في وقت تتزايد الضغوط والجهود الدولية لمنع تنفيذ المزيد من الأحكام المستعجلة التي تصدر بحق موقوفين على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 3 أشهر، وبعد اعتراض مراجع دينية شيعية في حوزات قم على المسوغات الشرعية للأحكام التي صدرت، أوقفت السلطات الإيرانية تنفيذ إعدام الشاب ماهان صدرات، هو واحد من بين أكثر من عشرة إيرانيين محكومين بالإعدام بسبب مخالفات أدينوا بارتكابها خلال الاحتجاجات الواسعة النطاق التي اندلعت في إيران في منتصف سبتمبر.
في المقابل، حث نائب إيراني، يدعى مصطفى ميرسليم، سلطات بلاده على تقليص «المدة بين اعتقال مثيري الشغب وإعدامهم لتصبح بين 5 و10 أيام».
وقال ميرسليم رداً على الانتقادات الداخلية والخارجية للأحكام التي تصدر بعد محاكمات مستعجلة تفتقد للمعايير القانونية المتعارف عليها حول العالم: «أؤيد بشدة أداء القضاء فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة».
وهدد وزير الداخلية أحمد وحيدي بأنه «سيتم التعامل مع من يتهم النظام بأحداث لم تحدث».
وقف وكبح
وفي حين أفادت العلاقات العامة للمحكمة العليا الإيرانية بوقف تنفيذ حكم إعدام صادر بحق ماهان صدرات إلى حين بت المحكمة في ملفه، طالب الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين «فيفبرو» سلطات طهران بإلغاء حكم الإعدام بحق لاعب كرة القدم المحترف أمير نصر آزاداني، مشيراً إلى أنه يشعر ب «الصدمة والاشمئزاز» من هذه الوضعية.
وأكد الاتحاد تضامنه مع أزاداني بعد مدافعته عن «حقوق المرأة والحريات الأساسية في بلاده». وطالب بإطلاق سراح أزاداني الذي تردد أنه جرى إلقاء القبض عليه في نوفمبر الماضي، ووجهت له اتهامات بالمشاركة في قتل ثلاثة من عناصر «الحرس الثوري». وتقول جماعات حقوقية ناشطة إن هذه مزاعم كاذبة تماماً، وهو في الحقيقة ضحية محاكمة صورية لإجراءات عقوبة الإعدام المعجلة، التي أدت بالفعل إلى إعدام اثنين آخرين من المتظاهرين في الأيام القليلة الماضية فقط.
في غضون ذلك، أعلن عضو البرلمان الألماني، هاكان دمير، أنه تولى الوكالة السياسية للسجينين الشقيقين الإيرانيين فرهاد وفرزاد طه زاده، مشيراً إلى أنه تم الحكم على هذين المتظاهرين بالإعدام الثلاثاء الماضي ويتوقع أن يتم إعدامهما قريباً، مطالباً السفير الإيراني في برلين بوقف الحكم. بدوره، قال مقرر الأمم المتحدة المعني بأوضاع حقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمان، إن على المجتمع الدولي زيادة الضغط على إيران لمنع المزيد من عمليات الإعدام. كما ينبغي طرد طهران من لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة. ووسط غموض بشأن العدد الحقيقي لمن حكم عليهم بالإعدام على خلفية الاضطرابات المتواصلة منذ منتصف سبتمبر الماضي، أكدت مجموعات حقوقية أن السلطات الإيرانية تستخدم تلك العقوبة كوسيلة للترهيب بهدف قمع الاحتجاجات. في السياق، أشارت منظمة «مراسلون بلا حدود» إلى إيران دخلت «القائمة السوداء» بعد أن سجنت عدداً «غير مسبوق» منذ عشرين عاماً من الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام، في ظل قمع الحركة الاحتجاجية.
أزمة وإطاحة
من جانب آخر، دعا ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي بصحيفة «كيهان»، حسين شريعتمداري، السلطات الإيرانية إلى إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي بمياه الخليج رداً على «دعم الدول الغربية للاحتجاجات» المناهضة للجمهورية الإسلامية. وقال إنه يجب مصادرة «جزء من الشحنات التجارية» لهذه الدول تحت بند التعويضات عن الاضرار التي تتسبب بها الاحتجاجات.
من ناحيته، حذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من أن «القوة ليست مجرد صناعة الصواريخ، فالعدو لا يريدنا أن نحقق النمو في المجال الاقتصادي كذلك»، فيما أطاح رئيس البنك المركزي علي صالح آبادي، نائبه لشؤون العملات الأجنبية آفشين خاني، جراء الانهيار المتواصل للعملة الوطنية «التومان» مقابل الدولار الأميركي الذي وصل سعره أمس إلى أكثر من 380 ألف ريال.
وبالتزامن مع تصاعد الأزمة المعيشية جراء تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع والبضائع، رأى القائد العام لقوات «الحرس الثوري» اللواء حسين سلامي أن «الرؤساء الأميركيون لا يختلفون عن بعضهم البعض. رئيس أميركا اليوم هو روزفلت وكينيدي وأيزنهاور ونيكسون وويلسون وكارتر وريغان وبوش وكلينتون وأوباما وترامب. إذا عرفنا السياسة الأميركية في المئة عام الماضية، فلن ننخدع أبداً بعمليتهم النفسية اليوم» في إشارة على ما يبدو إلى الاحتجاجات والضغوط الرامية لإقناع طهران بالتوصل لتفاهم من أجل إعادة القيود والراقبة على برنامجها النووية.
وجاء ذلك في وقت أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيأتون إلى إيران في الأيام المقبلة. وأضاف: «تعاملنا مع الوكالة مستمر، ونأمل أن يتم اتخاذ خطوة للأمام من أجل إزالة العوائق والغموض مع الوكالة».
اغتيال سني
على صعيد قريب، أوقفت السلطات الإيرانية أشخاصا يشتبه بتورطهم في عملية قتل إمام سني يدعى عبدالواحد ريكي في محافظة سيستان بلوشستان المضطربة أثناء محاولتهم الفرار عبر الحدود.
والخميس الماضي، تم خطف وقتل عبد الواحد ريكي، إمام مسجد الإمام الحسين في مدينة خاش والذي كان يعد معتدلاً، في حادث قال اعتبر المرشد الإيراني أن مرتكبيه «عملاء يخدمون أعداء وحدة الشعب».
قال رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، وحيد جلال زاده: نحن لا ننتقد الصين لإقامة علاقات مع الدول العربية، فهم يريدون تنويع أسواقهم في الأقطار الخليجية. وأضاف: كلما اقتربنا من الصين وروسيا، يتذمر الموالون للغرب.
جدل الصين
من جهة ثانية، ذكر وزير النفط الإيراني جواد أوجي أنه تم التوصل إلى اتفاق جيد مع الصين لتطوير حقول النفط والغاز خلال زيارة وفد بكين إلى طهران برئاسة نائب رئيس وزراء الصيني هو تشون هوا.
وبينما ذكرت وكالة «بلومبرغ» أن هوا، الذي سافر إلى إيران بعد زيارة رئيس الصين إلى السعودية، تمت إزالته من المناصب العليا في السلطة بوصفه شخصية مهمشة، دافع رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، وحيد جلال زاده عن بكين وقال: «كلما اقتربنا من الصين وروسيا، يتذمر الموالون للغرب».