غداة إعلان وزارة الخارجية الأميركية أن «حماس» رفضت اقتراحا لوقف إطلاق النار قصير الأمد والإفراج عن الرهائن، مع تمسّكها بشرطها الرئيسي بالانسحاب الدائم للقوات الإسرائيلية من غزة، أكد مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يتعرّض لضغوط داخلية من أجل تليين موقفه بالمفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود، يعرض ملايين الدولارات وممراً آمناً لخاطفي الأسرى بالقطاع الفلسطيني إذا تم إطلاق سراحهم.

وكشف أن نتنياهو قرر طرح العرض الذي يتضمن منحا بملايين الدولارات وممراً آمناً للخاطفين وعائلاتهم الذين يطلقون سراح الرهائن عقب مشاورة أمنية عقدت ليل الاثنين ـ الثلاثاء.

Ad

وجاء الكشف الرسمي عن الخطوة التي ناقشها نتنياهو علنا في أكتوبر الماضي، غداة إعلان ائتلافه الحاكم إنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وهو ما عزز شكوك توجّه حكومته اليمينية المتطرفة لفرض أمر واقع بشأن إدارة القطاع، رغم فشل محاولاتها حتى الآن في خلق بديل عن «حماس» والسلطة الفلسطينية لتولي حكم غزة.

كما يأتي لجوء الحكومة الإسرائيلية لعنصر الإغراء المالي كمحاولة لكسر طوق الضغوط الداخلية التي تحملها فشل التوصل إلى صفقة من خلال التفاوض مع «حماس» من قبل قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

غزة والضفة

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عام في غزة ارتفعت إلى 43391 قتيلا.

وذكرت الوزارة أنها أحصت خلال الساعات الـ 24 الماضية 24 شهيدا نقلوا إلى المستشفيات، لافتة إلى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 102347 منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.

ولم يشمل الإحصاء 25 ضحية من بينهم 13 طفلا سقطوا جراء مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال، بعد قصفها على بلدة بيت لاهيا في شمال غزة الذي يشهد حصارا مشددا وعمليات عسكرية مكثفة منذ نحو 22 يوما بهدف طرد من تبقى من سكانه ودفعهم باتجاه جنوب القطاع.

في غضون ذلك، قتل 4 فلسطينيين خلال اشتباكات مسلحة مع قوة إسرائيلية في بلدة طمون، وكذلك بقصف مسيرة إسرائيلية موقعاً في بلدة قباطية قرب جنين في الضفة الغربية المحتلة.

وشنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مدن وبلدات متفرقة شمال الضفة الغربية تركزت في بلدة قباطية جنوب جنين، وطمون جنوب طوباس، وطولكرم ومخيميها، ومدينة قلقيلية، وبلدتي بورين ومادما جنوب نابلس.

وقالت «حماس»، في بيان نعت فيه 3 فلسطيينيين قتلوا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية المتفرقة في الضفة، إن صمود الشعب الفلسطيني سيفشل مخططات إسرائيل الرامية لإفراغ الضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية.

وأضافت أن «الاغتيالات ستزيد من إصرار المقاومين وأبناء شعبنا على مواصلة درب المقاومة والوفاء لدماء الشهداء».

جهود دولية

في غضون ذلك، يتوجه وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، اليوم، إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بهدف الضغط على تل أبيب للمشاركة في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان، بعد انتهاء التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفي وقت سابق، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية، أن الوزير أنتوني بلينكن بحث هاتفياً مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي الوضع في الشرق الأوسط.

وأوضحت أن وزير الخارجية الأميركي أكد لنظيره المصري أهمية إنهاء الحرب في غزة، وتأمين إطلاق سراح المحتجزين وزيادة واستدامة إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب.

كما ناقش الجانبان الجهود الرامية لتعزيز الحل الدبلوماسي في لبنان.