زكت الجمعية العمومية للاتحاد الكويتي لكرة القدم قبل يومين مجلس إدارته الجديد برئاسة الشيخ أحمد اليوسف الصباح، وطبقاً للقانون والنظام الأساسي تعتبر هذه الانتخابات تكميلية لمدة سنة ونصف، وهي المدة المتبقية من ولاية المجلس السابق للاتحاد الذي استقال بعد مباراة منتخب الكويت والعراق في تصفيات كأس العالم 2026، والتي صاحبتها أحداث وُصِفت بالفضيحة التنظيمية، ومازالت تداعياتها مستمرة حتى يومنا هذا.
وخلال الجمعية العمومية، التي عُقِدت في مقر الاتحاد، ألقى الشيخ أحمد اليوسف، الذي يمكن أن نصفه بالرئيس الجديد القديم، كلمة مقتضبة، وصف فيها اجتماع العمومية بـ«لم الشمل» على اعتبار أنها المرة الأولى، على حد وصفه، التي تشهد توافق وحضور جميع الأندية دون غياب أو ملاحظات، لكن لم تكن هذه هي الملاحظة المهمة التي تضمنتها كلمته، بل ما جاء بعدها وهو الأهم، فالشيخ أحمد صاحب الخبرة الطويلة كما يعرف الجميع، والتي تمتد إلى أكثر من 35 سنة وفق ما جاء على لسانه في الكلمة، قال وفي محاولة لإبداء حسن النوايا للجميع، إنه ومجلس إدارته لم يأتوا للانتقام من أحد، وسيعملون على تعديل اللوائح بما يرضي الأندية.
وفي حقيقة الأمر لن أتوقف كثيراً عند فكرة التأكيد على «عدم الانتقام من أحد»، لأنها بقدر قوتها ككلمة إلا أنها مضحكة في ذات الوقت، فلا نعلم مَنْ الأحد المقصود؟ ولماذا أصلاً الانتقام؟ لا سيما أننا نعلم أن الشيخ أحمد كان وما زال الشخصية التوافقية التي تحاول دائماً إرضاء الجميع، لذا لم يكن هناك داعٍ للتأكيد على غير ذلك أصلاً، خصوصاً أنها كانت خلال جمعية «لم الشمل»، أما ما كان لافتاً فهو الطرح المبكر لمحاولة استرضاء الأندية بشكل يوحي بأنها تسديد لفاتورة التزكية والإجماع بالإشارة إلى تعديل اللوائح المالية، وشروط عقود الاحتراف التي وضعها المجلس السابق، والتي كانت تهدف إلى فرض ضوابط تنظيمية بشكل أكبر، وهو الأمر الذي سيجعلنا نفكر في قدرة هذا المجلس التوافقي على أن تكون له كلمة ومواقف بعيداً عن سطوة وسيطرة الأندية.
إن من شروط نجاح أي مجلس إدارة أو أي ناد أو اتحاد هو الاستقلالية في القرار بعيداً عن الرضوخ لضغوط الجمعية العمومية، إلا أن ما جاء على لسان رئيس الاتحاد العائد لم يبشرنا في هذا، وكنت أتمنى أن يبقي تركيزه خلال كلمته على المنتخب والاستحقاقات القادمة التي أصلاً ستضعه ومجلس إدارته على المحك أمام المسؤولين والجماهير الرياضية، وعدم الالتفات إلى الجمعية العمومية «المصلحجية»، التي تخضع حساباتها دائماً إلى الربح والخسارة، وأغلبها «مع الواقف» وفق مقولة «مات الملك وعاش الملك».
بنلتي
الأندية وفرقها ستكون في موقف صعب لا تُحسَد عليه بسبب فترة التوقف الطويلة التي بدأت وستستمر إلى ما بعد نهاية كأس الخليج في ديسمبر... كرتنا ما تدري تلقاها من «وين ولا وين»، وإلا فهل يُعقَل دوري يتوقف بهذا الشكل بحجة الاستعداد لبطولة تستمر أسبوعين وتضم 7 فرق «لو منظمين كأس العالم سشنسوي»؟