يعتبر فن الصوت الكويتي جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي الكويتي، إذ يعكس الهوية الوطنية، ومن هذا المنطلق أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية محاضرة «فن الصوت الكويتي: النشأة والتطور والتحديات»، قدمها د. خالد القلاف، وأدار الجلسة الروائي حمود الشايجي، واستعرض د. القلاف خلال المحاضرة نماذج من فن الصوت.
وقدم د. القلاف ورقة بحثية ثرية عن «فن الصوت»، متناولاً في البداية نشأته وتاريخه عبر العصور، ومنها العصر الجاهلي، والعهدان الأموي والعباسي، أما في الكويت فتحدث عن الفنان عبدالله بن محمد بن فرج الذي كان وراء انطلاقة الأغنية الكويتية، وقد تأثر به المطربون، ولم يكن تأثيره مقتصراً على الأغنية الكويتية، بل تعدى إلى منطقة الخليج العربي والسواحل الإفريقية، كما أُطلق على الفرج أنه «أبو الأصوات» في الكويت والخليج.
وأشار د. القلاف إلى أن «فن الصوت في الكويت يختلف اختلافاً كبيراً عنه في بعض دول الخليج، ويرجع ذلك إلى الجذور الأولى للفن، وطبعاً نفتخر ككويتيين بالفنان الفرج، الذي تنسب إليه الكثير من ألحان الصوت المتوارثة».
وأضاف أن الذاكرة التاريخية للحركة الفنية الشعبية الخليجية تحتفظ بالعديد من الأسماء الكويتية اللي لمعت في أداء فن الصوت، وذاع صيتهم بشكل لافت، وكان لفن الصوت أبلغ الأثر في توثيق الترابط بين أهل الكويت وأشقائهم في البلدان المجاورة، مشيراً إلى قالب فن الصوت، وإيقاعاته، ومراحله، والآلات المستخدمة فيه ومنها المرواس، وآلة العود.جزء حيوي من التراث
وتطرق د. القلاف إلى أشهر فناني الصوت قائلاً: «كعادة كل فن يجب أن يكون له رواد يحملون لواءه، ومن أهم هؤلاء الفنانين: خالد البكر، وإبراهيم بن يعقوب، ويوسف البكر، وعبداللطيف بن عروج، ومحمد الجاركي، ومحمد بن سمحان، وعبداللطيف الكويتي، ومحمود الكويتي، والأخوان الكويتي (صالح وداود)، وصالح بن عبدالرزاق الكويتي، وعبدالله فضالة، وسعود الراشد، وعوض دوخي، وحمد خليفة، وإبراهيم الخشرم، وراشد الحملي، وأحمد سالمين، وسلمان العماري، وصلاح حمد خليفة، وصالح الجريد، ويوسف الجدة».
وأردف: «لقد حفظت لنا إذاعة الكويت العديد من التسجيلات النادرة لرواد فن الصوت من أبناء الكويت»، مؤكداً أن «فن الصوت الكويتي يعتبراً جزءاً حيوياً من التراث الثقافي الكويتي، يتطلب منا جميعاً العمل على دعمه والحفاظ عليه، ويجب أن نكون فخورين بتراثنا ونساهم في نشره للأجيال القادمة».