نفى «الكرملين»، اليوم، حصول أي اتصال بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودونالد ترامب منذ فوز الأخير في الانتخابات الرئاسية الاميركية، بعدما أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن الرجلين تحادثا هاتفياً وناقشا الحرب في أوكرانيا.
وقال الناطق باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف إن «ما أوردته الصحيفة لا يمت للواقع بأي صلة على الإطلاق، هذا مجرد اختلاق... هذا ببساطة نبأ كاذب». ورغم ذلك، لفت بيسكوف الى أن موقف ترامب من الحرب في أوكرانيا، يوحي إمكانية الانفراج، مضيفاً: «على الأقل، إنه يتحدث عن السلام لا عن المواجهة».
وكانت «واشنطن بوست» قد أفادت، في تقرير نشرته أمس، بأن ترامب وبوتين تهاتفا الخميس الماضي، وناقشا إمكانية التوصل إلى تسوية للصراع القائم منذ نحو 3 سنوات.
وبحسب الصحيفة الأميركية، حض ترامب الرئيس الروسي على تجنب تصعيد النزاع، ولوّح بالوجود العسكري الأميركي الكبير في أوروبا.
وفي الوقت الذي وعد ترامب بإنهاء النزاع الأوكراني قبل تسلمه منصبه في يناير المقبل، أعرب نائبه جي دي فانس، وكذلك براين لانزا، أحد مستشاري الرئيس المنتخب السابقين، عن اقتناعهما بأن أوكرانيا قد تضطر للتنازل عن اراض مقابل إنهاء الحرب.
ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقديم تنازلات فيما يخص الأراضي، مؤكداً أن الخضوع لمطالب «الكرملين» سيشجع روسيا على مزيد من العدوان.
من ناحيته، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، خلال زيارته الى كييف، إنه من الضروري محاسبة روسيا على الجرائم التي ارتكبتها في أوكرانيا أيا كان شكل اتفاق السلام الذي سينهي الحرب.
وشدد المسؤول الاوروبي على أن «السلام يجب أن يكون عادلاً ودائماً»، كما اعاد التمسك باستخدام الأصول الروسية المجمدة في الغرب التي تقدر بنحو 300 مليار دولار لإعادة بناء أوكرانيا بعد الحرب.
وفي بريطانيا، عبّر وزير الدفاع جون هيلي اليوم عن اعتقاده أن الولايات المتحدة ستظل داعمة لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، خلال ولاية ترامب رغم المخاوف من الأخير قد يخفض الدعم لكييف.
إلى ذلك، أعلن قائد الجيش الأوكراني الجنرال أوليكساندر سيرسكي، اليوم، أن القوات الروسية تحاول التقدم في منطقة كورسك الروسية التي تسيطر القوات الاوكرانية على أجزاء كبيرة منها، مضيفاً أن موسكو حشدت عشرات الآلاف من الجنود في المنطقة المتاخمة لأوكرانيا.
وشنت القوات الأوكرانية في أغسطس توغلا في منطقة كورسك الحدودية الروسية، حيث سيطرت على عدد من المناطق السكنية في أول توغل من نوعه في الأراضي الروسية منذ بدء الحرب.