على وقع التوتر المتصاعد جراء استمرار حربَي غزة ولبنان واحتمال توسعهما بما يشكّل تهديداً لأمن المنطقة برمّتها واستقرارها، أجرى رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، الفريق الأول الركن فياض الرويلي، زيارة لافتة ونادرة إلى طهران، حيث ناقش مع نظيره الإيراني محمد باقري تطوير الدبلوماسية الدفاعية وتوسيع التعاون الثنائي، حسب وكالة إرنا الرسمية الإيرانية.
وجاءت الخطوة الأولى من نوعها منذ اتفاق طهران والرياض في مارس 2023، بوساطة صينية، على إعادة العلاقات بعد 7 سنوات من القطيعة، فيما أشارت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إلى أن باقري أجرى، في ديسمبر الماضي، مباحثات هاتفية مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، تناولت التطورات الإقليمية، ورفع مستوى التعاون الدفاعي بين القوات المسلحة في البلدين، والقضايا المهمة في العالم الإسلامي.
ووسط ترقّب إيراني وإقليمي لما يمكن أن تشهده المنطقة من متغيرات بعد انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لفترة رئاسية جديدة تبدأ في يناير المقبل، ووعده بإحلال السلام، أکد النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، أن تعزيز العلاقات بين طهران والدوحة لا يصب في مصلحة الشعبين والحكومتين فقط، بل في مصلحة المنطقة والعالم.
وقال عارف خلال لقاء مع سفير قطر الجديد في طهران، سعد الشريف، إن بلده مهتمة بتنفيذ أطول نفق بحري للربط بين إيران وقطر، لافتاً إلى أن الدراسات الأولية بشأن المشروع الضخم انتهت من جانب طهران، وسيتم إرسال وفد إيراني بها إلى الدوحة لإجراء المشاورات بشأنها.
وكانت دول الخليج قد نقلت رسالة طمأنة إلى طهران بشأن حيادها في أي صراع بينها وبين إسرائيل خلال محادثات «غير رسمية» بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظرائه بمجلس التعاون على هامش مؤتمر آسيوي في قطر خلال أكتوبر الماضي.
في غضون ذلك، وفي تعليق على الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة التي أعادت ترامب إلى سدة الحكم، مع احتمال تكراره سياسة الضغوط القصوى ضد طهران أو حتى تصعيدها، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف: «إن مجيء وذهاب رؤساء الدول الأخرى لا يؤثر على قدرة بلادنا على تأمين مصالحها»، مضيفاً أن «هناك اختلافات كبيرة في طريقة العداء للأشخاص الذين يتم انتخابهم رؤساء للولايات المتحدة، لكن النقطة الأساسية هي أن ما يحدد سلوك العدو تجاهنا هو القوة الوطنية والأداء المقتدر وحنكة الجمهورية الإسلامية المستندة إلى أساس نهج العقلانية الثورية».
الى ذلك، أفيد بأن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، سيزور إيران بعد غد، وسيبدأ المشاورات الرامية لحلحلة الخلافات العلاقة بين الجمهورية الإسلامية والقوى الغربية.
وكثفت إيران نشاطها النووي منذ عام 2019، بعد أن انسحب الرئيس ترامب آنذاك من اتفاق عام 2015، الذي توصلت إليه طهران مع القوى العالمية، والذي بموجبه قيدت التخصيب الذي يعتبره الغرب ستارا لتطوير القدرة على صنع الأسلحة النووية. وتقوم طهران الآن بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء انشطارية تصل إلى 60 بالمئة، وهي قريبة من نسبة 92 بالمئة المطلوبة لصنع قنبلة ذرّية.
وتمتلك طهران ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج نحو 4 قنابل نووية، إذا ما تم تخصيبه إلى مستوى أعلى، وفقاً لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وغداة كشف مصدر مسؤول لـ «الجريدة» أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان طلب من المرشد علي خامنئي تأجيل الرد الانتقامي على أول ضربة عسكرية علنية توجهها إسرائيل إلى طهران، لإفساح المجال أمام عقد لقاء استشكافي مع فريق ترامب في إسطنبول بشأن جهود إنهاء حربي غزة ولبنان والملف النووي، زعم قائد قوات الدفاع الجوي الإيرانية، العميد قادر رحيم زاده، أن بلاده تمكنت من تدمير منظومات الدفاع الإسرائيلية خلال عملية «الوعد الصادق 2»، التي شنتها ضد تل أبيب خلال أبريل الماضي.