يعدّ الفن المسرحي من الفنون الرائعة التي تعكس بشكل إيجابي تكوين الأفراد في المجتمعات المختلفة، فالمسرح وسيلة للتفاعل مع أفراد المجتمع سواء من القائمين على العمل المسرحي أو من الجمهور الحاضر لمشاهدة ما يعرض على الخشبة، وحتما هناك تأثير بارز على المجتمع من خلال تعزيز الخطاب والحوار الاجتماعي، وبشكل أوضح فإن الفنون المسرحية تساعد في تثقيف أفراد المجتمع بظروفهم على مر الأزمنة.
بناءً على الرحلات التي قمت بها لبعض الدول الغربية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وكنت متلهفاً جدا للاطلاع على الفنون الأدبية والمسرحية في تلك الدول، حضرت عدداً من المسرحيات في مدينة نيويورك الأميركية ومدينة الضباب لندن، وشاهدت مدى اهتمام تلك الدول وشعوبها بالمباني المسرحية الخاصة بالعروض الكلاسيكية والغنائية والاستعراضية ومدى اهتمامهم بتصميمها وتطويرها والحرص الدائم على صيانتها مع مرور الزمن بشكل يواكب العصر الحديث للفن المسرحي، ناهيك عن الطقوس الخاصة لمشاهدة العرض المسرحي بأن الحاضر يجب عليه الإنصات وعدم الحديث قطعيا أثناء العرض مع عدم استخدام الأجهزة لتصوير العمل المسرحي.
من أجمل المسارح التي قمت بزيارتها في مدينة نيويورك مسرح New Amsterdam ومسرح Apollo، وفي العاصمة لندن مسرح St. Martin ومسرح St.James بالإضافة إلى مسرحية Phantom of the Opera.
أما ما يتعلق بنا، فقد بدأت حركة المسرح الكويتي من داخل المدارس وتحديدا من مدرسة (المباركية)، وهي المدرسة الأعرق في الكويت، عندما عرضت مسرحيتي «إسلام عمر» و«فتح مصر» عام 1938، وظلت محاولات المسرح الكويتي مرتبطة بالمدارس، وشكلت مدرسة الأحمدية فرقة مسرحية عام 1939، ثم ظهرت فرقتا المدرسة الشرقية والمدرسة القبلية بعد عام واحد.
وأهم المسارح في بلدي الكويت، هناك صرح جميل وخلاب مثل (دار الأوبرا) مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي المطل على شارع الخليج العربي، الذي يعد الأول من نوعه في دول مجلس التعاون الخليجي، وهو مشروع يحتسب لدولة الكويت لجماله وإبداع من قام بتصميمه، ولكن لنأخذ نظرة على مسرح الفنان الراحل عبدالعزيز المسعود (مسرح كيفان) أو مسرح التحرير، فحاله كحال بقية المسارح بدولة الكويت التي لا تجد ذاك الاهتمام بها من الجهات المختصة، ومنها مسرح التحرير المعلم الوطني الجميل الذي يفتخر به كل مواطن كويتي لاسمه ومكانته.