ترامب يعيّن «قيصر الحدود» للهجرة ويخطط لتجاوز «الكونغرس»
ماسك يعمّق تأثيره على «المرحلة الانتقالية»
في خطوة حظيت بموافقة رموز الحزب الجمهوري، يعتزم ترامب «القفز على الكونغرس»، وتمرير تشكيل حكومته من دون موافقة مجلس الشيوخ، مستندا إلى مادة نادرا ما تستخدم في الدستور الأميركي، وتتيح للرئيس إجراء تعيينات دون موافقة «الكونغرس»، عندما لا يكون منعقدا لمدة 10 أيام على الأقل.
ودعا ترامب «أي نائب جمهوري يسعى لمنصب قيادي في مجلس الشيوخ إلى أن يوافق على التعيينات الرئيسية»، مطالبا في تدوينة برفض تعيين أي قضاة خلال هذه الفترة، «لأن الديموقراطيين يسعون لتمرير قضاتهم في الوقت الذي يتصارع الجمهوريون على القيادة».
ووفقا للقواعد، فإنه يتعين عرض أي تشكيل حكومي على لجنة بمجلس الشيوخ أولا، قبل أن يصوّت «الكونغرس» بأكمله على التشكيل، لكن ترامب قد يجري «تعيينات رئيسية مؤقتة» عندما لا ينعقد مجلس الشيوخ خلال 10 أيام.
وأعرب أبرز المرشحين لزعامة الأغلبية الجمهورية في «الكونغرس» عن تأييدهم له، حيث تعهد النائب ريك سكوت بـ «بذل قصارى جهدي لتمرير ترشيحاتك في أسرع وقت»، فيما أعرب كل من النائب جون ثون وجون كورنين عن تقبّلهما لهذا الرأي.
في سياق متصل، أعلن ترامب أنه سيعيّن المتشدد توم هومان مسؤولا عن الوكالة المكلفة الإشراف على حدود الولايات المتحدة (آي سي إي) في الإدارة المقبلة، والنائبة الجمهورية عن نيويورك، إليز ستيفانيك، في منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
وكتب ترامب: «يسعدني أن أعلن انضمام المدير السابق لوكالة آي سي إي والنصير القوي في مراقبة الحدود توم هومان إلى إدارتي، وسيكون مسؤولا عن أمن حدودنا.. إنه قيصر الحدود»، وذلك في خطوة تأتي بعد تعهّده بإطلاق أكبر عملية لترحيل المهاجرين غير النظاميين في تاريخ الولايات المتحدة منذ اليوم الأول لولايته الثانية.
وأضاف: «أعرف توم منذ زمن طويل، ولا أحد أفضل منه لمراقبة حدودنا وضبطها»، مشيرا إلى أنه سيكون مسؤولا «عن كل عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين» وإعادتهم الى بلادهم.
وكان هومان قد هدّد «ملايين المهاجرين غير النظاميين الذين سمح لهم جو بايدن بدخول بلادنا: من الأفضل أن تبدأوا حزم حقائبكم الآن».
وفي الوقت نفسه، عيّن ترامب مديرة حملته، سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، وعضوة مجلس النواب عن نيويورك، إليز ستيفانيك، سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
من جهة ثانية، نقلت شبكة «سي ان ان»، عن مصادر أن ملياردير عالم التكنولوجيا، إيلون ماسك، الذي دعم الرئيس دونالد ترامب خلال الحملة الرئاسية، عمّق تأثير خلال المرحلة الانتقالية وشارك ببعض قرارات التعيين وفي محادثات هاتفية مع رؤساء دول.
وحسب الشبكة الإخبارية الأميركية، فقد شوهد ماسك في منتجع ترامب في مارالاغو ببالم بيتش بشكل شبه يومي منذ فوز ترامب بالانتخابات الأسبوع الماضي.
ماسك كان حاضراً عندما اتصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتهنئة الرئيس المنتخب، كما شارك يوم الاحد في معركة قيادة مجلس الشيوخ الجمهوري، معلنًا تأييده للسيناتور ريك سكوت المؤيد لاقتراح ترامب بإجراء تعيينات أثناء فترات العطلة، وهي طريقة يمكن للرؤساء من خلالها محاولة تجاوز الكونغرس.
ماسك ليس مقربًا فقط من ترامب، بل أيضًا من رئيس لجنة الانتقال هوارد لوتنيك، وهو الملياردير والرئيس التنفيذي لشركة الخدمات المالية «كانتر فيتزجيرالد» والذي يتولى جانب التعيينات في عملية الانتقال. وصفت بعض المصادر ترامب بأنه معجب بماسك. وقال الرئيس المنتخب خلال خطاب النصر صباح الأربعاء: «علينا حماية عباقرتنا، فنحن ليس لدينا الكثير منهم».
ورغم أنه من غير المتوقع أن يتولى ماسك منصبًا رسميًا في إدارة ترامب، فإنه ليس بحاجة لذلك، بحسب مصدر أشار إلى أن مالك شركة «إكس» لديه تأثير كبير من الخارج.
وفي حين ناقش ترامب وماسك علنًا احتمال تولي الأخير رئاسة «لجنة للكفاءة» التي تهدف إلى خفض الإنفاق داخل الحكومة الفدرالية، فقد أفادت CNN بأن مصدرًا مطلعًا على المحادثات حول ماسك قال إنه من غير المرجح أن يرغب في تولي منصب حكومي بدوام كامل، نظرًا لما يعنيه ذلك بالنسبة لدوره في الشركات التي يرأسها.
وبدلاً من ذلك، بدا من المرجح أن يتم تعيين ماسك في لجنة من الخبراء، حيث سيظل يتمتع بنفوذ واسع دون أن يكون خاضعًا لقوانين الأخلاقيات الحكومية، التي قد تتطلب منه تصفية أو وضع أصوله في صندوق استثماري معتمد لتجنب تضارب المصالح.