انطلاق فعاليات الأيام الثقافية الطاجيكية في المكتبة الوطنية
معرض مصاحب يتضمن أسرار وجمال الطبيعة والتاريخ في البلد الصديق
انطلقت أمس، في مكتبة الكويت الوطنية، فعاليات الأيام الثقافية الطاجيكية بالكويت، تحت إشراف وزيرة الثقافة في طاجيكستان مطلوبة خان ساتاريان أمونزودا، وفي إطار التعاون المثمر بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وسفارة طاجيكستان، وبحضور دبلوماسي وجماهيري للجالية الطاجيكية بالكويت، والمواطنين والمقيمين، للاستمتاع بالثقافات المتنوعة وأجواء معرض الفنون والحرف اليدوية المصاحب للفعاليات.
وأكد الأمين العام للمجلس الوطني د. محمد الجسار، في تصريح صحافي، أهمية تعزيز التبادل والتعاون الثقافي بين الدول، للتقريب بين الشعوب والتعرف على ثقافات الدول الأخرى والتعايش مع الجميع بسلام، مضيفاً أن «هذا التعاون يعزز الروابط العميقة بين شعبينا، ويؤكد التزامنا المستمر بدعم الصداقة والتبادل الثقافي بين الدول».
وتابع: «من خلال هذا المعرض نلقي الضوء على الإنجازات الفنية والثقافية للشعب الطاجيكي في الكويت، لنقدم لكم إبداعاتهم وعمق تراثهم الثقافي العريق، في رحلة فنية تجسد التعاون بين دولتينا، وتفتح آفاقاً جديدة لتعزيز العلاقات الطيبة بين الشعبين، آملين أن تكون هذه الفعالية فرصة للتعرف عن كثب على جماليات الثقافة الطاجيكية الأصيلة وأسرار وجمال الطبيعة والتاريخ في البلد الصديق، ونتمنى لكم تجربة ثقافية وفنية فريدة».
تعزيز العلاقات
من جانبها، شكرت وزيرة الثقافة في طاجيكستان مطلوبة خان ستاريان، الكويت على استضافتها «أيام الثقافة الطاجيكية» في أعقاب الزيارة الرسمية الأخيرة لرئيس طاجيكستان إمام علي رحمان للكويت، والتي وصفتها بأنها «زيارة ناجحة، حيث التقى الرئيس سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، إضافة إلى عدد كبير من المسؤولين في الكويت، والتي أسفرت عن نتائج طيبة جداً».
وخلال مشاركتها في المعرض بالمكتبة الوطنية، بحضور د. محمد الجسار، وحشد كبير من السفراء والدبلوماسيين الأجانب، وعلى رأسهم عميد السلك الدبلوماسي، سفير طاجيكستان لدى البلاد زبيدالله زبيدوف، وبمشاركة عدد كبير من المواطنين، ومن أبناء الجالية الطاجيكية، قالت ستاريان رداً على سؤال عن نتائج لقائها بوزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري في وقت سابق، «ناقشنا سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات الثقافية»، مبينة أن «علاقاتنا الثقافية الحالية تسير بموجب الاتفاقية الموقعة بين البلدين عام 2013، حيث تم توقيع اتفاقية ثقافية بيننا، وبموجبها نقوم بفعاليات وأعمال مختلفة».
وتابعت: «كان لنا أيضاً لقاء مع الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث ناقشنا معه الفعاليات الثقافية بن بلدينا، وخلال هذين اللقاءين توصلنا إلى الاتفاق على إعداد وتوقيع اتفاقية تعاون بين وزارة الثقافة الطاجيكية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كذلك اتفاقية ثقافية بين وزارة الثقافة الطاجيكية ووزارة الإعلام الكويتية».
ووجهت ستاريان دعوة عبر وسائل الإعلام للمواطنين والمقيمين لزيارة بلادها، وختمت كلامها بالقول: «لفتني كرم ضيافة الكويتيين، كما لمست اهتماماً كبيراً من قبل الشعب الكويتي الطيب بأشقائهم الطاجيك في مجال الثقافة».
تظاهرة ثقافية
من جانبه، أعرب عميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان لدى البلاد د. زبيدالله زبيدوف عن سعادته البالغة لاحتضان الكويت أيام الثقافة الطاجيكية، ومشاركة وزيرة الثقافة الطاجيكية في افتتاح هذه التظاهرة الثقافية التي وصفها بالهامة.
وأشاد زبيدوف بعمق العلاقة الكويتية - الطاجيكية، مشيراً إلى الزيارة المهمة التي قام بها رئيس بلاده إمام علي رحمان والوفد الرسمي المرافق له للكويت، والمباحثات التي أجراها مع سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، فضلاً عن مشاركته في مؤتمر «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود» الذي استضافته الكويت الأسبوع الماضي.
وقال إن الزيارة أكدت متانة العلاقة بين البلدين والشعبين، حيث تم تبادل وجهات النظر بشأن التطورات التي شهدتها وتشهدها المنطقة، لاسيما في الأيام الأخيرة، ما يشكل تهديداً جدياً على سلامة وأمن المنطقة، مضيفاً أن «تبادل الآراء بين قيادتي البلدين سيساعد في بلورة موقف واحد أو قريب عند البلدين تجاه مختلف القضايا الساخنة في المنطقة والعالم»، ولفت إلى أن «علاقاتنا مع الكويت تزداد أهمية وسط التحديات والتوترات والحروب».
وتابع: «إن طاجيكستان تولي تطوير علاقتها مع الكويت في جميع المجالات، لا سيما الثقافية، أهمية بالغة»، لافتاً إلى أن إقامة أيام الثقافة الطاجيكية بالكويت تأتي في إطار تعزيز التعاون والتبادل الثقافي الثنائي بين الكويت وطاجيكستان، بهدف تسليط الضوء على التراث والثقافة الطاجيكية، وتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، وبين أن إقامة مثل هذه التظاهرة الثقافية، التي تعد الثالثة من نوعها منذ افتتاح سفارة طاجيكستان بالكويت، تعتبر تأكيداً للعلاقة الوثيقة بين الشعبين الصديقين.
وأشار إلى أن إقامة أيام الثقافة الطاجيكية بالكويت تظهر التقارب الثقافي للحضارة الإسلامية التي تجمع البلدين الشقيقين، والتعريف بالتراث الثقافي العريق لطاجيكستان، وحرفها التقليدية المهمة، المعروفة، والطراز الطاجيكي للمنسوجات، وسائر الفنون الموسيقية والبصرية التي تعكس الارث الموسيقي التاريخي.
وأثنى على الاستقبال الجيد للمسؤولين الكويتيين لوزيرة الثقافة الطاجيكية، واهتمامهم بتطوير هذا الجانب المهم من العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، لافتاً إلى أن زيارة الرئيس للكويت ستساهم في انطلاق عجلة التعاون بين البلدين والارتقاء بعلاقتهما إلى مستويات أرحب، ودعا الكويتيين والمقيمين إلى حضور الأيام الثقافية الطاجيكية، والتعرف على التراث والثقافة الطاجيكية، خصوصاً أن هناك كويتيين زاروا مختلف المدن الطاجيكية ولديهم دراسة كافية بهذه الثقافة العريقة.
السفيرة الأميركية: الكويت مهتمة جداً بالثقافات الأخرى
قالت السفيرة الأميركية لدى البلاد كارين ساساهارا، إن «فعاليات الأيام الثقافية الطاجيكية كانت أمسية رائعة، وفرصة جيدة لدعم زميلنا عميد السلك الدبلوماسي الطاجيكي، ووزيرة الثقافة، التي جاءت من طاجيكستان، كما أنها فرصة جيدة للتعرف على طاجيكستان وثقافتها».
وأضافت ساساهارا أن الكويت مهتمة جداً بالثقافات الأخرى، فالكويتيون يحبون السفر، ويبحثون عن تجارب جديدة، والمؤثرون في الكويت جيدون جداً في نقل هذه التجارب إلى الكويتيين الآخرين، والكويتيون مستعدون لخوض تجارب جديدة، وزيارة بلد جديد، وتجربة مطبخ جديد ومختلف، والاطلاع على ثقافات مختلفة، والتعرف على فنون وموسيقى جديدة.