كشف مصدر في مكتب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لـ «الجريدة»، أن موسكو عرضت على إيران مبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للجم التصعيد في المنطقة.
وأوضح المصدر أن العرض الروسي أساسه وقف إطلاق نار شامل بين إيران وإسرائيل، وتعهدات من الجانبين بعدم استهداف مصالح بعضهما مستقبلاً، مضيفاً أن موسكو طلبت من طهران وتل أبيب تقديم شروطهما، على أن تبدأ مفاوضات غير مباشرة بوساطتها للتوصل إلى صيغة للتفاهم، حتى لو كان تفاهماً غير علني أو غير مكتوب.
وحسب المصدر، فإن موسكو طلبت من طهران التريث في الرد على إسرائيل حتى لا تتعرقل الوساطة.
وفي الوقت نفسه، قال المصدر إن طهران تلقت رسالة أميركية جديدة عبر السفارة السويسرية، تحثها على عدم الرد على إسرائيل، ووقف سلسلة الردود المتبادلة بين البلدين.
وأضاف أن الرسالة أشارت إلى أن عدم رد طهران على الهجوم الإسرائيلي ضدها الشهر الماضي، يخلق ظروفاً مناسبة للتوصل إلى صيغ لوقف الحرب في لبنان وغزة، كما يساعد الرئيس جو بايدن على تعليق قسم من العقوبات الأميركية بقرار رئاسي، قبل تسليم السلطة للرئيس الجديد.
وأكد أن بزشكيان رفع المقترحين الروسي والأميركي إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي أكد أن بلاده لا يمكنها إلغاء الرد على إسرائيل، لأن ذلك يعني سقوط توازن الردع في المنطقة وانقلابه لمصلحة تل أبيب، وطلب من بزشكيان الاستفسار من موسكو إذا كانت مستعدة للتوسط بعد الرد وليس قبله.
أما بالنسبة للرسالة الأميركية، فذكر المصدر أن خامنئي رد بأن هناك طريقة واحدة لتخفيف الرد الإيراني لا إلغائه وهي وقف إطلاق نار في لبنان وغزة، لافتاً إلى أن المرشد طلب من بزشكيان التشديد في الرد على الرسالة الأميركية على أن طهران على ثقة بأن واشنطن ستدافع عن إسرائيل، لكن إذا ما أصيب أي جنود أميركيين خلال المواجهة فهذا يعود إلى إفراط الإدارة الأميركية في حماية إسرائيل، ولن يحزن أحد في المنطقة على مقتل جنود أميركيين من أجل مصلحة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، لكن عودة جثامين الجنود الأميركيين لن تكون في مصلحة أي رئيس أميركي.