بايدن في قرار تاريخي عام 2021: لن أرسل قوات أميركية إلى أوكرانيا

الأب الروحي للصحافة الاستقصائية في العالم ومفجر «ووترغيت» في أحدث الكتب
الحرب.. أسرار بوب ودورد عن الحرب الأوكرانية و«طوفان الأقصى»
وصف سلفه ترامب بـ «الأحمق»: خرج عن السيطرة وإقناعه غير مُجدٍ... نحن في مدينة الجنون

نشر في 05-11-2024
آخر تحديث 04-11-2024 | 19:45
غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
بوب ودورد، «بطل» فضيحة ووترغيت 1972 التي أدت إلى استقالة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون من منصبه، يعدّ الأب الروحي للصحافة الاستقصائية، لذلك كان وزميله الصحافي كارل بيرنشتاين من أهم وأشهر الصحافيين الأميركيين، الذين كان لهم الفضل بنيل جريدة الواشنطن بوست جائزة بولتزر للصحافة عام 1973. كتابه الجديد الذي يحمل رقم 23، وجاء بعنوان «الحرب» أثار جدلاً واهتماما واسعين على مستوى العالم بعد صدوره أخيرا لتناوله «الحرب الأوكرانية و«طوفان الأقصى»، ونشره محاضر ووثائق سرية، واعداً القراء بعمل كتاب آخر عندما تنتهي الحرب. أصدر 3 كتب عن دونالد ترامب أثناء توليه الرئاسة، وهي «الخوف» 2018 و«الغضب» 2020 و«الخطر» 2022، حققت المركز الأول في قائمة أفضل الكتب. وعندما التقاه مرة طلب منه أن يطلعه وزميله على إحدى صفقاته العقارية، قال ترامب فوراً: «لا أستطيع أن أخبرك ما هو، لأن الغريزة أهم بكثير من أي عنصر آخر إذا كانت لديك الغرائز الصحيحة، وأسوأ الصفقات التي قمت بها كانت عندما لم أتبع غرائزي، وأفضل الصفقات التي قمت بها كانت عندما اتبعت غرائزي، ولم أستمع إلى جميع الأشخاص الذين قالوا: لا توجد طريقة تنجح بها». في الكتاب دراسة نفسية كاملة لرجل يوصف بأنه «ملك العقارات» في مانهاتن كان عمره 42 عاماً، لم يكن من المتوقع أن يصبح رئيساً أو شخصية سياسية. نستعرض في هذه الحلقات مقتطفات من الكتاب تخصّ حرب «طوفان الأقصى» والحرب الروسية- الأوكرانية، ونورد الأوصاف المستخدمة والمسميات، كما جاءت في كتاب المؤلف وعلى لسانه. في هذا الصدد، يوضح المؤلف للقراء أنه أجرى المقابلات، وفقاً لقاعدة الصحافة المعروفة بـ«الخلفية العميقة»، وهذا يعني استخدام جميع المعلومات دون ذكر اسم قائلها، وقد رفض الرئيسان بايدن وترامب إجراء مقابلات لهذا الكتاب. يعتقد المؤلف أن الرئيس بايدن وفريقه سيتم دراستهم في التاريخ كنموذج «للقيادة الهادئة والهادفة»، ولذلك كان هذا الكتاب الخاص بالرئيس بايدن تجربة مختلفة حيث منحه الوقوف على الجهود التي بذلها الرئيس وفريقه لاستخدام أدوات السلطة التنفيذية بمسؤولية وبما يخدم المصلحة الوطنية. يظهر كتاب «الحرب» الطرق التقليدية الجديدة التي استخدمها بايدن وفريقه لتطوير سياسة خارجية قائمة على المعلومات الاستخباراتية لتحذير العالم من أن الحرب قادمة في أوكرانيا ولتزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد روسيا، ومحاولة تهدئة التصعيد في حرب إسرائيل وغزة. فصول الكتاب عبارة عن أرقام لها دلالاتها ومعانيها تبدأ بـ «واحد بعد خمسة وثلاثين عاماً» ثم «اثنان»، و«ثلاثة»، إلى أن يصل إلى «سبعة وسبعين» وتحت كل رقم قصة وحكاية.

في كتابي «القادة»، الذي تناولت فيه حرب الخليج الأولى عام 1991، كتبت: القرار بالدخول في حرب هو قرار يحدد هوية الأمة، سواء أمام العالم أو وربما الأهم، أمام نفسها، لا يوجد عمل أكثر جدية بالنسبة للحكومة الوطنية، ولا يوجد معيار أدق للقيادة الوطنية.

هذا الكتاب «الحرب»، يعرض الجهود والقرارات التي تم اتخاذها لمحاولة منع الحرب، وعندما وقعت الحروب، لتجنّب التصعيد.

اليوم، كما في الماضي، أعتقد أن قرارات الحروب تحدد قادة الأمم، الوفيات العسكرية الأميركية في فيتنام بلغت 52.880، لقد كانت حرب فيتنام حدثا ضخما لجيل بايدن، جيلي، لم يشارك بايدن في الحرب، ولم يحتج ضدها، بصفته سيناتورا، كان يقول مرارا وتكرارًا إنها كانت مجرد «سياسة سيئة».

اقرأ أيضا


بوب ودورد بوب ودورد

لم يكن بايدن متأثراً بروح الحرب أو الروح المناهضة للحرب، وعندما كان سيناتورا، قال إن اعتراضاته على حرب فيتنام لم تكن أخلاقية، بل عملية، كانت الخسائر البشرية ضخمة ولم تحقق الحرب النتائج المطلوبة.

عندما كان نائبا للرئيس عام 2009، بذل بايدن جهدًا مكثفاً، ولكن غير ناجح لإقناع الرئيس أوباما بعدم إرسال 30.000 جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان، كانت حجته الرئيسة أن أفغانستان ستكون مثل الماضي عندما كانت الولايات المتحدة محبوسة في فيتنام، الحفاظ على الولايات المتحدة والقوات الأميركية بعيدا عن خوض الحروب غير الضرورية أصبح حجر الزاوية في تفكير بايدن.

بحلول الوقت الذي أصبح فيه بايدن رئيسا عام 2021، كان مقتنعًا بأنه ما لم تتعرّض الولايات المتحدة للهجوم، فإن إرسال القوات الأميركية لحل مشاكل السياسة الخارجية لن يخدم مصالح البلاد، من فيتنام إلى أفغانستان والعراق، كان الحل العسكري غير مجدٍ.

أحد أكثر الأيام أهمية في رئاسة بايدن كان في 8 ديسمبر 2021، قبل أشهر من غزو روسيا لأوكرانيا، عندما جلس في المكتب البيضاوي مع جيك سوليفان، وقال: «لن أرسل قوات أميركية إلى أوكرانيا»، ثم أعلن ذلك علنا.

تجربة مختلفة لرئاسة بايدن وفريقه... نموذج للقيادة الهادئة والهادفة

وقال أثناء سيره عبر حديقة البيت الأبيض نحو مروحية مارين وان: «هذا ليس مطروحا على الطاولة»، محددًا اتجاها جديدًا للسياسة الخارجية.

عندما اندلعت الحرب وغزت روسيا أوكرانيا، التزم بايدن بكلمته، وقدمت الولايات المتحدة دعما استخباراتيا هائلا ومليارات الدولارات من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وقدم بايدن الدعم المعنوي، ودان الغزو الروسي، كما نشر المزيد من القوات الأميركية في أوروبا، واستمر في التعهد بحماية حلفاء «ناتو» بموجب المادة الخامسة في حال تعرّض أي منهم لهجوم، وقام بتعبئة «ناتو» (أقوى تحالف عسكري في العالم) لدعم أوكرانيا، من دون إرسال قوات إلى هناك.

وقال بايدن في فبراير 2022: «ستخرج الولايات المتحدة وحلفاؤنا من هذا الموقف أقوى وأكثر اتحادا وأكثر عزيمة»، وأضاف: «ستكلف عدوانية بوتين روسيا ثمناً باهظا، اقتصاديا واستراتيجيا، وسنتأكد من ذلك، سيكون بوتين منبوذا على الساحة الدولية»، في حين قال سوليفان: «جو بایدن هو أول رئيس في القرن الحادي والعشرين يمكنه أن يقول إنه لا يوجد جنود أميركيون في الحرب، نعم، هناك حروب، لكننا لا نقاتل فيها... شعر بايدن أن قدرته على دعم أوكرانيا بالكامل، وتقديم الأسلحة ومستويات كبيرة من الدعم، اعتمدت على قدرته على طمأنة الشعب الأميركي بأنهم لن يجروا إلى تلك الحرب»، وأضاف سوليفان: «لقد أنشأ الرئيس الهيكل الضروري للدعم الأميركي المستمر الأوكرانيا».

وقال: «هل كانت ستحدث حرب في أوكرانيا اليوم لو كان ترامب رئيسا؟ أقول ربما لا، لماذا؟ لأنه لن تكون هناك حرب، لأن بوتين كان سيكون في كييف، ترامب كان سيفتح له الباب، لأن رأي ترامب الأساسي هو: أسمح لهم بفعل ما يريدون».

من جهته، قال وزير الدفاع لويد أوستن: «القرارات الصعبة دائما هي عندما تضطر إلى إرسال القوات إلى مناطق الخطر، أفكر مليّا قبل اتخاذ قرار، أفهم التعقيدات، أفهم القدرات، ولكن دائما ما يكون من الصعب اتخاذ قرار بإرسال القوات إلى القتال».

وأضاف: «ما يحرّك بايدن هو أنه يريد أن يكون فعالاً، ويريد أن يحقق أفضل النتائج، وإذا كان عليه أن يضع القوات في القتال، فسيقوم بذلك، ولكن إذا لم يكن من الضروري القيام بذلك، وإذا كان بالإمكان تحقيق الهدف بطريقة أخرى، فأعتقد أنه ماهر بما يكفي للقيام بذلك بطريقة أخرى، وشجاع بما فيه الكفاية».

كان بايدن يركز على إيجاد أفضل طريقة لتحقيق النتائج، وفقا لأوستن، «سيفعل ما يحتاج إلى فعله، ليس عليك دائما إرسال القوات إلى القتال لتكون ناجحًا، وقد أظهر ذلك».

سياسة خارجية قائمة على المعلومات الاستخبارية هدفت إلى:

1 - تحذير العالم من الحرب في أوكرانيا وتزويدها بالسلاح للدفاع عن نفسها ضد روسيا.

2 - تهدئة التصعيد في حرب إسرائيل وغزة.

عندما هاجمت «حماس» إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، في واحدة من أكثر الأعمال الإرهابية صدمة وقسوة، قدّمت الولايات المتحدة دعما هائلا، وتم تحريك السفن وحاملات الطائرات، وتعبئة الموارد الاستخباراتية، لكن لم تطأ قوات أميركية أرض غزة.

في أبريل 2024، أسقطت القوات الأميركية صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة أطلقتها إيران على إسرائيل، دافعت عن إسرائيل بنجاح بمساعدة قوات من المملكة المتحدة وفرنسا، لم تشارك القوات الأميركية بشكل مباشر في مواجهة إيران، لقد كانت هذه القرارات مبنية على خبرة بايدن.

أوكرانيا بين ترامب وبوتين

في أوائل عام 2024، كان أحد مساعدي ترامب يتسكع خارج مكتب الرئيس السابق في مارالاغو، كان ترامب قد أرسل المساعد خارج الغرفة، حتى يتمكن من إجراء ما قال إنه مكالمة هاتفية خاصة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووفقا لمساعد ترامب، كانت هناك مكالمات هاتفية متعددة بين ترامب وبوتين، ربما تصل إلى 7 مكالمات منذ مغادرة ترامب للبيت الأبيض عام 2021.

عندما سألت كبير مساعدي حملة ترامب، جيسون ميلر في يوليو عما إذا كان يعلم عن مكالمات هاتفية بين الرئيس السابق ترامب وبوتين، كانت إجابته «إمممم، آه، ليس هذا، آه، ليس هذا ما أعرفه».

هل يستطيع ترامب التحدث مع بوتين الآن؟

قال ميلر: «أنا متأكد من أنهما سيعرفان كيف يتواصلان مع بعضهما».

هل يتحدثان عن كيفية إيقاف حرب أوكرانيا؟

قال ميلر: «حسنًا، أعني أن الرئيس ترامب قال إنه سيوقفها، وأعتقد أنه يستطيع ذلك، أعتقد أنه يستطيع إيقافها قبل أن يتولى المنصب»، كما كان ترامب يقول هذا علنا في التجمعات.

إن قانون لوغان يجعل من غير القانوني للمواطنين العاديين التفاوض على النزاعات دون تفويض واضح من الحكومة الأميركية الحالية،

قلت لميلر: «لكن الشخص الذي سيقرر ذلك هو بوتين» أليس كذلك؟

«لا»، قال ميلر، «أعتقد أن الشخص الذي سيقرر ذلك هو الرئيس ترامب، لأنه يعرف نقاط الضغط لكل من بوتين وزيلينسكي لإنجاز الأمر»، وأضاف: «لم أسمع أنهم يتحدثان، لذلك سأعارض ذلك». وأردف: «لكن مرة أخرى، يعرفان بعضهما منذ 4 سنوات في الرئاسة، سأعارض ذلك»، وكرر بشأن المكالمات الهاتفية، «وأكون حذرا جدا في القول إنهما في تواصل أو أي شيء من هذا القبيل قبل الأوان».

أصدر ودورد 3 كتب عن ترامب «الخوف» 2018 و«الغضب» 2020 و«الخطر» 2022

«لأجل إنهاء الحرب؟»

وقال ميلر: «لكن ذلك لن يحدث في نهاية المطاف، لن يحدث حتى يفوز الرئيس ترامب في 5 نوفمبر، ويصبح من الواضح أنه سيتولى الرئاسة»، وأضاف: «بعد 5 نوفمبر، أعتقد أن الرئيس ترامب سيكون قادرا على حل المشكلة أو حل معظمها بحلول الوقت الذي يؤدي فيه اليمين الدستورية».

الأمر لم يكن منطقيا، كان ترامب يقول علنًا إنه يستطيع حل الحرب قبل أن يتولى المنصب من خلال مكالمة هاتفية؟

قال ميلر: «لكل منهما»؟ أعتقد أنه يستطيع ذلك، يعرف نقاط الضغط، يعرف ما الذي سيحفز كلا الجانبين، وأعتقد أنه يمكنه القيام بذلك بمكالمة هاتفية لكل منهما، في إشارة إلى بوتين وزيلينسكي.

أي محاولة من ترامب للتواصل مع بوتين قبل أن يؤدي اليمين الدستورية كرئيس في 20 يناير 2025 ستكون زلزالاً آخر، ومع ذلك يوضح المساعد الأقرب لترامب كيف يمكن أن يحاول ترامب وفعليا يخطط للمحاولة.

واصل ترامب مقابلة قادة العالم الآخرين وفي اليوم التالي، الجمعة 26 يوليو، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ترامب في مارالاغو.

كانت مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هاينز، التي تشرف على جميع وكالات الاستخبارات الأميركية الـ16، بما في ذلك وكالة الأمن القومي متحفّظة بحذر بشأن مسألة الاتصالات السبع بين ترامب وبوتين.

وقالت هاينز: «لن أدّعي أنني على علم بجميع الاتصالات مع بوتين»، وأضافت: «لن أدعي أنني أتحدث عمّا قد يكون فعله الرئيس ترامب أو لم يفعله».

• عدوانية بوتين ستكلف روسيا ثمناً باهظاً وسيكون منبوذاً على الساحة الدولية

• لو كان ترامب رئيساً لوصل بوتين إلى كييف وفتح له الباب

• أمیرکا دافعت عن إسرائيل وقدمت لها الحماية والمساعدة... لكنها لم تشارك في حرب غزة

• ترامب وحده يستطيع وقف الحرب في أوكرانيا ويعرف جيداً نقاط الضعف لكل من بوتين وزيلينسكي

خلال مقابلاتي مع الرئيس ترامب آنذاك عام 2020، تفاخر بعلاقته الوثيقة مع القادة المستبدين، مثل الرئيس الروسي بوتين ورئيس الصين شي جين بينغ، وقدّم لي رسائل الحب التي تبادلها مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وكانت علاقة ترامب مع بوتين أيضا منطقة أبهرت دان کوتس مدير الاستخبارات الوطنية لترامب لمدة عامين ونصف العام، من 2017 إلى 2019.

فقد قال كوتس في مايو 2024: «لا يزال الأمر لغزا بالنسبة لي كيف يتعامل مع بوتين وما الذي يقوله له»، وأضاف: «إنه لغز لم يتم حله بعد».

عمل كوتس في الدائرة الداخلية للأمن القومي لترامب، في صميم النظام العصبي المركزي لمؤسسة التجسس الأميركية وأسرارها الأكثر حيوية، كان لديه مقعد في الصف الأول لكلمات ترامب وأفعاله.

قال كوتس: «تواصله الدائم وعدم قوله أي شيء سلبي عن بوتين، وقوله أشياء إيجابية عنه بالنسبة لي هذا مخيف»، وتساءل كوتس «هل هو ابتزاز؟»، لم يتمكن من معرفة ذلك أبدا، لكنه كان متأكدا من أن هناك شيئًا ما.

وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية بيرنز: «بوتين يتلاعب»، وأضاف: «إنه مدرب تدريبا احترافيا على القيام بذلك، كان يعتبر على نطاق واسع بين قادة العالم كخبير في التلاعب.

قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016، أدلى بوتين بتعليق عن ترامب باللغة الروسية تم تفسيره بالإنكليزية بأنه يعتقد أن ترامب رائع، وأوضح بيرنز «كانت الكلمة الروسية الفعلية ملونة، وهي ليست النوع نفسه من المجاملة بالضبط».

أميركا قدمت مليارات الدولارات ودعماً استخباراتياً وعسكرياً وتعهّداً بحماية حلفاء «الناتو»... دون أن ترسل جندياً أميركياً واحداً للقتال

من سيتخلى عن أوكرانيا؟

قال بيرنز لزملائه: «هناك جوانب في ترامبية Trumpism تجذب بوتين»، وأضاف:»بالتأكيد، فيما يتعلق بأوكرانيا، يجب أن يرى ترامب أنه أكثر احتمالية للتخلي عن زيلينسكي والأوكرانيين، لذا من هذه الناحية هو جذاب»، كان من الصعب الحكم على رأي بوتين بشأن الطبيعة غير المتوقعة وغير المتسقة لقيادة ترامب، وهو ما لم يكن بوتين ولا شي معجبين به.

وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية: «لكن بوتين لديه خطة»، تماما كما كان لديه عندما كان ترامب في المنصب في كيفية اللعب على ترامب.

وفي 23 مايو أعلن ترامب أن بوتين سيطلق سراح مراسل «وول ستريت جورنال»، إيفان غير شكوفيتش، الذي كان محتجزا في السجون الروسية، إذا تم انتخابه رئيسًا في نوفمبر.

وكتب ترامب على منصة تروث سوشيال: «إيفان غير شكوفيتش، المراسل من وول ستريت جورنال، الذي تحتجزه روسيا، سيتم إطلاق سراحه على الفور تقريبا بعد الانتخابات، ولكن بالتأكيد قبل أن أتولى المنصب، وسيكون في منزله آمنا، ومع عائلته... فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، سيفعل ذلك من أجلي، ولكن ليس لأي شخص آخر، ولن ندفع أي شيء!»

لم يقدّم ترامب سببًا لسبب قيام بوتين بذلك، وعندما سُئل المتحدث باسم «الكرملين»، ديمتري بيسكوف، عن ادّعاء ترامب، قال إن بوتين لم تكن لديه اتصالات مع ترامب، وبعد شهور من المفاوضات الهادئة التي قادها الرئيس بايدن وسوليفان، وشاركت فيها 7 دول على الأقل، تم الإفراج عن إيفان غير شكوفيتش من السجن الروسي في 1 أغسطس، إلى جانب الأميركيين بول ويلان وألسو كورماشيفا، وكان الإفراج عنهما جزءًا من أكبر تبادل للسجناء منذ الحرب الباردة، حيث تم إطلاق سراح 24 شخصا.

خلال المناظرة الرئاسية، جادل الرئيس السابق ترامب بأن الرئيس بوتين لم يكن ليغزو أوكرانيا أبدًا إذا كان ترامب لا يزال في المكتب البيضاوي، وقال: «سأخبركم بما حدث: بايدن كان سيئًا للغاية في أفغانستان». وأضاف: «لقد كانت لحظة إحراج فظيعة، أسوأ لحظة في تاريخ بلادنا، وعندما شاهد بوتين ذلك ورأى عدم الكفاءة... قال، كما تعلمون ماذا؟ أعتقد أننا سنذهب ونسعى لتحقيق حلمي، هذا كان حلمه... تحدثت إليه عن ذلك، حلمه الفرق هو أنه لم يكن ليغزو أوكرانيا أبدًا، أبدا».

ترامب غير مؤهل لقيادة أميركا وهو أسوأ من نيكسون كما أنه الأكثر تهوراً واندفاعاً بتاريخ أميركا

3 كتب عن ترامب

بعد أن كتبت 3 كتب عن رئاسة ترامب، وأجريت معه أكثر من 8 ساعات من المقابلات من الواضح أنه سيقول ويفعل أي شيء يعتقد أنه في مصلحته.

كتابي الأول عن ترامب «الخوف»، كشف عن «انهيار عصبي» لرئاسته، حيث قام كبار المسؤولين بإزالة الوثائق من مكتبه حتى لا يوقّع ترامب على إجراءات قد تؤدي إلى أزمة اقتصادية أو أمنية وطنية كبيرة.

وقال جون ف. كيلي، رئيس موظفي البيت الأبيض، وهو جنرال متقاعد من فئة الـ 4 نجوم في مشاة البحرية، في الكتاب عن ترامب، «إنه أحمق، ومن غير المجدي محاولة إقناعه بأي شيء، لقد خرج عن السيطرة، نحن في مدينة الجنون».

وأشار كبير مستشاري ترامب الاقتصاديين غاري كوهين، إلى ترامب على أنه «كاذب محترف».

وقال جون دود، المحامي الشخصي لترامب، في تحقيق مولر بشأن التدخل الروسي في انتخابات 2016 لترامب إنه كاذب لدرجة أنه إذا أدلى بشهادته شخصيا، فسينتهي به الأمر بـ «بدلة برتقالية»، وقال إنه كاذب ملعون.

وكتبت ماجي هابرمان من نيويورك تايمز «إن كتابي الخوف يصور البيت الأبيض في عهد ترامب على أنه عملية معقدة، مليئة بالخيانة، وغير قابلة للتحكم في كثير من الأحيان، وإن الكتاب أزعج الإدارة والرئيس جزئيا، لأنه كان من الواضح أن الكاتب تحدث مع العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين».

بايدن: ترامب كان سيئاً للغاية في أفغانستان... وأسوأ لحظة في تاريخ أميركا انسحابها منها

وأكد السناتور ليندسي غراهام للرئيس ترامب، آنذاك، إنني لم أضع كلمات في فم ترامب أو أي شخص آخر، ولدهشتي الكاملة، وافق ترامب على إجراء مقابلة معي لكتابي الثاني عن رئاسته، «الغضب».

وقال ترامب وهو جالس على كرسي بورغندي خلف مكتب الرئاسة في 5 ديسمبر 2019: «أتمنى لو التقيت بك من أجل الكتاب الأخير»، وأضاف: «لكن سنعوض ذلك، سنعوض ذلك».

كان ترامب قد أعد بعض الأدوات التوضيحية على المكتب أمامه، كان هناك كومة من أوامر التعيينات القضائية في وسط المكتب، ثم كان على أحد الجانبين مجلد من الرسائل التي تبادلها ترامب مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وعلى الجانب الآخر كانت هناك صور كبيرة لترامب وهو يصافح كيم ويبتسم.

دونالد مهووس بإعادة انتخابه رئيساً

كانت حرب ترامب هي جائحة فيروس كورونا وأداؤه كشف عن شخصيته، وأظهرت هذه المقابلات رجلا لا يلتزم بالحقيقة، مهووسا بإعادة انتخابه، وغير قادر على التعامل مع أزمة حقيقية.

وقد حذّر مستشارو الأمن القومي ترامب من أن الفيروس كان مميتا ويمثّل تهديدا كبيرا للبلاد، لكنه لم يطوّر خطة للاستجابة، لم يكن يعرف كيف يستخدم صلاحياته التنفيذية الاستثنائية لإعطاء الأولوية لإنقاذ أرواح الأميركيين، ومن خلال تصريحات تحدّ، قلل ترامب من شأن الفيروس وتنصّل من أي مسؤولية في التعامل معه، لم يكن هناك تعاطف، ولم تكن هناك شجاعة.

وقال ترامب في أبريل 2020: أوه، لديّ خطة، بوب، أعني، كما تعلم، هو ما هو عليه «عندما تحدث عن فيروس كورونا، فأثناء الأزمات الوطنية يتطلع الناس إلى رئيسهم وقيادتهم».

وقال لي ترامب: «هذه حرب»، وسألته إذا ما كان قد جلس مع خبير الأمراض المعدية في البلاد، د.أنتوني فاوتشي، ليحصل على دروس تفصيلية، وقلت له: «هل فاوتشي هو آیزنهاور الخاص بك؟»، فردّ ترامب: «ليس هناك الكثير من الوقت لذلك، بوب، هذا البيت الأبيض مشغول».

بحلول صيف 2020، كان حوالي 140.000 شخص قد ماتوا في الولايات المتحدة بسبب الفيروس، وفي النهاية تجاوزت حصيلة الوفيات 1.1 مليون، وقال لي ترامب في يوليو 2020: سترى الخطة بوب، لديّ 106 أيام»، كان يقصد الانتخابات الرئاسية القادمة في غضون 106 أيام.

إن عدم اتخاذه الإجراءات فيما يتعلق بفيروس كورونا كلّفه تقريبا انتخابات 2020، وفقًا لاستطلاعات رأي أجراها مستشاروه.

سألته مرة: «ما دور الرئيس؟»، قال: «حماية الناس»، فكان هذا جوابًا جيدًا، لكن ترامب فشل في القيام بذلك.

دونالد ترامب ليس فقط الرجل الخطأ لمنصب الرئاسة، بل هو غير مؤهل لقيادة البلاد، كان ترامب أسوأ بكثير من ريتشارد نيكسون، الرئيس الذي ثبتت جرائمه، وكما أوضحت سابقا، حكم ترامب بالخوف والغضب، وكان غير مبالٍ بالمصلحة العامة والوطنية، وكان الرئيس الأكثر تهورًا واندفاعًا في تاريخ الولايات المتحدة، ويظهر الشخصية نفسها تماما كمرشح رئاسي عام 2024.

back to top