لا يزال لبنان ينتظر واحداً من أمرين، إما زيارة للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت حاملاً اقتراح اتفاق معدل لوقف إطلاق النار أو وصول رسالة أميركية تضم مسودة الاقتراح الذي تراهن إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن على نجاحه في وقف إطلاق النار. وفيما بدا أن إسرائيل تتلاعب ببورصة وقف النار من خلال ضخ تسريبات متفائلة بهذا الشأن ليلاً وإحباطها بسلسلة مواقف معلنة متشائمة نهاراً، يبدو مصير لبنان كمصير غزة وربما إيران معلقاً على ما يريده الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وقال موقع «أكسيوس» الأميركي، إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر المقرب جداً من رئيس الوزراء بنيامين نتيناهو التقى الأحد ترامب وسأله أي ملفات يرغب في أن تغلق قبل موعد التنصيب في 20 يناير المقبل وأي ملفات يريد تأجيلها. وبينما لم تتضح بعد نوايا ترامب تجاه لبنان وإذا كان يريد رؤية وقف لإطلاق النار فيه قبل التنصيب أو بعده، استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس أي وقف لإطلاق النار في لبنان حتى تتحقق أهداف إسرائيل، فيما شن الجيش الإسرائيلي أمس، مجموعة من أعنف الغارات خلال ساعات النهار حتى الآن على الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله. ويقول مراقبون، إن اللقاء بين الرئيسين بايدن وترامب في البيت الأبيض اليوم قد يحدد الوجهة، ومساء قالت وسائل إعلام اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي بدأ مرحلة ثانية من عمليته البرية في خط القرى الثاني داخل حدود لبنان بهدف القضاء على قدرة حزب الله الصاروخية.
وارتفعت أعمدة الدخان فوق بيروت مع وقوع نحو اثنتي عشرة غارة على الضاحية الجنوبية منذ الضحى أدت حسب مصادر أمنية لبنانية إلى تدمير 15 مبنى فيها. وقتل خمسة أشخاص على الأقلّ في غارة اسرائيلية استهدفت منزلاً يقيم فيه نازحون في قرية بعلشميه شرق لبنان، وقتل شخصان بعد سقوط صاروخ في مدينة نهاريا شمال إسرائيل.
وفي اجتماعه للمرة الأولى مع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية، أمس الأول، قال كاتس، إن «إسرائيل لن توافق على أي ترتيب لا يضمن حقها في إخضاع ومنع الإرهاب بنفسها وتحقيق أهداف الحرب في لبنان وهي نزع سلاح حزب الله وانسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني وإعادة سكان الشمال بسلام إلى منازلهم». وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أشار في وقت سابق إلى إحراز «بعض التقدم» في محادثات وقف إطلاق النار، مضيفاً أن الحرب ضد حزب الله لم تنته بعد. وقال إن التحدي الرئيسي الذي يواجه أي اتفاق لوقف إطلاق النار هو التنفيذ. ورغم الضربات التي تلقاها، أعرب حزب الله عن استعداده لخوض حرب طويلة ضد إسرائيل.