في إطار مهرجان «رحلة في الإبداع الإيطالي» الذي تنظمه السفارة الإيطالية لدى البلاد، استضاف السفير الإيطالي لورنزو موريني أُمسية فنية وثقافية، في معرض «فجر السلام» للفنان الكويتي فريد عبدال، جنباً إلى جنب مع أحبار «أورورا» الإيطالية للمزج بين أناقة الخط العربي والحرفية الإيطالية.
وفي كلمة ألقاها بحضور حشد كبير من الدبلوماسيين والمواطنين، قال موريني إن «هذا المعرض عبارة عن اتحاد بين حضارتين لإرسال رسالة قوية مفادها انه خلال هذه الأوقات الصعبة من الضرورة استخدام الكلمات واللغات للمشاركة في ثقافة التقارب». وتابع: «دعونا نكتشف كيف تتحد أناقة الخط العربي والحرفية الإيطالية للاحتفال بجمال الكلمات كأدوات للانسجام والتفاهم».
وأضاف: «هذه الليلة هي تتويج لمشروع بدأ منذ أشهر عدة بالتعاون مع فريد عبدال وليندا دي فونزو (من ايطاليا)، اللذين يجب أن يكون لهما الفضل الأكبر في هذا الحدث».
وتابع: «هذا المعرض سيدخلكم في عالم مختلف، في واقع مصنوع من الألوان النابضة بالحياة والصور الرائعة، من الإتقان في الفن والحرفية. وفوق كل ذلك، ستعيشون الثقافات والتقاليد الكويتية والإيطالية لنجدد في هذه المساحة المشتركة، ولو بشكل رمزي، الصداقة القوية بين بلدينا وشعبينا».
وذكر: «عرضنا بعضا من أهم أعمال أحد أبرز الفنانين الكويتيين، مع أجمل إبداعات المرجع الإيطالي الأيقوني في تصميم وإنتاج أدوات الكتابة، مما يخلق صلة مثالية بين عالمين مختلفين، وفي واقع الأمر، فإن مثل هذا التعاون في مجال الخط له أهمية خاصة في هذه الأوقات الصعبة للغاية، فالكلمات والحوار هما بالفعل أداة أساسية للتواصل بين الناس وإيجاد حلول سلمية للخلافات والنزاعات.
من ناحيته، أعرب الفنان التشكيلي والمعماري فريد عبدال عن سعادته بعرض اعماله الفنية في منزل السفير الإيطالي، وسط حضور دبلوماسي وحضور عدد كبير من أصدقاء السفارة لمشاهدة جمال وقوة الخط العربي تشكيليا وفنيا.
وأضاف أن «المعرض أيضا يصور المزج بين تصميمات أفلام شركة اورورا الإيطالية وأحبارهم وريشتي لتقديم صورة مميزة لفنون الخط العربي»، لافتاً إلى أنه شارك بـ 26، لوحة فنية «جميعها باستخدام الخط العربي ولكن بأساليب فنية مختلفة»، مشيرا إلى أن «مدارس الخط العربي كثيرة وهي 7 يتفرع عنها مدارس أخرى، ما يجعل الأعمال الفنية ذات جاذبية وسحر خاص نتيجة التنوع الكبير بين البلدان العربية شرقا بدول الخليج ومصر، وغربا بدول المغرب العربي وجنوبا وصولا الى السودان، كما توجد مدارس مهمة للخط العربي في الشرق الاقصى وصولا الى المسلمين الصينيين الذين ابتكروا مدارس فنية خاصة للرسم بالخطوط العربية».
وأكد عبدال أن «الخط العربي من أقوى خطوط العالم تشكيليا وفلسفيا، وإن لم يكن مفهوم للشعوب غير العربية إلا أن وقعه الروحي والنفسي مؤثر جدا نتيجة التزامه بقواعد جمالية كثيرة ومتطورة، ما يبهر مشاهديه نتيجة التناسق والتوازن»، مشيرا إلى أنه عرض أعماله في أميركا والهند وكوريا وحظيت بإعجاب كبير.
وأشار إلى أن سر قوة الخط العربي هو عمق التاريخ الممتد لآلاف السنين وحضارة قديمة، كما شهد تطوراً من مدارس حروفيات كثيرة وليس فقط الخط القرشي الباقي حتى الآن، وله صورة محددة ثم تجرد ولا تزال جذور الصورة بالفراغ الباقي، ما يعكس عمق وروحانيات هذا الخط.
ولفت عبدال إلى أهمية الرسم باليد «رغم إمكانية استخدام التكنولوجيا وبرامج الرسم الرقمي».
بدوره، قال منسق المعرض المدرس المساعد بجامعة الكويت قسم العمارة، عبدالله العوضي، إن «العلاقات الكويتية - الإيطالية ممتدة منذ زمن طويل ولا تزال تتجدد على كل المستويات، ومنها الثقافية والفنية، ومن هنا جاءت فكرة دمج الفن الكويتي من خلال اعمال الخط العربي للفنان فريد عبدال، والحبر الايطالي من خلال منتجات شركة اورورا الإيطالية المختصة في صناعة اقلام الحبر، والتي تم استخدامها في صناعة أحد أعمال المعرض».
وحول الخط العربي أكد العوضي انه «يتميز بصفات جمالية وهندسية وثقافة عربية واسلامية، وهو ما يجعل اعمال الفن التشكيلي بالخط العربي تتصف بالجمال والعمق والحداثة والأصالة في آن واحد».
وأشار العوضي الى «أهمية الفنون التشكيلية التي تستخدم الخط العربي خصوصا في السنوات الأخيرة التي تعاني فيها اللغة والثقافة العربية من عدم الاهتمام الكافي الذي يليق بتاريخها وقوتها وجماليتها».