ما هي وكالة «أونروا» التابعة للأمم المتحدة؟
قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم الاثنين إن إسرائيل أخطرت الأمم المتحدة رسمياً بإلغاء الاتفاقية التي تُنظم علاقاتها مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» منذ عام 1967.
وأقر الكنيست في أكتوبر قانوناً يحظر عمل «أونروا» في إسرائيل، مما أثار قلق بعض حلفاء إسرائيل الغربيين من أن يؤدي هذا إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل في قطاع غزة.
فيما يلي بعض الحقائق عن «أونروا»:
• ما طبيعة عمل الأونروا؟
تأسست «أونروا» في عام 1949 بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، في أعقاب الحرب التي أحاطت بقيام إسرائيل، عندما فر 700 ألف فلسطيني أو هُجروا من منازلهم.
ويعمل حالياً في الوكالة بشكل مباشر 30 ألف فلسطيني في أنحاء المنطقة، وتخدم الاحتياجات المدنية والإنسانية لنحو 5.9 مليون من هؤلاء اللاجئين، في قطاع غزة والضفة الغربية وفي مخيمات منتشرة في الدول العربية المجاورة.
وفي غزة، توظف الوكالة 13 ألف شخص، وتُدير مدارس القطاع وعيادات الرعاية الصحية الأولية وغيرها من الخدمات الاجتماعية، فضلاً عن توزيع المساعدات الإنسانية.
وزادت أهمية خدماتها في غزة منذ عام 2005، عندما فرضت إسرائيل حصاراً على القطاع بينما شددت مصر الإجراءات على الحدود، مما تسبب في انهيار اقتصادي مع ارتفاع معدلات البطالة إلى واحد من أعلى المعدلات في العالم.
ومنذ أن شنت إسرائيل حربها في أعقاب الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، لجأ مئات الآلاف من سكان قطاع غزة إلى مدارس أونروا والعيادات والمباني العامة الأخرى.
ويعتمد معظم سكان غزة الآن على أونروا في الحصول على أساسيات الحياة الضرورية، مثل الغذاء والمياه ولوازم النظافة.
وقُتل ما لا يقل عن 220 من موظفي أونروا منذ بدء الحرب، مما يجعلها أكثر صراع يسقط فيه قتلى من موظفي الأمم المتحدة على الإطلاق.
• من هم المانحون الرئيسيون؟
تتلقى الوكالة معظم تمويلها من مساهمات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك الحكومات بالمنطقة والاتحاد الأوروبي.
كما تتلقى تمويلاً من الميزانية الاعتيادية للأمم المتحدة ومساهمات مالية من هيئات أخرى في المنظمة الدولية.
وفي عام 2022، كانت أكبر الحكومات المانحة هي الولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي والسويد والنرويج واليابان وفرنسا والسعودية وسويسرا وتركيا.
وعلقت دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وسويسرا تمويلها للوكالة عندما ظهرت اتهامات في يناير تتعلق بالاشتباه في تورط نحو 12 من موظفي أونروا الفلسطينيين في هجمات السابع من أكتوبر.
وأعادت دول كثيرة ضخ التمويل منذ ذلك الحين.
• ما هي الادعاءات الإسرائيلية؟
فتحت الأمم المتحدة تحقيقاً بعد اتهامات إسرائيلية بأن 12 موظفاً في «أونروا» شاركوا في هجوم حماس في السابع من أكتوبر الذي أشعل فتيل الحرب، كما تم لفت انتباه الأمم المتحدة إلى سبع حالات أخرى في مارس وأبريل.
وقالت الأمم المتحدة في أغسطس إن تسعة من موظفي «أونروا» ربما شاركوا في هجوم حماس، الذي تُشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وإنها فصلتهم من العمل.
وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن عدد موظفي «أونروا» الذين شاركوا في الهجوم بلغ 13.
وقالت إسرائيل في ملف قدمته في يناير وأطلعت عليه الولايات المتحدة واطلعت عليه رويترز إن لديها أيضاً أدلة أكثر على أن «أونروا» وظّفت 190 مسلحاً من حماس وحركة الجهاد الإسلامي.
• ما هو التأثير الذي قد ينتج عن الحظر الإسرائيلي؟
قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن تصويت نواب البرلمان الإسرائيلي يُعد «سابقة خطيرة»، وإنه أحدث إجراء في حملة مستمرة لتشويه سمعة الوكالة و«نزع الشرعية عن دورها في تقديم المساعدات والخدمات التنموية البشرية للاجئين الفلسطينيين».
وذكرت وكالات للأمم المتحدة أن قرار إسرائيل قد يُعرّض مزيداً من الأطفال للموت ويُمثّل نوعاً من العقاب الجماعي حال تطبيقه بالكامل.
وقال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) «إذا لم تتمكن الأونروا من العمل، فمن المرجح أن نشهد انهيار المنظومة الإنسانية في غزة... وقرار مفاجئ مثل هذا يعني أن إسرائيل عثرت على طريقة جديدة لقتل الأطفال».
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه سيتم توسيع عمليات منظمات دولية أخرى وإجراء استعدادات «لتعزيز بدائل للأونروا».
• ماذا تقول إسرائيل عن الأونروا منذ سنوات؟
تدعو السلطات الإسرائيلية منذ فترة طويلة إلى تفكيك الوكالة بحجة أن مهمتها عفا عليها الزمن وأنها تُغذي المشاعر المعادية لإسرائيل بين موظفيها وفي مدارسها وفي رسالتها الاجتماعية الأوسع، وترفض «أونروا» بشدة هذا التوصيف.
ودعا نتنياهو من قبل الولايات المتحدة، أهم حليف لإسرائيل وأكبر مانحي الوكالة، إلى سحب دعمها للأونروا، وأشاد بإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للتوقف عن تمويل الوكالة.
وواجهت «أونروا» صعوبات أخرى في الماضي.
ففي عام 2019 استقال مفوض عام الوكالة وسط تحقيق في سوء سلوك.
وفي 2014، عبر أمين عام الأمم المتحدة عن قلقه إزاء العثور على صواريخ في مدرسة شاغرة تابعة للأونروا قبل أن تختفي في وقت لاحق.