توجه الناخبون الأميركيون، المقدر عددهم بنحو 244 مليوناً، أمس، إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة، بدءاً من ولاية نيو هامبشاير على الساحل الشرقي، على أن يقفل آخر صناديق الاقتراع، في بلد يضم ست مناطق زمنية اليوم الأربعاء في التاسعة صباحاً بتوقيت الكويت.

وفي نتيجة رمزية تعكس التقارب الذي تظهره استطلاعات الرأي، حصلت المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس على ثلاثة أصوات، في حين حصل الجمهوري دونالد ترامب على ثلاثة أخرى في بلدة ديكسفيل نوتش الصغيرة في نيو هامبشاير، التي افتتحت اليوم الانتخابي الطويل.

Ad

ومهما تكن هوية الفائز، فستكون النتيجة غير مسبوقة، فإما أن ينتخب الأميركيون للمرة الأولى امرأة إلى البيت الأبيض أو مرشحاً شعبوياً مداناً في قضايا جنائية ومستهدفاً بملاحقات قضائية عدة أدخلت ولايته الأولى بين عامَي 2017 و2021 البلاد والعالم في سلسلة متواصلة من التقلبات والهزات.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تعادلاً شبه مثالي بين المرشحين في الولايات الحاسمة التي ستمنح المرشحة الديموقراطية أو المرشح الجمهوري في هذا الاقتراع غير المباشر، عدداً كافياً من الناخبين الكبار لتحقيق عتبة 270 ناخباً كبيراً من أصل الـ 538 الضرورية للفوز.

وتوقعت شبكة «آي بي سي» فوز هاريس بـ 47.9 في المئة من الأصوات مقابل 46.9 في المئة لترامب، في حين توقعت صحيفة «إيكونوميست» فوز المرشحة الديموقراطية في المجمع الانتخابي بـ 270 صوتاً مقابل 268 لمنافسها الجمهوري.

وأظهر آخر استطلاع تقدماً طفيفاً لهاريس في ست من الولايات السبع المتأرجحة التي يعتقد الخبراء أنها ستحدد مصير السباق، وهي أريزونا وجورجيا ونيفادا وميشيغان وويسكونسن وكاورلينا الشمالية، لكن بفارق يتراوح بين نقطة مئوية ونقطتين، ويقع ضمن هامش الخطأ.

وتعادل المرشحان في ولاية بنسلفانيا، التي تشهد «أم المعارك» والتي تعطي الفائز 19 مندوباً في المجمع الانتخابي. وبنسلفانيا التي أضحت في هذه الانتخابات «صانعة الملوك» هي إحدى ولايات ما يعرف بـ «الحائط الأزرق» والتي صوتت لمصلحة الديموقراطيين في كل انتخابات من 1992 باستثناء انتخابات 2016 عندما تمكن ترامب من تحويلها إلى ولاية حمراء في مفاجأة غير سارة لمنافسته آنذاك هيلاري كلينتون. وشهدت الولاية أمس مشاركة قياسية حسب حملة ترامب.

وبعد مشاركة أكثر من 83 مليون أميركي في التصويت المبكر، واستعداد الحملتين للطعون القانونية، توقع خبراء أن يستغرق فرز الأصوات وإعلان الفائز عدة أيام. وأشارت حملة هاريس أمس الأول إلى أن النتائج النهائية، خصوصاً في بنسلفانيا ونيفادا، لن تُعرف قبل «أيام»، في حين حذّر معسكر ترامب من أي محاولة «لزرع الشك والفوضى» في نزاهة الانتخابات.

وحذر خبراء من «سراب التصويت» وهو مصطلح في قاموس الانتخابات الأميركية يعني أن نتائج فرز بطاقات الاقتراع تكشف عن تقدم واضح لمرشح بعينه، قبل أن يتبين لاحقاً أن هذا التقدم كان مجرد سراب.

وفي تفاصيل الخبر:

توجه الناخبون الأميركيون، وعددهم نحو 244 مليوناً، أمس، الى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الـ 47 بدءاً من ولاية نيو هامبشاير على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، على أن تقفل آخر صناديق الاقتراع، في بلد يضم ست مناطق زمنية عند السادسة صباح اليوم الأربعاء، بتوقيت غرينتش (التاسعة صباحاً بتوقيت الكويت).

وفي نتيجة رمزية تعكس التقارب الذي تظهره استطلاعات الرأي، حصلت المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس على ثلاثة أصوات، في حين حصل الجمهوري دونالد ترامب على ثلاثة أخرى في بلدة ديكسفيل نوتش الصغيرة في نيو هامبشاير، التي افتتحت اليوم الانتخابي الطويل.

ومهما تكن هوية الفائز، فستكون النتيجة غير مسبوقة. فإما أن ينتخب الأميركيون للمرة الأولى امرأة إلى البيت الأبيض أو مرشحا شعبويا مدانا في قضايا جنائية ومستهدفا بملاحقات قضائية عدة أدخلت ولايته الأولى بين عامَي 2017 و2021 البلاد والعالم في سلسلة متواصلة من التقلبات والهزات.

تعادل مثالي

وتظهر آخر استطلاعات الرأي تعادلا شبه مثالي بين المرشحين في الولايات الحاسمة التي ستمنح المرشحة الديموقراطية أو المرشح الجمهوري في هذا الاقتراع غير المباشر، عددا كافيا من الناخبين الكبار لتحقيق عتبة 270 ناخبا كبيرا من أصل 538 الضرورية للفوز.

وتوقعت شبكة إيه بي سي فوز هاريس بـ 47.9 في المئة من الأصوات مقابل 46.9 في المئة لترامب، في حين توقعت صحيفة «ايكونوميست» فوز المرشحة الديموقراطية في المجمع الانتخابي بـ 270 صوتاً مقابل 268 لمنافسها الجمهوري.

وأظهر آخر استطلاع تقدما طفيفا لهاريس في 6 من الولايات السبع المتأرجحة التي يعتقد الخبراء انها ستحدد مصير السباق، وهي اريزونا وجورجيا ونيفادا وميشيغان ويسكونسن وكاورلينا الشمالية، لكن بفارق يتراوح بين نقطة مئوية ونقطتين ويقع ضمن هامش الخطأ.

وتعادل المرشحان في ولاية بنسلفانيا، التي تشهد «أم المعارك» والتي تعطي الفائز 19 مندوبا في المجمع الانتخابي. وبنسلفانيا التي اضحت في هذه الانتخابات «صانعة الملوك» هي احدى ولايات ما يعرف بـ «الحائط الازرق» والتي صوتت لمصلحة الديموقراطيين في كل انتخابات من 1992 باستثناء انتخابات 2016 عندما تمكن ترامب من تحويلها الى ولاية حمراء في مفاجأة غير سارة لمنافسته آنذاك هيلاري كلينتون.

ما هي طرق فوز المرشحين؟

والطريق الأوضح لفوز هاريس بعد ضمان الولايات التي تصوت للديموقراطيين هو الفوز بميشيغان، حيث هناك ثقل للصوت العربي وويسكنسون وبنسلفانيا، لتصل إلى عتبة 270 صوتاً، حتى لو خسرت الولايات الأربع المتأرجحة المتبقية.

وفي حال فشلت هاريس في انتزاع بنسلفانيا وفاز ترامب بها كما فعل في 2016، فسيتعين عليها الفوز بنورث كارولاينا وربما نيفادا.

والنسبة لترامب فالطريق الأوضح هو تكرار فوزه بنورث كارولاينا التي فاز بها قبل أربع سنوات، وفاز بجورجيا التي خسرها بهامش ضيق، سيحتاج أيضا إلى الفوز ببنسلفانيا، وحينها لن يحتاج إلى أي من الولايات المتأرجحة الأخرى. لكن لو خسر بنسلفانيا، فلن يكفيه الفوز بأريزونا ونيفادا، وسيحتاج إلى الفوز بميشيغان أو ويسكونسون.

وتعرضت بعض الولايات الأميركية «المتأرجحة» لموجة باردة قوية، أمس الثلاثاء، مما يجلب أمطارا غزيرة وعواصف شديدة، تزامنا مع بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

واجتاحت موجة أمطارغزيرة انطلقت من شرق تكساس إلى حدود ميسوري وإلينوي وتحولت شرقاً ببطء إلى مينيسوتا، والولايات المتأرجحة ويسكونسن وميشيغن جنوبا حتى لويزيانا، وهو ما قد يؤثر على الناخبين الذين يحاولون الخروج من منازلهم والتصويت في الصباح الباكر، في حين يقول الكثير من الخبراء إن نسبة الاقبال ستكون عاملا في تحديد مسار النتيجة.

وحسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، لوحظ أن هطول الأمطار قلل بشكل طفيف من نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات السابقة.

ولعقود، كان الطقس جزءا من اهتمام وسائل الإعلام، تزامنا مع الانتخابات الأميركية، إذ حلل علماء بيانات تربط نسب التصويت بالطقس على مدار عقود، وأظهروا أن حالة الجو يمكن أن تؤثر فعلا على نسبة التصويت، لكن بشكل طفيف.

وأجرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوبنهاغن كاسبر هانسن، دراسة عام 2023 حول الطقس ونسبة التصويت في الانتخابات.

في هذه الدراسة، وجد أن ما يطلق عليهم اسم «الناخبين الهامشيين»، أو الذين يصوتون بشكل متقطع، يكونون أكثر احتمالا لعدم التصويت إذا كان يوم الانتخابات مصحوبا بأمطار غزيرة.

متى نعرف النتيجة؟

وصوّت أكثر من 80 مليون أميركي في التصويت المبكر، عبر البريد أو في مراكز الاقتراع. ولا تستطيع الولايات أن تباشر قبل غيرها بفرز بطاقات الاقتراع، لكن معظمها سمح لمسؤولي الاقتراع بإعدادها، أي التحقق من استيفائها الشروط، بهدف تسهيل عملية الفرز.

في المقابل، لا تسمح ولايات مثل بنسلفانيا وويسكنسن، وهما ولايتان رئيسيتان، بذلك قبل يوم التصويت.

في أغلبية الولايات، تمر بطاقات الاقتراع أولا عبر ماسح ضوئي يعطي نتيجة أولية، قبل إعادة فرز الأصوات يدويا للتأكد من صحتها. بعد ذلك، يصادق مسؤولو مراكز الاقتراع الذين يُنتخبون أو يُعيّنون وفقا للقوانين، على النتيجة لتُحوَّل بعدها إلى سلطات المقاطعات والولايات والمسؤولين المحليين للأحزاب السياسية. وإذا كانت نتيجة التصويت متقاربة، وهو السيناريو المرجّح للولايات السبع الرئيسية في هذه الانتخابات، فسيكون من الضروري عد بطاقات الاقتراع مرة أو أكثر.

ولا يمكن معرفة موعد إعلان النتيجة النهائية. ففي عام 2020، أعلنت وسائل الإعلام فوز جو بايدن على دونالد ترامب بعد أربعة أيام من التصويت. أما في عام 2016، فأُعلن فوز ترامب على هيلاري كلينتون في اليوم التالي لعملية التصويت. وفي عامَي 2008 و2012، أُعلن فوز باراك أوباما مساء يوم الانتخابات عندما واجه جون ماكين (2008) وميت رومني (2012).

لكن في عام 2000، لم يعرف اسم الفائز، وكان حينها جورج دبليو بوش، حتى 12 ديسمبر، بعد خمسة أسابيع على الانتخابات، وبعد عملية إعادة فرز طويلة وطعون متعددة في فلوريدا، إلى أن بتتها المحكمة العليا.

في عام 2020، ثم في انتخابات منتصف الولاية عام 2022، رفض مسؤولو التصويت في الكثير من المقاطعات المصادقة على النتائج، وهي خطوة ضرورية عادة ما تكون إجراء شكليا قبل نشرها.

وهو احتمال قد يحدث هذا العام في بعض الولايات الرئيسية حيث الجمهوريون مستعدون أيضا لتقديم طعون قانونية قد تصل مجددا إلى المحكمة العليا.

كذلك قد تؤدي إجراءات بدأها الطرفان حتى قبل يوم التصويت للطعن في القواعد الانتخابية، إلى تعقيد العملية.

وأشارت حملة هاريس امس الأول إلى أن النتائج النهائية، خصوصا في بنسلفانيا ونيفادا، لن تُعرف قبل «أيام»، في حين حذّر معسكر ترامب من أي محاولة «لزرع الشك والفوضى» بنزاهة الانتخابات.

وينص القانون على أنه يجب إصدار الأحكام في كل الطعون قبل اجتماع الناخبين الكبار البالغ عددهم 538 في 17 ديسمبر. ويفترض أن تتم المصادقة على نتيجة التصويت أمام الكونغرس في 6 يناير 2025.

3 سيناريوهات

وفي ظلّ منافسة متقاربة حتى اللحظات الأخيرة «سيكون أي خطأ بسيط في استطلاعات الرأي كافياً لقلب الموازين»، وفق ما ذكرت صحيفة «لوبوان» الفرنسية، متوقعة 3 سيناريوهات محتملة للاستطلاعات.

فوز هاريس بـ 319 مقابل 219

في السنياريو الاول ستفوز هاريس بالرئاسة إذا أخطأت استطلاعات الرأي كما هو الحال في الانتخابات النصفية عام 2022، بعد أن أعلنت آنذك عن موجة «ماغا» حمراء في الكونغرس، لكن في النهاية فاز الجمهوريون بأغلبية ضئيلة للغاية في مجلس النواب، في حين عزز الديموقراطيون سيطرتهم على مجلس الشيوخ بمقعد واحد.

وفي المتوسط، قللت استطلاعات الرأي في 2022 من أهمية المرشحين الديموقراطيين بمقدار 4 نقاط في الولايات الأكثر تنافساً. وإذا حدث هذا مرة أخرى، فستفوز هاريس بجميع الولايات السبع المتأرجحة لتحصل على نتيجة نهائية تبلغ 319 مقابل 219 في المجمع الانتخابي.

في السيناريو الثاني سينتصر ترامب إذا أخطأت استطلاعات الرأي كما حدث في الانتخابات الرئاسية 2020، حيث بالغت آنذاك في تقدير جو بايدن بمقدار 3.5 نقاط في المتوسط بالولايات المتأرجحة، مع إخفاق يصل إلى 6 نقاط في ويسكونسن وأوهايو وفلوريدا.

ومع وجود فجوة مماثلة، ستشهد الانتخابات الحالية سيناريو معاكسا، حيث سيحقق ترامب نتيجة قوية في الولايات السبع المتأرجحة وسيفوز بـ312 مقابل 226 في المجمع الانتخابي. وفي حالة حدوث موجة حمراء، فإن الولايات الزرقاء الأخرى مثل مينيسوتا ونيوهامبشاير ستكون في خطر، وربما حتى نيو مكسيكو إذا اكتسب ترامب دعم الناخبين من أصل لاتيني.

أما في السيناريو الثالث فهو اذا صحت توقعات استطلاعات الرأي. وقد أعطى متوسط معدلات «ريال كلير بولينغ» و«538» ترامب تقدما في أريزونا (2.4 نقطة) وجورجيا (1.3 نقطة) وكارولينا الشمالية (1.1 نقطة). وتتصدر هاريس، لكن بهامش أقل، في ميشيغان (0.9 نقطة) وويسكونسن (0.8 نقطة)، مع تعادل شبه مثالي بين المرشحين في نيفادا وبنسلفانيا.

وستعتمد النتيجة في نهاية المطاف على «حجر الزاوية»، وهي ولاية بنسلفانيا التي من شأنها أن تقلب الميزان إلى جانب أو آخر. وإذا فازت هاريس ببنسلفانيا (إلى جانب ميشيغان وويسكونسن)، فإنها ستفوز بالمجمع الانتخابي، وربما بفارق ضئيل: 270 مقابل 268. وفي السيناريو المعاكس، سيفوز ترامب بـ281 مقابل 268 إذا نجح في افتكاك بنسلفانيا. ولهذا السبب أنفق الديموقراطيون والجمهوريون أكثر من مليار دولار في الولاية «صانعة الملوك، التي يمكن أن تفتح أبواب البيت الأبيض للفائز».

وقالت هاريس ليل الاثنين - الثلاثاء في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا قبل ساعات قليلة من فتح مراكز الاقتراع، إن «هذه قد تكون واحدة من أكثر الانتخابات تقاربا في النتائج في التاريخ. كلّ صوت مهمّ».

مع بدء الاقتراع حثت هاريس الناخبين للتوجه إلى مراكز الاقتراع في سلسلة تغريدات متتابعة. وكتبت: «اطرقوا الأبواب، هاتفوا الناخبين، تواصلوا مع أصدقائكم وعائلتكم. معاً سندوّن فصلاً جديداً لأعظم قصة قد تُروى». وأضافت: «انتخابك هو صوتك، وصوتك قوة» في رسالة تحفيز للناخبين الأميركيين على الإدلاء بأصواتهم.

وأكدت ان «اليوم نصوّت لأننا نحب بلدنا ونؤمن بوعد أميركا». وتقيم هاريس المولودة لأب جامايكي وأم هندية، أمسيتها الانتخابية في جامعة هاورد في واشنطن المخصصة للطلاب السود عموما، والتي تلقت دروسها العليا فيها.

نقاتل

من ناحيته، تعهد ترامب أمس في ولاية ميشيغان المتأرجحة «قيادة الولايات المتحدة والعالم نحو قمم مجد جديدة». كما نشر فيديو على حسابه في «إكس»، يتضمن مشاهد مستوحاة من حملته ووعوده لمناصريه بخصوص قضايا الهجرة والحفاظ على القيم الأسرية التقليدية وإنعاش الاقتصاد، بالإضافة إلى مشهد محاولة اغتياله الأولى، وكذلك صورة لبطلة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف.

وفي موسيقى درامية تختلط برؤية تبدو قاتمة للحال الأميركي، يقول ترامب: «خلال السنوات الأربع الماضية ذهبنا في اتجاه خاطئ وفقدنا الغاية كما فقدنا القوة التي ميزت الولايات المتحدة، وكنا إذا تجرأنا وقلنا الحقيقة نُتهم بأنه خطاب كراهية، كما تم وصم قيمنا الأصلية».

وأضاف «حينها تهدم كل شيء اعتنينا به. أهملنا حدود بلادنا وخسرنا رواتبنا (...) والرجال تحولوا لنساء وربحوا ميداليات». وتابع «نتساءل هل يمكن إعادة أميركا لسابق عهدها؟... نعم نستطيع لأننا فعلناها سابقاً، فحين يتم إسقاطنا لا ننهزم بلن نقوم مجددا نقاتل نقاتل نقاتل». وسيقضي ترامب الليلة الانتخابية في بالم بيتش في ولاية فلوريدا حيث مقر إقامته.

ومع انطلاق التصويت، سيطر الحماس على أنصار ترامب وهاريس للفوز في السباق المحموم إلى البيت الأبيض، إذ يراه المعسكران في متناول اليد، في ختام حملة رئاسية محتدمة على نحو غير مسبوق، في حين جثم «قلق» على صدور السلطات خشية اندلاع أعمال عنف في الانتخابات.

وشهدت غراند رابيدز، في ولاية ميشيغان الصناعية التجمع الانتخابي الأخير لترامب، بينما احتضنت مدينة فيلادلفيا التاريخية في بنسلفانيا لقاء مع نائبة الرئيس الديموقراطي. ورأى أنصار كلا منهما أن مرشحهم قادر على الفوز، معربين عن خوفهم من فشله عن طريق «الغش».

وأكد استطلاع للرأي أجرته إذاعة «ان بي ار» العامة في أكتوبر الماضي، أن 88 في المئة من الناخبين المؤيدين لترامب يخشون حصول تزوير لنتائج الانتخابات، مقارنة بـ29 في المئة من مؤيدي هاريس.

ويُقلق هذا المناخ المتوتر الذي تسوده أجواء الانقسام وانعدام الثقة سلطات الانتخابات التي أحاطت اقتراع أمس بتدابير أمنية غير مسبوقة، هاجسها في ذلك اعتداء أنصار ترامب على مبنى الكابيتول في الانتخابات السابقة بعد أن رفض مرشحهم الاعتراف بالهزيمة أمام بايدن.

وزاد الرئيس السابق من حدة التوترات في بلد على حافة الهاوية من خلال البدء في التشكيك في نزاهة عمليات التصويت، بينما قال فريق هاريس إنه «يتوقع» أن يعلن الجمهوري نفسه الفائز قبل الأوان، كما فعل في عام 2020. وقامت ثلاث ولايات على الأقل، وهي واشنطن ونيفادا وأوريغون، بتعبئة جنود الاحتياط في الحرس الوطني. وفي أماكن أخرى، ستتم مراقبة بعض مراكز الاقتراع بواسطة طائرات بدون طيار وقناصة على الأسطح. وفي العاصمة الفدرالية، نصبت حواجز معدنية حول البيت الأبيض ومبنى الكابيتول ومواقع حساسة أخرى.

كيف يعمل المجمع الانتخابي؟

عندما يدلي الأميركيون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية فإنهم لا ينتخبون المرشحين الرئاسيين أنفسهم بشكل مباشر، بل لاختيار قائمة متنافسة من «الناخبين» الذين سيدلون بدورهم بأصواتهم الفعلية للرئيس ونائبة الرئيس في 17 ديسمبر.

بشكل جماعي، يُشار إلى الناخبين من جميع الولايات الخمسين ومنطقة كولومبيا باسم «المجمع الانتخابي»، الذي يتكون من 538 ناخبا يمثلون جميع الولايات الخمسين ومنطقة كولومبيا.

لكل ولاية ما بين 3 و54 صوتا انتخابيا، ويتم تحديد عدد الناخبين من أي ولاية عن طريق إضافة العدد الإجمالي لأعضاء مجلس الشيوخ والنواب الأميركيين عن الولاية. (تحصل مقاطعة كولومبيا على ثلاثة أصوات انتخابية، وهو العدد الذي ستحصل عليه لو كانت ولاية، وهو الحد الأدنى لعدد الناخبين الممكن لأي ولاية).

ويحتاج المرشح إلى أغلبية الأصوات الانتخابية أي 270 صوتاً للفوز بالرئاسة. وفي 48 ولاية ومنطقة كولومبيا، تُمنح جميع الأصوات الانتخابية للمرشح الذي يفوز بأغلبية الأصوات الشعبية في تلك الولاية، وفق نظام «الفائز يأخذ كل شيء». لا تمنح ولايتا ماين ونبراسكا أصواتهما الانتخابية وفقا لهذا النظام. بعد الانتخابات العامة، يجتمع الناخبون في ولاياتهم في أول يوم ثلاثاء بعد ثاني يوم أربعاء في ديسمبر، للإدلاء بأصوات منفصلة للرئيس ونائبة الرئيس. هذا العام، سيجتمع الناخبون في 17 ديسمبر. يُعقد الاجتماع عادة في مبنى الكابيتول أو مبنى مجلس النواب بالولاية، ويتم فرز نتائج الهيئة الانتخابية والتصديق عليها خلال جلسة مشتركة للكونغرس في 6 يناير.

هاريس تفوز باستطلاع في 44 دولة

أجرت مؤسسة نوفوس بالتعاون مع مؤسسة غالوب إنترناشيونال استطلاعا عالمياً نهاية الشهر الماضي، لمعرفة توجهات الرأي العام العالمي إزاء المرشحين لانتخابات رئاسة الولايات المتحدة، وهما نائبة الرئيس المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، ورئيس الولايات المتحدة السابق، المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وشارك في الاستطلاع نحو 41 ألف شخص من 44 دولة، وكانت النتائج مثيرة للاهتمام، فقد أظهرت أن أغلبية دول العالم ستصوت لمصلحة كامالا هاريس بنسبة بلغت 54 بالمئة مقابل 26 بالمئة لمصلحة ترامب. وأظهرت تفاصيل الاستطلاع أن هاريس تحظى بشعبية أكبر في أميركا اللاتينية، حيث بلغت نسبة تأييدها 51 بالمئة.

بينما كانت نسبة تأييدها 27 في المئة في أوروبا الغربية و27 بالمئة في أوروبا الشرقية. ومن الملاحظ أن أعلى نسبة دعم لهاريس كانت في فنلندا والسويد والنرويج، بينما حصل ترامب على أعلى نسبة دعم في صربيا بـ 59 في المئة، تلتها المجر وبلغاريا وكازاخستان. وفي روسيا، كانت نسبة تأييد ترامب 43 في المئة مقابل 12 بالمئة فقط لهاريس.

وأظهر الاستطلاع أيضاً أن 32 في المئة من المستطلعين يعتقدون أن الاستقرار في العالم سيزداد مع وجود هاريس، مقابل 17 في المئة يعتقدون أنه سينخفض. بينما يعتقد 19 في المئة أن العالم سيزداد استقراراً بوجود ترامب، مقابل 49 في المئة يرون أن الاستقرار سينخفض. كما نصح 32 في المئة من المستطلعين الرئيس الأميركي بزيادة المساعدات الأميركية لأوكرانيا، مقابل 23 في المئة نصحوه بخفضها.

وقال هنري أنشير، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لقناة الحرة الأميركية إن الاستطلاع يشير إلى أن الأغلبية في العالم، بغضّ النظر عن أي دولة، ستصوت لمصلحة هاريس، ويعود ذلك إلى أن ترامب أوضح عدم دعمه للنظام الدولي الحالي، حيث أظهر استعداده للتخلص من اتفاقيات قديمة مع دول أخرى، مثل خروج الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، وإلغاء الاتفاق النووي مع إيران.

ورأى أنشير أن هاريس، على الرغم من أنها معروفة أقل، تعبر عن التزام بالنظام الدولي وحقوق الإنسان، وهو ما يميل إليه العديد من الناس، كما أن ترشحها له قيمة رمزية كبيرة، حيث ستصبح أول امرأة ملونة تصبح رئيسة للولايات المتحدة، وهو ما يعتبر رمزا قويا للأفكار التقدمية.

أميركيون في 185 دولة شاركوا في الانتخابات

يعيش ما لا يقل عن 4.400 ملايين مواطن أميركي في الخارج، وفق الإحصاء الأخير لبرنامج المساعدة الفدرالية للتصويت «إف. في. إيه. بي»، وهو برنامج أنشأته الحكومة الأميركية لمساعدة الناخبين الموجودين خارج حدود الولايات المتحدة، ولا يشمل هذا الرقم العسكريين الأميركيين الذين يخدمون خارج حدود الولايات المتحدة، ولا أفراد عائلاتهم من المدنيين الذين يسافرون برفقتهم.

وبعكس الكثير من الدول حول العالم، ضمنها الصين وروسيا وبلدان عربية، يحق لأفراد الجيش في الولايات المتحدة التصويت في الانتخابات، بما فيها الرئاسيات. ويتوزع الأميركيون المدنيون في الخارج على 185 دولة، يعيش أغلبهم، وبالترتيب، في كندا والمملكة المتحدة وفرنسا وإسرائيل.

ومن بين هؤلاء، يحق لنحو الثلاثة ملايين شخص التصويت في الانتخابات هذا العام، بحسب برنامج المساعدة الفدرالية. ويلزم القانون السلطات المحلية في كل ولاية بالسماح لأفراد الجيش الأميركي وأفراد عائلاتهم المرافقين، فضلا عن المواطنين المدنيين المقيمين في الخارج، بالتصويت الغيابي في الانتخابات.

وتوجد طرق مختلفة للتصويت من الخارج تختلف من ولاية لأخرى، لكن برنامج المساعدة الفدرالية للتصويت يقول إن أكثر الطرق اتباعا هي التصويت الغيابي، بملء بطاقات الاقتراع ثم إرسالها عبر البريد. ووفق قانون التصويت الانتخابي، يتلقى الأميركي المقيم في الخارج بطاقات الاقتراع الفارغة قبل ما لا يقل عن 45 يوما من الانتخابات.

في انتخابات التجديد النصفي التي جرت في 2022، أدلى 3.4 في المئة فقط من المواطنين الأميركيين بالخارج بأصواتهم، فيما بلغ معدل التصويت داخل الولايات المتحدة 62.5 في المئة. ويُرجع برنامج المساعدة الفدرالية للتصويت هذه الفجوة بين معدلات التصويت في الداخل والخارج إلى أسباب بينها عدم رغبة الناخب نفسه في التصويت، أو مواجهته لعقبات تحول دون الإدلاء بصوته.

وبحسب بحث أجراه البرنامج، التابع لوزارة الدفاع الأميركية، بعد انتخابات 2022، سُجلت أغلب المشكلات التي واجهها ناخبون أميركيون يعيشون بالخارج، في بلدان أوروبا الشرقية وآسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا. وأفاد خُمس المشاركين في البحث بأن النظام البريدي في البلدان التي يقطنونها «غير موثوق به».