أكد وزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر العمر، أن تأمين الفضاء السيبراني أولوية لحماية خصوصية البيانات سواء للأفراد أو المؤسسات، لا سيما في ظل التحديات المتزايدة في هذا المجال.

وصرح العمر، أمس، على هامش افتتاح المؤتمر والمعرض الخليجي الخامس لتحديات الأمن السيبراني، بأن مشروع الشراكة مع «غوغل كلاود» يسير حسب الجدول الموضوع له، وهناك عقود تم توقيعها تتعلق بالمشروع، وهي في حيز التنفيذ، مؤكداً أن «الأهم، والذي سنراه خلال سنتين هو تنفيذ مشروع الـ Data Center».

Ad

وعن «تخزين البيانات»، قال العمر إن تخزينها يعتمد على تصنيفها، ويتم ذلك بطريقة خاصة تتماشى مع خصوصية هذه البيانات، لافتاً إلى أن «غوغل كلاود» لم يكن الحل فيما يتعلق بالتخزين، بل هو جزء من منظومة كاملة تخدم القطاعين العام والخاص.

ورداً على سؤال حول دمج هيئة الاتصالات والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، قال العمر: «ماكو شي»، مشيراً إلى أن هناك دراسة بجهات كثيرة تتعلق بالدمج، لتسهيل العمل.

وفيما يتعلق بخصخصة وزارة المواصلات وقطاع البريد والخدمات اللوجستية الأخرى، قال: «فيما يتعلق بالشبكة الهاتفية الأرضية فالموضوع لدى هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهناك أربع شركات تم الاستماع إليها بهذا الخصوص»، مضيفاً «أما البريد، فإننا بصدد اتخاذ خطوات وخطط لتحسينه تتمثل في الحلول المؤقتة القصيرة المدى، بينما على المدى البعيد سيكون هناك مشروع يقارب نظيره الخاص بالشبكة الأرضية عبر نظام الشراكة».

وفي تفاصيل الخبر:

أكد وزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر العمر، أهمية تأمين الفضاء السيبراني وحماية خصوصية البيانات، لاسيما وسط التحديات المتزايدة في هذا المجال.

جاء ذلك في تصريحات له على هامش افتتاح المؤتمر والمعرض الخليجي الخامس لتحديات الأمن السيبراني، الذي يقام تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الدفاع وزير الداخلية فهد اليوسف تحت شعار «بيئة رقمية آمنة».

وتطرق العمر إلى العديد من المبادرات الوطنية والدولية لتعزيز الأمن الرقمي في الكويت، من أبرزها، الشراكة مع «غوغل كلاود» التي تمثل خطوة استراتيجية نحو تطوير بنية تحتية آمنة للبيانات، إضافة إلى التأكيد على دور المركز الوطني للأمن السيبراني في وضع السياسات والرؤى لتطبيق أفضل ممارسات الأمان، واستعرض مشروعات المستقبل في مجال تخزين البيانات وتحسين الخدمات الرقمية في الكويت، بما يتماشى مع التوجهات العالمية للأمن السيبراني والتحول الرقمي.

وقال العمر، إن موضوع «الأمن السيبراني» مهم جداً بداية من التوعية وصولاً إلى الأنظمة التي يجب أن تتوفر لحماية خصوصية البيانات سواء للأفراد أو المؤسسات المؤسسات.

وأضاف أن مشروع الشراكة مع «غوغل كلاود» يسير بحسب الجدول الموضوع له وهناك عقود تم توقيعها تتعلق بالمشروع، وهي في حيز التنفيذ، وأغلبها هي عقود حكومية، والأهم الذي سنراه في السنوات المقبلة هو تنفيذ مشروع الـ «data Center» خلال سنتين.

وبين أن مشروع «غوغل كلاود» عبارة عن شراكة بين حكومة الكويت وشركة غوغل، وتلك بداية لوجود شركات عالمية في الكويت تقدم خدماتها وتوظف الكويتيين، وتنقل خبراتها سواء للعاملين أو على الأنظمة.

وأشار إلى أن الكويت لديها المركز الوطني للأمن السيبراني والمختص بوضع السياسات الخاصة بالأمن السيبراني ويتابع الجهات العامة والخاصة للتأكد من التزامهم بتلك السياسات.

«تخزين البيانات»

وحول موضوع «تخزين البيانات» والجدل المثار حولها، قال العمر، إن تخزين البيانات يعتمد على تصنيفها، وكل تصنيف له وضعية خاصة، ويتم تخزينها بطريقة خاصة تتماشى مع خصوصية هذه البيانات، لافتاً إلى أن مشروع «غوغل كلود» لم يكن الحل لموضوع تخزين البيانات، إنما هو جزء من منظومة كاملة تخدم القطاع العام والخاص.

ورداً على سؤال حول دمج هيئة الاتصالات والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات قال العمر «ماكو شي»، لافتاً إلى أن هناك دراسة على جهات كثيرة تتعلق بموضوع الدمج، والغرض منه هو تسهيل العمل، وليس الدمج من أجل الدمج فقط.

وعن خصخصة وزارة المواصلات وقطاع البريد والخدمات الأخرى، أفاد بأنه فيما يخص الشبكة الهاتفية الأرضية فالموضوع لدى هيئة الشراكة وهناك أربع شركات تم الاستماع إليها بهذا الشأن.

وبخصوص البريد، أوضح «أننا بصدد اتخاذ خطوات تحسينه بشكل عام وتتمثل في الحلول المؤقتة القصيرة المدى، وعلى المدى البعيد سيكون هناك مشروع يقارب المشروع الخاص بالشبكة الأرضية عن طريق نظام الشراكة».

التحول الرقمي

وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر نيابة عن راعي المؤتمر الشيخ فهد اليوسف، قال العمر، إن المؤتمر يهدف إلى مناقشة القضايا المتعلقة بالسياسات والاستراتيجيات السيبرانية محلياً ودولياً التي تهدف إلى تسليط الضوء على المخاطر والتهديدات السيبرانية التي تواجهها الدول والمجتمعات وآليات التعاون المشتركة لمواجهتها ومكافحة انتشارها، والاطلاع على تجارب الدول وما حققته من تقدم في مجال الأمن السيبراني والتحول الرقمي.

وأضاف العمر، أن «مثل هذه المؤتمرات تحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية لأهمية مجالها وتوصياتها، التي تشكل السياسات والإجراءات السياسية لحماية الفضاء السيبراني وجعله أكثر أماناً للمستخدمين».

التهديدات السيبرانية

بدوره، أكد وكيل وزارة الدفاع الشيخ د. عبدالله المشعل، أن «القيادة السياسية مهتمة بخلق بيئة رقمية آمنة من خلال تبادل الخبرات بين الكويت والدول الشقيقة والصديقة»، لافتاً إلى أن «هناك زيادة في التهديدات السيبرانية التي تواجهها الدول».

وبين المشعل على هامش المؤتمر، أن «هناك مديرية خاصة بالعمليات السيبرانية في وزارة الدفاع تعمل على رفع الوعي لدى منتسبي القوات المسلحة وتحافظ على أنظمة الوزارة».

الأمن الوطني

من ناحيته، قال رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني اللواء ركن متقاعد محمد بوعركي في كلمته، إن الأمن السيبراني في العصر الحالي يعد واحداً من أهم عناصر الأمن الوطني خصوصاً بعد تحول معظم القطاعات الإنتاجية والخدمية إلى الرقمية.

وأوضح بوعركي، أن مفهوم الأمن السيبراني وإجراءاته يعتبران منهجاً لتأمين البنية التحتية المعلوماتية والنظم التكنولوجية المهمة، التي تدار بها المرافق الحيوية للدولة، مؤكداً ضرورة تكاتف الجهود لتوفير كل السبل في تحقيق الأمن السيبراني في المؤسسات والهيئات والقطاعات الحيوية.

وذكر أنه انطلاقاً من الحرص على دعم منظومة الأمن السيبراني، أصدر المركز الوطني للأمن السيبراني «الإطار الوطني لحوكمة الأمن السيبراني» تضمن الأطر والسياسات لحوكمة المعايير والإجراءات ما سيوفر الحماية لدولة الكويت من تهديدات الفضاء السيبراني ومواجهتها بكفاءة وفاعلية بما يضمن استدامة العمل والحفاظ على الأمن الوطني وسلامة الأشخاص والممتلكات والمعلومات من الهجمات والمخاطر الإلكترونية المتزايدة.

ولفت إلى أن هذا المؤتمر الخليجي يناقش أحدث تقنيات الأمان الرقمي ضمن فعاليات نسخته الخامسة بمشاركة عدد من المتحدثين الدوليين رفيعي المستوى وبحضور خبراء الأمن السيبراني من دول العالم.

وقال بوعركي، إن المؤتمر يهدف إلى تبادل الخبرات والمعرفة المتخصصة في مجال الأمن السيبراني مع تقديم كل أوجه التعاون الدولي والخليجي في مكافحة الثغرات والتهديدات السيبرانية والعمل على زيادة توعية مؤسسات القطاع الحكومي والخاص للحفاظ على أنظمتها وبياناتها دون اختراق.

استخدام التكنولوجيا

من ناحيته، اعتبر الأمين العام لاتحاد مصارف الكويت د. يعقوب الرفاعي، الأمن السيبراني أحد أهم عناصر الأمن الوطني، ومن ضروريات العصر نظراً إلى ما يشهده العالم من تطور مستمر في استخدام التكنولوجيا، وتحول العمليات المالية والبيانات من مجرد بيانات من مجرد بيانات شخصية تخص الأفراد إلى بيانات تخص المجتمعات والدول.

وأضاف الرفاعي، أن المصارف الكويتية تقوم بالاستثمار المستمر لتطوير وتحديث أنظمتها، كما أن بنك الكويت المركزي بالتعاون مع اتحاد مصارف الكويت يضع الخطط البديلة لتعزيز الأمن السيبراني والمعلوماتي للقطاع المصرفي.

وأشار إلى تعاون الاتحاد والبنوك الكويتية مع بنك الكويت المركزي لإطلاق حملة «لنكن على دراية» التي يتم من خلالها نشر الرسائل التوعوية لعملاء البنوك ومستخدمي النظام المصرفي في الكويت لتثقيفهم بأساليب الاحتيال التي تتغير بشكل مستمر.

وأضاف أنه تعزيزاً لجهود القطاع المصرفي والهيئات الرسمية ذات الشأن للحد من عملية الاحتيال وبالتنسيق بين بنك الكويت المركزي والاتحاد والنيابة العامة ووزارة الداخلية ممثلة بإدارة مكافحة جرائم المال تم إنشاء «غرفة مركزية افتراضية» لردع والتصدي لعمليات الاحتيال الآلي مما يساهم في تحقيق مجال أكبر في مجال حماية العملاء من عمليات الاحتيال.

مواجهة الهجمات

من جانبه، قال مدير عام الأمن السيبراني في شركة الاتصالات stc المهندس عيسى السويط، إننا في «stc» ندرك تماماً تزايد التهديدات السيبرانية لطبيعة الفضاء السيبراني، التي تتسم بالانفتاح للجميع حيث لا تعترف بجغرافية.

وأضاف السويط، أن من واجبنا كخبراء التأكد من أن أنظمتنا تتسم بالمرونة اللازمة لمواجهة الهجمات السيبرانية بأفضل الممارسات من أجل حماية البيانات والمعلومات الرقمية بما يتوافق مع قوانيننا ولوائحنا وفقاً لمعاييرنا الوطنية.

فرق متخصصة

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة هواوي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إلويسيوس تشيونغ على أهمية إيجاد سياسية حماية متكاملة للتصدي للهجمات السيبرانية، وهذا يتطلب أن نزيد في تشديد التحصينات الآمنة عبر إيجاد فرق متخصصة تعمل في هذا المجال كي يتم تتبع الهجمات.

ولفت تشيونغ إلى ضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى «أننا سنحتفل بعيد ميلادنا العشرين في الكويت، والتي يمكن أن ندعمها في هذا الصدد وأن نعمل مع بعض بتعاون مثمر».

زيادة الوعي

من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لشركة الخدمات المصرفية الإلكترونية المشتركة «كي نت» عصام الخشنام، إنه زادت المعاملات بشكل متسارع بهدف تطوير التحول الرقمي مما نتج عنه وجود تهديدات سيبرانية.

ودعا الخشنام إلى العمل بشكل جماعي نحو نظام أكثر أماناً، إضافة إلى تطوير سياسات أمنية للوقوف أمام مختلف الاختراقات مع زيادة الوعي، مشدداً على أن الحماية من الهجمات السيبرانية مسؤولية مشتركة لتأمين العملاء والمعاملات.

حجازي: فجوة كبيرة ناجمة عن نقص المهارات السيبرانية

كشف مدير شركة «نورث جلف فورتينت» عادل حجازي، أن هناك فجوة كبيرة في نقص المهارات السيبرانية إضافة إلى نقص المتخصصين في التعامل مع الهجمات السيبرانية، مع زيادة استهداف الأجهزة المحمولة خصوصاً في ظل العمل عن بعد، إضافة إلى تعقب الأنظمة مما يزيد من تعقيد تأمين الشبكات داخل المؤسسات، في ظل ضعف الوعي الأمني.

وشدد حجازي على أن الاستثمار في الأمن السيبراني يعزز من ثقة الأفراد والشركات ويساعد في الحفاظ على سلامة المعلومات.

«الدفاع»: مواجهة المخاطر والتحديات

شاركت وزارة الدفاع بالمؤتمر بحضور وكيل الوزارة الشيخ د. عبدالله المشعل.

وأعلنت الوزارة، في بيان لها، أن مشاركتها تهدف إلى تبادل المعلومات والخبرات حول أحدث الابتكارات في مجال الأمن السيبراني ومواجهة التحديات والمخاطر وسبل ومواجهتها، والآليات الدولية والوطنية لحماية الفضاء السيبراني.

«الداخلية»: ملتزمون بتعزيز الأمن السيبراني

أكدت وزارة الداخلية أن مشاركتها في المؤتمر تأتي في إطار التزامها بتعزيز الأمن السيبراني في الكويت ومواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال.

وأشارت «الداخلية»، في بيان لها، إلى أهمية المؤتمر كمنصة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لحماية الفضاء الرقمي وضمان سلامة المواطنين والمقيمين في العالم الرقمي.