انطلقت فعاليات المهرجان السينمائي الدولي الثالث للجامعة الأمريكية الدولية (AIU) في الكويت أمس، والتي تستمر أسبوعاً لتسليط الضوء على المواهب الكويتية والعروض الحصرية في الكويت، وبدأ المهرجان ببرنامج ملهم يشجع الموهوبين لعرض أعمالهم، إلى جانب عرض مجموعة متنوعة من الأفلام المؤثرة، حيث تم عرض فيلم AIU Film Lab Screening التابع للجامعة الأمريكية الدولية.
وافتُتحت فعاليات المهرجان بجلسة نقاشية مع المخرج محمد دحام الشمري، حيث ناقش الطلاب والمشاركون العملية الإبداعية وراء مشاريعهم، وقدمت الجلسة فرصة نادرة لصانعي الأفلام الطموحين لاكتساب رؤى من صناعة السينما المحلية من المواهب الناشئة مباشرة.
وقال الشمري: «أنا سعيد جدا بتجربتي مع طلاب الجامعة الأمريكية الدولية من خلال برنامج تدريبي مكثف لمدة 3 أسابيع ساعدتهم للتعرف على عوامل ومراحل إنتاج العمل الفني بداية من الفكرة والمعالجة وصولا إلى الإخراج والمونتاج، وكانت رحلة ممتعة مع شباب يتميزون بشغف كبير ويبشرون بمستقبل سينمائي أفضل في الكويت»، مضيفا «كما تميزت المجموعة الطلابية بروح الفريق الذي ساهم في خروج عمل متناغم إلى حد كبير، ولذلك خرج فيلم SAD تجربة مبشرة وتنبأ بأجيال واعدة في مجال صناعة السينما، ولذلك أشكر الجامعة الأمريكية الدولية على إتاحة الفرصة لهؤلاء الشباب للتعلم والتنافس، ولي أيضا أن أقدم خلاصة تجربتي بالعمل الفني والتي تتجاوز 25 عاما لهؤلاء الشباب الواعدين، وهو واجب أن تتناقل الأجيال الخبرة فيما بينها وألا تتوقف عند جيل واحد».
وأضاف الشمري: «قدمت دورات لمخرجين لديهم الخبرة، ولكنهم يحتاجون إلى تطوير أعمالهم، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها خبرتي وتجربتي لمجموعة من الشباب يعملون بالسينما لأول مرة في حياتهم، وهي تجربة صعبة ولكنها ممتعة جدا ومؤثرة في مستقبلهم، وهذا شيء يدعوني إلى الفخر والسعادة بهذه التجربة الجميلة».
وفي الجلسة الثانية تم تسليط الضوء على المواهب الكويتية: حلقة نقاش الممثلين حسين الحداد وروان مهدي، حيث تحدثا عن التحديات والنجاحات الفريدة في مهنة التمثيل بالكويت، حيث وفرت هذه المناقشة فهما أعمق لمشهد الفنون المسرحية في الكويت، وألهمت الجيل القادم من الممثلين الكويتيين.
واختُتمت فعاليات أمس بمجموعة قوية من العروض السينمائية بعنوان «العائلة هي كل شيء»، والتي تستكشف موضوع الروابط الأسرية وتأثير العلاقات العائلية في تشكيل الأفراد.
من جهته، أكد نائب رئيس الجامعة الأمريكية للأبحاث والعلاقات الخارجية د. محمد القطان، أن هذا المهرجان يُعد نقطة التواصل بين الكويت والشعوب الأخرى في العالم، وذلك عبر الإعلام والأفلام والثقافة بشكل عام.
وقال في تصريح على هامش حفل الانطلاق: «إن الجامعة حاولت في هذا المهرجان استقطاب أكبر عدد من الشباب الموجودين داخل الكويت، ومنحهم الفرصة للتعرف على الإبداعات والمبدعين وأهل الاختصاص وأصحاب الأفكار الراغبين في إبرازها بالشكل الصحيح».
وأكد القطان حرص الجامعة على وجود «الكورسات» التدريبية المصاحبة للمهرجان لأهل الاختصاص في هذا المجال على مستوى العالم، مبينا أن المهرجان يمثل انطلاقة للإبداعات والمواهب الشبابية للعالمية، ولهذا شهد إقبالا أكبر من العام الماضي.
ودعا الشباب إلى المشاركة في مثل هذه المهرجانات لما لها من أهمية في صقل مواهبهم، مشددا على أنها فرصة للجميع، فإذا كانت لديك الفكرة أو المبادرة فهذا المهرجان هو المكان الصحيح. من جانبها، قالت مساعدة عميد كلية العمارة والتصميم بالجامعة عالية العزة، إن المهرجان يحتضن العديد من الأسماء في صناعة الأفلام والمسلسلات في البلاد، مضيفة أن الجامعة حرصت على استضافة العديد من المخرجين والممثلين، بالإضافة إلى الشراكة الاستراتيجية مع شركة السينما الوطنية الكويتية، وستكون هناك فعاليات في قاعات سينسكيب.
وأكدت العزة أن الهدف الرئيسي للمهرجان هو دعم الشباب الكويتيين ودعم مجال الفن والإخراج والأفلام، مشيرة إلى أن الجامعة تدعم طلبتها في اكتشاف مواهبهم وهواياتهم أو الميول لبعض الفنون.
وبينت أن الجامعة، من خلال هذا المهرجان، توفر لطلبتها منصة تساعدهم على اكتشاف طاقاتهم في مجال السينما والفن للإنتاج والإخراج والتمثيل.
أول فيلم قصير
بدورها، قالت مستشارة المهرجان ديما الأنصاري، إن ما يميز الدورة الحالية هو مشاركة 16 شابا في AIU Film Lab Screening، وهو أول فيلم قصير من إخراج المخرج محمد دحام الشمري بالتعاون مع الجامعة وإنتاجها، وبمشاركة ممثلين من الجامعة مما يعكس دعمها للطلبة، حيث تم عرض فيلمهم في الافتتاح، مؤكدة أن المهرجان يسعى إلى تعزيز المجتمع السينمائي في الكويت، ويتيح مساحة للمنافسة بين الأفلام المحلية.
وأضافت الأنصاري أن المهرجان يتيح تجربة عرض ساعتين من الأفلام القصيرة يوميا من الساعة 2 إلى 4 مساءً ليتضمن عرض أكثر من 150 فيلما قصيرا، والتي انتقتها لجنة التحكيم من بين أكثر من 3 آلاف فيلم من حول العالم تقدموا للمشاركة في المهرجان، كما سيتضمن حفل الختام تكريم الأفلام الستة الفائزة بحضور عدد كبير من الفنانين الكبار ومنهم حياة الفهد بطلة أول فيلم سينمائي كويتي «بس يا بحر».
من جهته، قال مسؤول قطاع العلاقات والشؤون المؤسسية بشركة زين أحمد آبل: «إننا في شركة زين نعتبر من أول الداعمين خصوصا للشباب وهذه هي السنة الأولى الذي نتواجد فيه بهذا المهرجان، وبإذن الله مستمرون معهم وفي دعمهم»، مشيرا إلى أن هذا الأمر يأتي من المسؤولية الاجتماعية للشركة في دعم الشباب ومشاريعهم وإبداعاتهم ومواهبهم وهذه هي بداية التعاون مع الجامعة.