في خضمّ الصراع المتعدد الجبهات، عادت قضية ضم الضفة الغربية إلى الواجهة، مع تأكيد هيئة البث الإسرائيلية (كان)، أمس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم وضع خطة فرض بسط السيادة عليها، ضمن أجندته في المرحلة المقبلة، وتحديداً بعد تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامه بالبيت الأبيض في 20 يناير المقبل.
وغداة توعّد وزير المال اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريش، بضمّ مستوطنات الضفة الغربية المحتلة في 2025، أشارت هيئة البث إلى أن نتنياهو تحدث في اجتماعاته خلال الأيام الأخيرة أنه عندما يدخل ترامب البيت الأبيض، فيجب إعادة إمكانية فرض السيادة على الضفة إلى الأجندة، مضيفة أنه «بذلك ينضم نتنياهو إلى أصوات أخرى في الحكومة تنادي بهذه القضية».
وذكرت أنه «في الواقع، فإن العمل على الضم جاهز بالفعل للتنفيذ، ففي عام 2020، كجزء من صفقة القرن لترامب، تم تنفيذ عمل الموظفين من قبل فريق القرن التابع للوزير ياريف ليفين (يشغل حاليا منصب وزير العدل) مع كبار المسؤولين الأميركيين».
ولفتت الهيئة إلى أنه في حينه «أعد الفريق خرائط وأوامر ولوائح، وحتى نصاً لقرار حكومي شمل عمل المكتب بشأن هذه المسألة، وأيضا طرق الوصول إلى المستوطنات، والخطة القائلة بأن يكون لكل مستوطنة منطقة توسّع محتملة».
وأضافت الهيئة: «قبل لحظة من اتفاق نتنياهو أخيراً مع ترامب على صفقة القرن، اعترض المستوطنون على تطبيق السيادة على المستوطنات، على أساس أنها ستؤدي إلى اعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية».
واستدركت أن «بيني غانتس وغابي أشكنازي اللذين كانا عضوين في الحكومة عارضا هذه الخطوة، وفي النهاية تم استبدال الضم باتفاقيات إبراهيم (التطبيع) مع دول عربية».
وفي حين يبدي قادة اليمين الإسرائيلي تفاؤلا بأن عودة ترامب ستفسح الطريق أمام ضم الضفة، رفضت السلطة الفلسطينية وحركة حماس تصريحات سموتريتش، الذي اعتبر أن انتخاب ترامب يمثّل فرصة «لبسط السيادة» على الضفة الغربية، وحذرتا من أن ذلك سيقود المنطقة للانفجار الشامل، وهو امتداد لحرب الإبادة والتهجير.
ودانت الأردن وقطر ومصر ودول أوروبية ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، ومنظمة التعاون الإسلامي، بشدة، تصريحات سموتريتش.
ميدانياً، أعلن جيش الاحتلال فتح معبر كيسوفيم لدخول المساعدات إلى غزة قبل انتهاء المهلة التي حددها وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن.
وقال الجيش في بيان «دخلت المساعدات إلى غزة بعد عمليات تفتيش أمنية مشددة عند معبر كرم أبو سالم من قبل عناصر الأمن التابعين لسلطة المعابر الحدودية في وزارة الدفاع»، كما نفذت القوات المسلحة الأردنية إنزالا جويا لمساعدات إنسانية وإغاثية على جنوب القطاع.
وفي شمال غزة، أكد الجيش الإسرائيلي، أمس، مقتل 4 جنود من كتيبة شمشون التابعة للواء كفير، وجميعهم في العشرينيات ويحملون رتبة رقيب أول، ليرتفع عدد قتلاه منذ عمليته الدامية في المنطقة المحاصرة منذ 6 أكتوبر الماضي إلى 23.
بدورها، أعلنت كتائب «حماس» أن عناصرها أوقعت 10 جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح في تفجير منزل بعبوة شديدة الانفجار في معسكر جباليا.
وفي توغّل جديد بوسط القطاع، دفعت القوات الإسرائيلية بدباباتها إلى الجانب الغربي من النصيرات، وهو أحد المخيمات الثمانية المقامة منذ فترة طويلة للاجئين في غزة، مما تسبب في حالة من الذعر بين السكان والأسر النازحة.