خبر وتعليق: دقّت الساعة
الألفاظ هي الثياب الجميلة التي نزين بها أفكارنا، وحرية بلا ضوابط تتحول إلى فوضى، وقاعدة «أنت حر ما لم تضر» مقيدة بأخلاقيات أدب الحوار وتجنب الطعن في الآخرين، فاللسان سبع إذا أفلت أتلف، وسيف قاطع لا يؤمن حده، وسهم نافذ لا يمكن رده.
وإن استخدام الذباب الإلكتروني في رفع الشعارات والإصلاح الزائف فشل وإفلاس حقيقي، وتقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة يؤدي إلى نزاعات نتائجها وخيمة على المجتمع، فتسبب زعزعة أمنه واستقراره.
فما أشبه الليلة بالبارحة، عندما تتشابه الحوادث وتتكرر المواقف وتتبدل الآراء والمبادئ، فما أحوجنا لدراسة التاريخ في تطوير المهارات، وبناء المواطن الصالح الذي يعرف قيمة بلاده كي يكون صانعاً للأمن والتنمية والبناء، ومطبقاً للقانون الذي يحقق التوازن والاستقرار.
فالتاريخ يكرر نفسه، ومآسي الماضي هي عبر المستقبل، والكيّس من اعتبر واستفاد، ومن لا يتعلم من الماضي لن يرحمه المستقبل، ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
اقرؤوا التاريخَ إذ فيه العِبَر... ضلَّ قومٌ ليس يَدْرُون الخَبَر
ونظراً لوجود العوامل المسببة للأزمة، فنقول «دقّت الساعة» لمراجعة خطط الاستعداد لمواجهة هذا المؤشر الخطير الذي ينذر البلاد والعباد بأزمات ومخاطر، وللحد من آثارها التدميرية، و«دقّت الساعة» لنحقق مفهوم الأمن الشامل الأبعاد، فالأمن الفردي لا يمكن أن يتحقق دون الأمن العام وهو خط الدفاع الأول، ومسؤولية الأمن معلقة بجميع شرائح المجتمع من أجل بناء سياج أمني قوي، لصد أصحاب الفكر المنحرف.
فعلى المرء أن يخطط لنفسه ويتعظ بما حدث من عهد قريب في بلدان مجاورة، ولا يكون معوَل هدم بالتعاطي مع هذه الشعارات والأفكار الدخيلة، التي تفسد ولا تصلح وتهدم ولا تبني، فتكون حسرة له على ما فات، في وقت لا ينفع فيه الندم، فيقول «أُكلت يوم أكل الثور الأبيض».
فتحية إجلال وإكبار للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف الصباح باختياركم الاستراتيجية الأمنية المُثلى في التعامل مع الأحداث للوصول إلى الأهداف، وبارك الله في عملكم وفكركم الذي اختصر مفهوم إدارة الأزمات بكلمات قليلة ذات معان عميقة، فكنتم «نبعاً أمنياً لا ينضب مَعينُه»، وفقكم الله للصواب وجنّبكم الخطأ، ودمتم ودام الوطن.
* باحث في إدارة الأزمات والأمن الوطني.