ترامب يعود إلى البيت الأبيض
الأمير مهنئاً: تطلع مشترك لتعزيز العلاقات وتطوير التعاون إلى آفاق أرحب
• الرئيس المنتخب يعاكس الاستطلاعات ويحقق فوزاً كاسحاً بأصوات الرجال واللاتينيين والأرياف
• «الموجة الحمراء» تجتاح الرئاسات الثلاث... والعالم يتوجس من تقلبات سياسية واقتصادية
في مفاجأة كاسحة عاكست توقعات الاستطلاعات بمعركة شديدة التقارب، فاز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية باكتساح وسهولة نسبياً، بمواجهة الديموقراطية كامالا هاريس، محققاً بذلك عودة سياسية استثنائية إلى السلطة، بعد حملة طويلة عرفت الكثير من التقلبات، وتعرّض فيها لإدانة قضائية ومحاولتَي اغتيال.
ومع فوز الجمهوريين بمجلس الشيوخ واقترابهم من الفوز بمجلس النواب، ستصبح السلطات الثلاث في يد الجمهوريين، إضافة الى أن التغييرات التي أجراها ترامب في المحكمة العليا خلال ولايته الأولى تمنح المحافظين اليد العليا، ما يعني عملياً أن ترامب سيكون مطلق اليدين بشكل كامل.
3 أسباب وراء فوز ترامب: تعزيز هيمنته في الريف وتآكل دعم الديموقراطيين في الضواحي وانحسار الدعم بين اللاتينيين
التصويت الشعبي
وكسب ترامب «78 عاماً» أصوات عشرات ملايين الأميركيين، ليصبح أول جمهوري يفوز بالتصويت الشعبي منذ عام 2004، وتجاوز عتبة 270 ناخباً كبيراً في المجمع الانتخابي، وفق وسائل إعلام أميركية، مشيرة إلى أنه فاز في ولايات «الجدار الأزرق»، وهي جورجيا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكنسن، التي صوّتت 3 منها عام 2020 للديموقراطي جو بايدن.
ووفق وسائل إعلام أميركية، فاز المرشحان بسلسلة من الولايات كانت محسوبة لهما، وهي تكساس وكنتاكي وإنديانا ووست فرجينيا وميسوري وأوكلاهوما وميسيسيبي وفلوريدا ولويزيانا وإيداهو وأيوا لترامب، فيما فازت هاريس في كاليفورنيا ونيويورك وإلينوي وفيرمونت وماساتشوستس وكولورادو وأوريغن، إضافة إلى العاصمة واشنطن ورود آيلاند وميريلاند وكونيتيكت.
وبالنسبة لماشا جيسن من صحيفة نيويورك تايمز، فقد حان الوقت «لمراجعة نسختنا وطريقتنا في فهم الوضع السياسي بالولايات المتحدة، تحدثنا عن دولة منقسمة بشكل حادّ، وأميركتين، وسباق متقارب، لكن ما يذهلني هو أن ترامب لم يتمكن من تحقيق انتصار ساحق في المجمع الانتخابي فحسب، بل يبدو أنه نجح أيضاً في الحصول على الأصوات بكل مكان، بما في ذلك كل دائرة انتخابية في نيويورك».
وإضافة إلى ذلك، فإن «أصوات الجمهوريين آخذة في الارتفاع بين الناخبين من أصل لاتيني»، وخصوصاً بين الرجال، ومن بينهم فاز ترامب «بفارق مذهل قدره 10 نقاط»، كما أوضحت صحيفة نيويورك بوست المحافظة.
3 أسباب للفوز
ووفق فوكس نيوز، فهناك 3 أسباب رئيسية وراء المفاجأة التي حققها ترامب، هي أولاً، قدرته على تعزيز دعم المناطق الريفية له، ورغم أن الجميع كانوا يتوقعون أن يهيمن في المناطق الريفية، مع ذلك، لم يكن واضحاً ما إذا كان بإمكانه زيادة الدعم الكبير الفعلي له في هذه المناطق التي فاز بها عام 2020، إلا أنه تمكّن من ذلك بالفعل، وحصل على تأييد كبير في مختلف المناطق الريفية منذ بدء التصويت.
وظهر ذلك جلياً في المقاطعات الريفية بجميع أنحاء بنسلفانيا، والتي تمكّن ترامب من زيادة هامش دعمه ودعم الحزب الجمهوري بها بشكل ملحوظ.
وفاز المرشح الجمهوري بولاية بنسلفانيا الحاسمة، التي تمنحه 19 صوتاً في المجلس الناخب، والتي كانت فيها المنافسة مع هاريس على أشدها، والتي وصفت بأنها «صانعة الملوك».
وكان ترامب قد فاز بهذه الولاية بفارق ضئيل عام 2016، بينما فاز بها جو بايدن بفارق ضئيل عام 2020.
أما السبب الثاني، فهو تراجع دعم الضواحي للديموقراطيين، وللتعويض عن هوامش الدعم المتوقعة للحزب الجمهوري في المناطق الريفية، كان على الديموقراطيين الاعتماد، ليس فقط على الفوز بالمراكز الحضرية، بل وأيضاً الحصول على دفعة في الضواحي المحيطة.
وكانت هذه الضواحي تميل إلى الديموقراطيين منذ عام 2016، ولكن يبدو اليوم أن هذا التوجه نحو اليسار لم يستمر.
وكانت أول علامة واضحة على وجود تراجع في دعم الديموقراطيين في الضواحي، ما حدث في لودون، شمال فيرجينيا، وهي ضاحية بها نسبة كبيرة من الناخبين الحاصلين على تعليم جامعي. وفاز بها جو بايدن بنحو 25 نقطة عام 2020، بينما فازت هاريس بها هذا العام بنحو 17 نقطة فقط.
وفي ضواحي مقاطعة هاملتون في إنديانا، والتي يُنظر إليها ربما على أنها مؤشر مبكّر لاتجاهات الضواحي الأخرى بالولاية، كانت هاريس متخلفة عن ترامب بنحو 6 نقاط.
ومع ذلك، استمرت بعض الضواحي في جميع أنحاء البلاد بدعم الديموقراطيين، مثل الضواحي المحيطة بأتلانتا، على سبيل المثال، حيث حققت هاريس أداء أفضل قليلاً من بايدن عام 2020.
والسبب الثالث، وفق «فوكس نيوز»، هو تآكل الدعم الديموقراطي بين الناخبين اللاتينيين، فقد أشارت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات إلى أن ترامب كان في طريقه لتحقيق مكاسب تاريخية، فيما يتعلق بدعم الناخبين اللاتينيين.
ويبدو أن ذلك حدث بالفعل، حيث شهدت بعض الأماكن التي تضمّ عدداً كبيراً من السكان اللاتينيين تحوّلات درامية في اتجاهاتها الانتخابية.
المثال الأكثر وضوحاً هو فلوريدا، فقد تحركت الولاية في اتجاه جمهوري حاسم، كما فعل ناخبوها اللاتينيون أيضاً. وتحولت مقاطعة ميامي ديد بالولاية التي كانت في السابق مقاطعة ديموقراطية حاسمة، والتي تمتلك عدداً كبيراً من السكان الأميركيين الكوبيين، لمصلحة ترامب.
كما انقلبت أوسيولا، وهي مقاطعة بها مجتمع بورتوريكي كبير، لمصلحته أيضاً، بعد أن فاز بها بايدن بفارق 14 نقطة.
وبشكل أكثر تحديداً، شهدت المدن التي تضم عدداً كبيراً من السكان البورتوريكيين والكوبيين، مثل كيسيمي وهايليا، انخفاضاً كبيراً في الدعم الديموقراطي، وفقاً لتحليل شركة Equis Research الديموقراطية.
وحدثت تقلبات مماثلة في جنوب تكساس، حيث وسَّع ترامب هوامشه في مقاطعة زاباتا التي فاز بها العام 2020، وقلب النتيجة لمصلحة مقاطعتين أخريين (ستار وكاميرون)، وتعادل تقريباً مع هاريس في مقاطعتَي هيدالغو وويب. وبعيداً عن هاتين الولايتين، فقد رسمت استطلاعات الرأي الوطنية صورة أوسع لتآكل الدعم الديموقراطي بين اللاتينيين بشكل عام، في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
وعلى عكس الأسابيع الأخيرة، حيث صعّد من الإهانات، ودون انتظار الفرز النهائي، ألقى ترامب «خطاباً مدروساً» أمام مؤيديه في فلوريدا من دون أن يوجه أي انتقادات لمنافسته هاريس أو الناخبين الديموقراطيين، وقدّم نفسه ببساطة على أنه رئيس الأميركيين، رئيس «الحرية والديموقراطية».
وأكد أنه تم انتخابه بفضل أصوات الأشخاص الذين يأتون من «جميع مناحي الحياة، الأميركيون من أصل إفريقي، ومن أصل إسباني، والأميركيون الآسيويون، والعرب... كان الجميع معنا وكان الأمر جميلاً».
وشدّد على أنه حقق «فوزاً سياسياً لم تشهده بلادنا من قبل»، مضيفاً «صنعنا التاريخ، والسبب أننا ببساطة تخطينا عقبات لم يظن أحد أنها ممكنة»، واعداً بـ «مساعدة الولايات المتحدة على الشفاء».
وتعهّد بـ «عصر ذهبي لأميركا»، قائلاً: «هذا نصر رائع للشعب الأميركي سيمكننا من جعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، ومؤكداً أنه «كسب التصويت الشعبي... لقد منحتنا أميركا تفويضاً قوياً وغير مسبوق».
وقال ترامب، في إشارة إلى محاولات اغتياله خلال الحملة: «لقد أنقذ الله حياتي لسبب واحد هو إنقاذ بلادنا وإعادتها إلى عظمتها. وسنقوم بتنفيذ هذه المهمة»، واعداً بإصلاح الحدود لتنفيذ أبرز وعوده، وهو مكافحة الهجرة.
أكبر عودة اقتصادية
من جهته، اعتبر المرشح لمنصب نائب الرئيس، جي دي فانس، فوز ترامب «أكبر عودة»، مضيفاً «سيدي الرئيس، أشكرك على السماح لي بأن أكون معك في هذه الرحلة المذهلة. أعتقد أننا شهدنا للتو أكبر عودة في التاريخ السياسي الأميركي. سنقوم الآن بأكبر عودة اقتصادية في تاريخ الولايات المتحدة بقيادة ترامب».
وقبل كلمة ترامب، هنأ رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون «الرئيس المنتخب»، بعدما تفرّدت «فوكس نيوز» بإعلان فوز ترامب، رغم عدم حسم الشبكات الأخرى نتيجة السباق. وقال جونسون: «ترامب هو الآن رئيسنا المنتخب الذي اختاره الشعب الأميركي»، مع فوزه بالولايات الحاسمة، لاسيما ولايات «الجدار الأزرق»، وهي كارولاينا الشمالية وجورجيا وبنسلفانيا وويسكنسن، وهي من الولايات السبع المتأرجحة التي تحدّد مصير الانتخابات.
الكونغرس
وفي السباق لـ «الكونغرس»، كانت الأمسية جيدة بالنسبة للجمهوريين، الذين استعادوا أيضاً السيطرة على مجلس الشيوخ، حيث كان الديموقراطيون يتمتعون بالأغلبية منذ عام 2020. وفيما لا تزال الأغلبية في مجلس النواب دون حل، «تتحرك الولايات المتحدة نحو اليمين»، وفق ما أوردت صحيفة نيويورك تايمز.
وذكرت محطتا فوكس نيوز وإن بي سي نيوز، أن الجمهوريين استعادوا السيطرة على مجلس الشيوخ في «الكونغرس» بعد فوزهم بمقعدين أساسيين في ولايتي أوهايو وفرجينيا الغربية، ما جعلهم يتخطون عتبة 51 مقعداً فيه. ويتمتع الديموقراطيون حالياً بأغلبية ضئيلة جداً في مجلس الشيوخ (51 مقعداً مقابل 49)، وأي مقعد جديد يفوز به الجمهوريون يهدد فرصهم في الاحتفاظ به.
وشدد نيكولاس كريستوف من «نيويورك تايمز» على أن مجلس الشيوخ «سيقع في أيدي الجمهوريين، مما يسمح لترامب بفرض أجندته»، بينما أشار زميله كاتب العمود تشارلز بلو إلى أنه خلال فترة ولايته الأولى «قام ترامب بتعيين ثلث قضاة المحكمة العليا، ويمكنه الآن أن يعيّن أغلبية المحكمة العليا، ويحقق نبوءة العديد من الإنجيليين».
الأمير يهنئ ترامب بفوزه بثقة الشعب الأميركي
وبعث سموه برسالة إلى ترامب أعرب فيها عن خالص تهانيه بمناسبة الثقة التي أولاه إياها الشعب الأميركي بانتخابه، مشيداً بالعلاقات التاريخية والراسخة التي تجمع الكويت بالولايات المتحدة.
وأكد سموه التطلع الدائم والمشترك لتعزيز أواصر العلاقات وتطوير التعاون إلى آفاق أرحب في كل المجالات خدمة لمصلحة البلدين، في ظل الشراكة الاستراتيجية بينهما، كما هنأ سموه جيمس دي فانس، نائب الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، متمنياً له كل التوفيق والسداد.
إلى ذلك، بعث سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ببرقية تهنئة إلى ترامب ضمنها سموه خالص تهانيه له بمناسبة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، متمنياً للولايات المتحدة وشعبها الصديق المزيد من التقدم والازدهار ولفخامته كل التوفيق والسداد. كما هنأ سموه نائب الرئيس المنتخب، راجياً سموه له كل التوفيق والسداد.
في غضون ذلك، توالت رسائل التهنئة من قادة وزعماء دول مجلس التعاون على ترامب عقب إعلان فوزه في الانتخابات التي جرت أمس الأول، إذ هنأه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمناسبة فوزه بولاية جديدة.
وأشاد الملك سلمان في برقية تهنئة بتميز العلاقات التاريخية الوثيقة القائمة بين البلدين والشعبين الصديقين، التي يسعى الجميع إلى تعزيزها وتنميتها في جميع المجالات.
كما هنَّأ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، ترامب بعودته الجديدة إلى البيت الأبيض بعد ولايته الأولى التي أمضاها بين 2017 و2021.
وجاءت أول تهنئة عربية وخليجية من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، وذلك من خلال منشور على حسابه الرسمي في منصة إكس، قال فيه: «أهنئ الرئيس المنتخب دونالد ترامب على فوزه، وأتمنى لك كل التوفيق خلال ولايتك، وأتطلع إلى العمل معاً مرة أخرى لتعزيز علاقتنا وشراكتنا الاستراتيجية، وتعزيز جهودنا المشتركة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».
من جهته، قدم الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تهنئته لترامب ونائبه جيمس دي فانس، معرباً عن أمله تعزيز العلاقات الاستراتيجية الوثيقة والممتدة لأكثر من 5 عقود بين الإمارات والولايات المتحدة، ولافتاً إلى أهمية استمرار التعاون الذي يركز على «اقتصاد المستقبل».
وفي مسقط، هنَّأ السُّلطان هيثم بن طارق عبر برقية ترامب بمناسبة انتخابه، معرباً عن تمنياته له بالتوفيق في قيادة الشعب الأميركي، والدفع بالجهود الرامية لنشر السلام والاستقرار في كل دول العالم، آملاً لعلاقات التعاون والاستثمار بين البلدين اطراد النمو والتوسع.
وذكرت وكالة الأنباء البحرينية أن عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى بعث ببرقية تهنئة إلى ترامب، أعرب فيها عن تطلعه إلى العمل معه «من أجل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين مملكة البحرين والولايات المتحدة، وتطوير سبل التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك».
حكومة نتنياهو تحتفل وتتوقع دعماً غير محدود
• «حماس» تدعو الرئيس المنتخب إلى ترجمة تصريحاته بوقف الحرب
• إيران تقلل من النتائج رغم مخاوف من «الضغط الأقصى»... وعملتها تنهار
احتفلت الحكومة الإٍسرائيلية اليمينية بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتمثل النتيجة ارتياحاً للائتلاف الحكومي بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي نشب خلاف بينه وبين إدارة الرئيس الحالي جو بايدن بشأن الحروب في غزة ولبنان.
وقال نتنياهو، في بيان موجه لترامب «عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة، وتجدد الالتزام بالتحالف العظيم بين إسرائيل والولايات المتحدة... هذا انتصار عظيم».
ونشر يائير نجل نتنياهو المثير للجدل صورة له مع ترامب، معتبراً أن يوم الانتخابات يوم عظيم لأميركا وإسرائيل.
بدوره، هنأ وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي عين مساء أمس الأول، جدعون ساعر، ترامب، مؤكداً أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستقفان بحزم ضد إيران. كما هنأ وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس ترامب، مشيراً إلى أنه «سنعزز معاً التحالف الأميركي- الإسرائيلي ونعيد الأسرى ونقف بثبات لهزيمة محور الشر بقيادة إيران».
وقال إيتمار بن غفير وزير الأمن الوطني، الذي يرأس أحد الحزبين المتشددين المؤيدين للمستوطنين في الحكومة: «نعم، حفظ الله ترامب».
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يرأس الحزب الآخر المؤيد للمستوطنين «حفظ الله إسرائيل، حفظ الله أميركا».
ورحب زعماء المستوطنين في إسرائيل بنتائج الانتخابات بعد أن فرضت إدارة بايدن عقوبات وجمدت أصول جماعات استيطانية ومستوطنين ضالعين في أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال يسرائيل غانتس، رئيس مجلس «يشع» للمستوطنين، في بيان: «نتوقع أن يكون لدينا حليف يقف إلى جانبنا دون قيد أو شرط، بينما نخوض حروباً مع الغرب بأكمله».
ورغم أن ترامب وعد بإنهاء الحرب في غزة «بغضون ساعات» فإنه لم يقدم خطة حول كيفية القيام بذلك، أو إذا كان يدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة في إطار حل الدولتين، وهو الحل الذي ينال دعم الدول العربية والإقليمية.
وفيما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية الى أن «إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن قد تعمد إلى تصفية الحسابات مع نتنياهو فيما تبقى من ولايتها»، قال القيادي في حركة «حماس» سامي أبوزهري، أمس، إن فوز دونالد ترامب بالرئاسة في الولايات المتحدة «يجعله أمام اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات».
واعتبر أن «خسارة الحزب الديموقراطي الثمن الطبيعي لمواقف قيادتهم الإجرامية تجاه غزة»، داعياً ترامب إلى «الاستفادة من أخطاء» الرئيس جو بايدن.
من ناحيته، قال عضو المكتب السياسي لـ«حماس» في قطاع غزة، باسم نعيم، إن انتخاب ترامب «شأن خاص بالأميركيين لكن يجب وقف هذا الدعم الأعمى للكيان الصهيوني على حساب مستقبل شعبنا وأمن واستقرار المنطقة».
وفيما تستعد طهران لشن ضربة ضد إسرائيل، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إن «الانتخابات الأميركية لا تعنينا حقاً. سياساتنا ثابتة ولا تتغير بناء على أفراد. قدمنا التوقعات اللازمة من قبل ولن يكون هناك تغيير في سبل عيش الناس».
وقال مسؤولون عرب وغربيون لـ«رويترز» إن ترامب قد يعيد فرض «سياسة الحد الأقصى من الضغط» من خلال تشديد العقوبات على قطاع النفط الإيراني، وتمكين إسرائيل من ضرب المواقع النووية وتنفيذ «اغتيالات».
وخلال ولايته الأولى، أعاد ترامب فرض العقوبات على إيران بعد انسحابه من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وأثرت إعادة فرض العقوبات الأميركية في عام 2018 على صادرات إيران النفطية، مما أدى إلى خفض العوائد الحكومية، وإجبار طهران على اتخاذ خطوات لا تحظى بقبول شعبي مثل زيادة الضرائب، فضلاً عن مواجهة عجز كبير في الميزانية، وهي السياسات التي أبقت التضخم السنوي بالقرب من 40 بالمئة.
وانخفضت قيمة الريال الإيراني فور ورود أنباء عن اقتراب ترامب من الفوز، إذ وصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق عند 700 ألف ريال مقابل الدولار في السوق الحرة.أوروبا تهنئ بحذر وتشدد على «المبادئ والقيم»
هنا القادة الأوروبيون، أمس، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بعبارات منمقة تشدد على القيم الغربية الأساسية، دون أن يعني ذلك أن مخاوفهم من عودة الشرخ الذي تسببه فيه الرئيس الحمهوري في ولايته الأولى بين ضفتي الأطلسي.
وهنأ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي وُصفت علاقته بالـ «غريبة» مع ترامب في الولاية الأولى، الرئيس دونالد ترامب، الأربعاء، قائلاً، إنه «مستعد للعمل معاً كما تمكّنا من فعله لمدة أربع سنوات».
وفي منشور على منصة «إكس»، حذفه ثم اعاده قال ماكرون متوجهاً إلى ترامب: «بقناعاتك وقناعاتي. باحترام وطموح. من أجل المزيد من السلام والازدهار».
وفي المانيا البلد الأوروبي الآخر الذي واجه متاعب مع ترامب بين عامي 2016 و2020، هنأ المستشار الألماني الديموقراطي الاشتراكي أولاف شولتس ترامب، وأضاف: «تتعاون ألمانيا والولايات المتحدة معاً منذ فترة طويلة بنجاح من أجل تشجيع الازدهار والحرية على جانبي الأطلسي. سنواصل القيام بذلك من أجل مصلحة مواطنينا». من ناحيتها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، التي تنتمي إلى حزب الخضر: «سنظل حلفاء قريبين للحكومة المستقبلية في الولايات المتحدة»، معتبرة ان «أي خلاف مع حليف يحل بالحوار الصريح والشفاف».
وفي بريطانيا، حيث وجهت اتهامات لرئيس الوزراء البريطاني العمالي، كير ستارمر، بإرسال مستشارين لدعم المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس الأقرب آيديولوجياً إلى حزب العمال، قال ستارمر متوجهاً إلى ترامب «أتطلع للعمل معكم في السنوات المقبلة. أعلم أن العلاقة الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة ستستمر في الازدهار على جانبي المحيط الأطلسي لسنوات قادمة».
في المقابل، قالت رئيسة الحكومة الإيطالية اليمينية جورجيا ميلوني «أقدم أصدق التهاني للرئيس المنتخب للولايات المتحدة دونالد ترامب. إيطاليا والولايات المتحدة دولتان شقيقتان ترتبطان بتحالف راسخ، وقيم مشتركة وصداقة تاريخية». وانتُخبت ميلوني، زعيمة حزب «فراتيلي ديتاليا» اليميني المتطرف في عام 2022 بناء على برنامج قومي وشعبوي ومناهض للهجرة، لكنها لاتزال مؤيدة بشدة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
بدوره، هنأ نائب رئيسة الحكومة ماتيو سالفيني، من حزب الرابطة اليميني المتطرف المناهض للهجرة، ترامب. وكتب: «الوطنية، ومراقبة الحدود، وخفض الضرائب، والجذور المسيحية، وحرية التعبير، والتزام السلام العالمي. الحس السليم، والشغف والأمل تنتصر في الولايات المتحدة! يا له من يوم تاريخي!».
من ناحيته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته في بيان «قيادته ستكون أساسية لإبقاء تحالفنا قوياً»، مضيفاً «أتطلع إلى العمل معه مجدداً لتعزيز السلام (...) من خلال حلف شمال الأطلسي».
وكان ترامب خلال ولايته الأولى يدفع بخروج الولايات المتحدة من الناتو، وقلل من أهمية الحلف، الأمر الذي عمل الرئيس جو بايدن على اعادة الاعتبار له خصوصاً بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
كما سارعت فرنسا وألمانيا إلى تنسيق إجراءاتهما. وقال ماكرون، إن البلدين سيعملان معاً من أجل جعل أوروبا أكثر وحدة وقوة واستقلالية بما يتناسب مع «الوضع الجديد».
وقالت وزارة الدفاع الفرنسية، إنه تم ترتيب اجتماع ثنائي طارئ بين وزيري دفاع البلدين، لمناقشة الاستراتيجية المتعلقة بأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي وخطط الدفاع في الاتحاد الأوروبي.
وتعيش فرنسا وألمانيا مشهداً سياسياً حساساً، فماكرون فقد جزءاً كبيراً من نفوذه بعد خسائر في انتخابات دعا إليها مبكراً بعد فوز اليمين المتشدد بالانتخابات الأوروبية، في وقت يواجه شولتس تحديات في الحفاظ على استقرار ائتلافه الحاكم.
روسيا «تكتم» ارتياحها وتنتظر الأفعال وأوكرانيا تذكر بالسلام العادل
سعت روسيا إلى التحفظ في إظهار ارتياحها لفوز ترامب بالرئاسة، رغم أن المرشح الجمهوري لم يخفِ يوماً اعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقراراته، بما في ذلك قرار غزو أوكرانيا في فبراير 2022.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إنه لا «أوهام» لدى موسكو، لكنها «ستعمل» مع إدارة ترامب، في حين شدد الناطق باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف على أن بلاده «ستستخلص استنتاجات مبنية على خطوات ملموسة وكلمات ملموسة»، مستبعداً أن يهنئ بوتين ترامب، نظراً إلى أن الولايات المتحدة «دولة غير صديقة وتشارك بشكل مباشر وغير مباشر في حرب ضد دولتنا».
وقال بيسكوف: «قلنا مراراً إن الولايات المتحدة قادرة على وضع نهاية لهذا النزاع. بالطبع، لا يمكن أن يحدث ذلك بين عشية وضحاها». وتدارك «لكن بما أن الولايات المتحدة تغذي هذا النزاع (...) وتشارك فيه بشكل مباشر، أعتقد أنه يمكنها تغيير مسار سياستها الخارجية».
من ناحيته، هنأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره ترامب على «انتصاره المذهل»، بعدما أعلن المرشح الجمهوري الأربعاء فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مبدياً أمله أن يساعد انتخابه أوكرانيا على تحقيق «سلام عادل».
وقال زيلينسكي «أنا أقدّر التزام الرئيس ترامب نهج السلام من خلال القوة في الشؤون العالمية. وهذا هو بالضبط المبدأ الذي يمكن أن يجعل أوكرانيا أقرب إلى السلام العادل».
وأصر ترامب مراراً على أنه يستطيع إحلال السلام في أوكرانيا خلال «24 ساعة»، بدون أن يوضح كيف سيقوم بذلك، وانتقد حجم المساعدات التي تقدم لكييف ملوّحاً بقطعها. ولذلك، هناك قلق في أوروبا كما في أوكرانيا، من أن يجبر ترامب كييف على التفاوض مع روسيا في ظل ظروف مواتية لموسكو.