «خسر المنتخب الكرواتي من الأرجنتين 3-0، لكن من يعرف ماذا كان ليحدث لو لم يرتكب الإيطالي دانيلي أورساتو خطأه الخطير باحتساب ركلة جزاء».
من جانبها، كتبت بوابة يوتارني: «الأرجنتين كانت أفضل، لكن انظروا كيف يساعد (فيفا) ميسي! هل تعرفون من هو حكم الVAR؟»، مضيفة: «نتساءل ألف مرة ما إذا كان يجب أن تنتهي الأمور هكذا، وما إذا كان أورساتو هو جلادنا بالصدفة مثل مواطنه ماسيمليانو إيراتي بموسكو (في مونديال روسيا 2018)». وأردفت: «مرة أخرى كان إيراتي هذا، كان مسؤولا عن الVAR، ولم يقل شيئا بخصوص ركلة جزاء الأرجنتين، لن يقول الVAR شيئا لصالحنا»، مؤكدة أن «فيفا» يساعد ميسي، وهذا مثبت ب«حقيقة اختياره أفضل لاعب في المباراة، على الرغم من أن ألفاريز سجل هدفين».