كشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن معظم أعضاء المجلس رفضوا، خلال اجتماع ليل الأحد - الاثنين، تأجيل رد بلادهم على إسرائيل إلى توقيت غير محدد حسب طلب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مضيفاً أن الاتجاه الغالب يرى أن تنفيذ الهجوم سيقوّي موقف طهران في أي مفاوضات مرتقبة مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، كما أنه سيرمم الردع بين طهران وتل أبيب، وبالتالي الأفضل شن الهجوم قبل تنصيب ترامب في يناير المقبل.

وقال المصدر إنه، خلال الاجتماع الذي خُصص لمناقشة مصير انتقام إيران من الهجوم الذي شنته إسرائيل عليها الشهر الماضي على ضوء رسائل وعروض تلقتها طهران من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وفريق ترامب، شدد ممثلو الأجهزة الأمنية على ضرورة تسريع شن الهجوم الانتقامي ضد إسرائيل، لاستعادة وترميم الردع، نظراً لأن المماطلة يمكن أن تنسف الخطط الإيرانية، خصوصاً في حال نجحت جهود إدارة بايدن في التوصل لوقف إطلاق نار في لبنان وغزة.

Ad

في المقابل، أشار المصدر إلى أن فريق الحكومة، فضّل عدم شن الهجوم قبل انتهاء مهلة الأسبوعين التي طلبتها إدارة بايدن للتوصل إلى وقف لإطلاق نار في غزة ولبنان، والتي كانت «الجريدة» كشفت عنها بعد أن حصلت على معلومات عن رسالة بعثتها الإدارة الديموقراطية لطهران عبر السفارة السويسرية.

وأوضح أن فريق الحكومة طالب بالانتظار حتى تتضح جهود عقد لقاء بين ممثلين عن إيران وآخرين عن فريق ترامب. وكانت «الجريدة» كشفت عن تحضيرات لعقد لقاء بين الجانبين في مدينة إسطنبول التركية بعد وساطات لبنانية تبادلت رسائل استكشافية بين الجانبين.

وذكر أن فريق الحكومة يرى أنه من الأفضل الانتظار حتى انعقاد اللقاء، وتقييم ما سيقدمه فريق ترامب قبل الإقدام على هجوم، قد يكون له تداعيات سياسية ودبلوماسية وعسكرية ربما تؤثر على رؤية ومزاج الرئيس الأميركي المنتخب.

من ناحية أخرى، كشف المصدر أن بزشكيان أشار، خلال الاجتماع، إلى أن إيران بدأت تعاوناً سياسياً جيداً مع السعودية وباقي الدول الإسلامية بشأن اتخاذ مواقف موحدة تجاه القضية الفلسطينية وضد إسرائيل، وأنه يعوّل كثيراً على قمة الرياض الإسلامية - العربية، لكن القادة العسكريين نصحوه بعدم السفر للمشاركة في القمة، نظراً لأن هناك احتمالاً أن تحاول إسرائيل القيام بعملية استباقة ضد إيران أو أن تستهدف طائرته، رداً على قصف «حزب الله» منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي الحادثة التي قالت تل أبيب إن طهران تقف خلفها.

ولفت إلى أنه في ختام الاجتماع تقرر أن تنتظر القوات المسلحة الإيرانية «الزمان المناسب» للهجوم بناء على تقديرات عسكرية، والاستعدادات لدى طهران وحلفائها، دون الالتفات إلى أي تقديرات أخرى.

إلى ذلك، توصلت «الجريدة» إلى معلومات إضافية عن التجرية الصاروخية التي تحدثت عنها وسائل إعلام إيرانية الجمعة الماضي.

وأكد مصدر في وزارة الدفاع الإيرانية لـ «الجريدة»، أن الصاروخ الجديد الذي تمت تجربته «بنجاح» قد يطلق عليه اسم «فتاح 4»، وأن الوزارة بدأت على الفور إنتاجه لاستخدامه في الرد على إسرائيل.

وقال إن هذا الصاروخ الفرط صوتي يستطيع حمل أكثر من 5 أطنان من المواد المتفجرة، وحسب طلب الحرس الثوري جرى تزويده بمواد شديدة الانفجار مشابهة لتلك التي استُخدمت في عملية تفجير أجهزة البيجر الخاصة بـ «حزب الله».

وأضاف أن الصاروخ يعمل بالوقود الصلب، ويستطيع الوصول إلى أهداف تزيد على الـ 2500 كيلومتر، وانفجاره يعادل عشرين صاروخاً بالستياً عادياً.

واستبعد المصدر أن تتمكن وزارة الدفاع من إنتاج أكثر من 10 صواريخ من هذا النوع قبل الهجوم على إسرائيل، مضيفاً أن هناك ضرورة لتأجيل الرد في حال كانت هناك حاجة لاستخدام عدد أكبر من هذه الصواريخ.

وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن تجربة «صاروخ بالستي عابر للقارات» جرت مساء الجمعة الماضي، وأُطلق من منشأة «شاهرود» الصاروخية التي ضربتها إسرائيل الشهر الماضي، ورفض نواب إيرانيون تأكيد أو نفي التقارير، لكنهم تحدثوا عن سعي بلادهم لامتلاك «جميع أنواع الأسلحة الرادعة».