أنباء عن سحب الدوحة وساطتها حول غزة وسط ضغوط جمهورية على «حماس» وقطر

مخاوف في إسرائيل وأوروبا من تكرار «أحداث أمستردام»

نشر في 09-11-2024 | 17:19
آخر تحديث 09-11-2024 | 20:04
العاصمة القطري الدوحة
العاصمة القطري الدوحة

في وقت تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بإنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023 في غزة، مارس أعضاء جمهوريون في الكونغرس ضغوطاً على قطر وحماس، فيما نفى ثلاثة مسؤولين في الحركة الفلسطينية أن تكون الدوحة قد أبلغت قادتهم بأنهم لم يعودوا موضع ترحيب وعليهم المغادرة بناء على طلب من ادارة الرئيس جو بايدن.

وفي رسالة مشتركة، دعا 14 من القياديين الجمهوريين في مجلس الشيوخ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى مطالبة قطر بـ «إنهاء استضافة كبار قادة حماس» وتسليم عدد منهم بينهم الزعيم التاريخي للحركة خالد مشعل ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة خليل الحية.

وقالوا في رسالة لبلينكن: «نحثك على تغيير سياسة إدارة بايدن والسعي إلى توجيه اتهامات لكبار مسؤولي حماس في الخارج ليواجهوا العدالة لقيادتهم جماعة إرهابية ملطخة بالدماء الأميركية والرهائن».

واعتبر كبير الجمهوريين في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ماركو روبيو، المرشح لنيل منصب رفيع في إدارة ترامب، أن «الوقت حان لتجميد أصول إرهابيي حماس الذين يعيشون في قطر ولتقديم مشعل للعدالة». كما رفع أعضاء بمجلس الشيوخ إلى وكالات داخلية طلباً بتسليمه وخليل الحية، إلى الولايات المتحدة وتجميد أصول مسؤولي حماس في قطر.

الوساطة القطرية

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر دبلوماسي أن قطر انسحبت من دور الوسيط الرئيسي في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، وأبلغت «حماس» أن مكتبها في الدوحة «لم يعد يخدم الغرض منه».

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته «أبلغ القطريون الإسرائيليين وحماس أنه طالما كان هناك رفض للتفاوض على اتفاق بحسن نية، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الوساطة. ونتيجة لذلك، لم يعد المكتب السياسي للحركة يخدم الغرض منه».

كما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كبير في إدارة بايدن، أن واشنطن أبلغت الدوحة بأن وجود قادة حماس لديها لم يعد مقبولاً، بعد رفضهم في الأسابيع الماضية أحدث مقترح للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى في غزة. وأضاف أن قطر «قدمت هذا الطلب لقادة حماس قبل نحو عشرة أيام».

ونقل موقع «أكسيوس» أيضاً عن مسؤول أميركي كبير أن هذا التحرك القطري جاء استجابة لضغوط مارستها إدارة بايدن، مضيفاً: «أبلغناهم الأسبوع الماضي أن الوقت قد حان».

وقال المسؤول: «حماس منظمة لم تقتل أميركيين فحسب بل تواصل احتجازهم كرهائن. وبعد رفضها المتكرر لمقترحات التوصل إلى اتفاق، لا ينبغي استقبال قادتها في عاصمة أي دولة شريكة للولايات المتحدة».

وأشار إلى أن إدارة بايدن أجرت محادثات مع الحكومة القطرية في الأشهر الأخيرة حول التوقيت الأمثل لإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.

ووصف مسؤول رفيع في حماس التقارير عن موافقة قطر على طرد قادة الحركة بأنها «لا أساس لها من الصحة» واعتبرها «تكتيكاً للضغط». وأوضح أن هذه المزاعم تم تداولها في الماضي دون أن يتم تقديم أي أدلة داعمة. ونفى 3 مصادر من الحركة لشبكة «سي إن إن» صحة ما ورد في التقرير.

وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن قرار واشنطن جاء بسبب وفاة الأميركي الإسرائيلي هيرش غولدبرغ بولين وخمسة رهائن آخرين نهاية أغسطس الماضي، فضلاً عن رفض المقترحات الأخيرة لوقف إطلاق النار في غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي القضاء على العشرات في شمال غزة، وثق الدفاع المدني أمس مقتل 14 على الأقل بينهم نساء وأطفال، في غارتين استهدفتا خيام النازحين بخان يونس ومدرسة «فهد الصباح» في حي التفاح في مدينة غزة.

ومع ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 43 ألفاً و552 قتيلاً، إلى جانب 102 ألف و765 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023، حذرت لجنة مراجعة المجاعة بالأمم المتحدة أمس، من أن «احتمال حدوث المجاعة وشيك وكبير، بسبب التدهور السريع للوضع في قطاع غزة» وسط تصاعد القصف والمعارك وتوقف المساعدات الغذائية تقريباً.

أحداث أمستردام

وفي تطور آخر، قال وزير العدل الهولندي دافيد فان فيل، في رسالة إلى البرلمان، إن الحكومة تجري تحقيقاً في احتمالية ورود إشارات تحذيرية من إسرائيل لم يتم الانتباه إليها تتعلق بالأحداث التي أدت إلى إصابة 5 من مشجعي فريق «مكابي تل أبيب» مساء الخميس أثناء حضور مباراة أمام نادي «أياكس» في أمستردام.

وقالت الشرطة أمس، إن أربعة أشخاص ما زالوا قيد الاحتجاز من إجمالي 63 تم القبض عليهم في البداية. وندد قادة سياسيون في هولندا والولايات المتحدة وإسرائيل ودول أوروبية بالهجوم باعتباره مدفوعاً «بمعاداة السامية». وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف لنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأول، إنه «شعر بالفزع من الهجمات المعادية للسامية التي تعرض لها مواطنون إسرائيليون» وأكد أن «الجناة سيتم تحديد هويتهم ومحاكمتهم».

وأرسلت إسرائيل طائرات إلى هولندا لإعادة المشجعين ووصلت أولى الطائرات أمس.

وأظهرت مقاطع مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تدخل شرطة مكافحة الشغب في اشتباكات ردد فيها بعض المهاجمين عبارات معادية لإسرائيل. كما أظهرت لقطات تردد انها لمشجعين لفريق مكابي تل أبيب يرددون شعارات معادية للعرب قبل المباراة مساء الخميس.

من جهته، أعرب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في بيان عن «بالغ قلقه إزاء سلسلة الأحداث العنيفة التي شهدتها مدينة أمستردام الهولندية بدأت بالتحريض على العنف والعنصرية المعادية للفلسطينيين والمسلمين، التي أظهرها مشجعو فريق اسرائيلي، حيث اعتدوا على منازل ومتاجر رفعت علم فلسطين تضامناً مع ضحايا الإبادة الجماعية المستمرة».

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن ما حصل «مشين» و«يذكر بفترات حالكة في التاريخ حين تعرض اليهود للاضطهاد».

تخوف فرنسي

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس «ستواصل مكافحة معاداة السامية البغيضة بلا هوادة»، معتبراً أن ما جرى «يعيد التذكير بأشد المراحل قتامة في التاريخ». أتت الصدامات في أمستردام بعد رفع جماهير نادي باريس سان جرمان الفرنسي لافتة عملاقة كتب عليها «فلسطين حرة»، خلال استضافة أتلتيكو مدريد الإسباني الأربعاء في دوري أبطال أوروبا.

ورفض وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو تغيير مكان إقامة مباراة فرنسا وإسرائيل في الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الثانية ضمن مسابقة دوري الأمم الأوروبية، المقررة في 14 الجاري على ملعب «ستاد دو فرانس» في ضاحية العاصمة الفرنسية.

وكتب على (إكس): «يطالب البعض بنقل مباراة فرنسا وإسرائيل إلى مكان آخر، وأنا لا أقبل ذلك: فرنسا لن تتراجع لأن ذلك سيكون بمنزلة تنازل في مواجهة التهديدات بالعنف ومعاداة السامية». ودانت وزيرة الداخلية المحلية في ولاية برلين الألمانية، إيريس شبرانغر، ما أوردته تقارير عن تعرض لاعبي كرة قدم شباب من نادي «توس مكابي برلين» اليهودي-الألماني لإهانات وتهديدات معادية للسامية، وأشارت إلى عواقب قاسية.

back to top