«وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ»

نشر في 13-11-2024
آخر تحديث 12-11-2024 | 20:25
 د. عبدالمحسن حمادة

«وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا». (سورة النساء 104). نزلت الآية بعد غزوة أحد، لما طلب النبي من بعض الصحابة تعقب المشركين، للتأكد من أنهم ابتعدوا عن المدينة، وأصبحت بأمان، فاشتكى بعضهم من آلام الحرب، فنزلت الآية تطالب المسلمين بألا يضعفوا في طلب العدو وتعقّبه، وذلك كما شرحت الآية السبب، فإن تصيبكم مصائب جراء الحروب، فعدوكم يعاني المآسي نفسها التي تعانونها، إلا أن الفرق بينكم أنكم ستنالون رضا الله، لأنهم يقاتلون لمنعكم من نشر رسالة الله إلى خلقه.

وعلى هذا الأساس، لما خاطب أبو سفيان المسلمين بعد غزوة أحد قائلا: «الحرب بيننا وبينكم سجال، فكما قتلتم منا سبعين في بدر، قتلنا منكم سبعين في أحد»، فقال النبي قُم يا عمرُ فأجِبْهُ فقُل: «قَتلانا في الجنَّةِ وقتلاكُم في النَّارِ»، وظل الرسول عليه الصلاة والسلام في أرض المعركة حتى تأكد أن العدو ابتعد عن المدينة.

وفي هذه الأيام يواجه الشعبان العربيان الفلسطيني واللبناني ظروفا قاسية، حيث تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على هذبن الشعبين العربيين، ولأكثر من عام، وبدعم أميركا التي تمد إسرائيل بالسلاح والمال، وتمنع المنظمات الدولية من تطبيق أي قرار يدين إسرائيل أو يطالب بوقف العدوان.

وفي الختام، نود الإشارة إلى نقطة مهمة، ألا وهي بالرغم مما قدمته كل من حركة حماس وحزب الله من بطولات وتضحيات في هذه الحرب، وأن الحرب حتى الآن لم تضع أوزارها لمعرفة النتائج النهائية لها، فإن قراراً خطيراً كدخول الحرب، لا يحق لحزب أو فصيل أن ينفرد باتخاذه، فمثل هذا القرار يجب أن يُتخذ من الشعب.

back to top