من يفترض أن يداوي الناس أصبح اليوم يئن من الأوجاع بعد أن ترك الزمن بصماته وآثاره السيئة بسبب ما يعانيه من تمدد الأورام المتفشية في جسده الذي أكل عليه الدهر وشرب، وتحول من مرفق علاجي إلى أشبه بالوبائي إثر الروائح الكريهة في ممرات أحد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة وتكدس المراجعين والمرضى وإهمال بعض الموظفين، خصوصا يوم الجمعة الذي تبدو صحوته ثقيلة جدا على البعض، ورغم وجود كفاءات من أطباء وهيئة تمريضية وفنية وإداريين في بعض المرافق الصحية فإنهم ضحايا إهمال هذا المرفق المهم الذي يفترض أن يكون خير علاج للناس، ويضاهي العديد من الدول بميزانياته المخصصة.
إلا أن صحتنا اليوم تئن لتركها هذا الملف المهم على الرف منذ سنوات بعيدا عن التطوير والارتقاء بالخدمات المقدمة للمرضى ما عدا بعض المستشفيات التي أشرف الديوان الأميري على إنشائها والتي ضاهت الدول المتقدمة، أما بعضها فما إن يسمع المرضى بأنهم سيحلون ضيوفا في أحد أجنحتها حتى يكون مصيرهم الهروب واللجوء الى الخاص حتى لو كانت أسعاره تحرق الجيوب، فلماذا يُهمل هذا المرفق الذي يخدم مختلف الشرائح من مختلف الجنسيات؟ وأين المشاريع التطويرية؟ وأين الميزانيات المخصصة لذلك؟ إن الوضع يحتاج إلى إسعاف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة تأهيل الوضع الصحي حتى لا يبقى على طمام المرحوم، في حين هناك من يتابع الأوضاع كردة فعل مثلما حصل في قضية نقص الأدوية وهدرها، وإن زيارة واحدة لأحد المستشفيات العريقة، وهو يخدم نحو 700 ألف نسمة، ستكشف عن مدى الحالة المؤلمة التي يعانيها، والأوجاع التي يئن منها دون أن يستشعر به القياديون الذين يفترض أن يكونوا حاضرين حتى يلامسوا واقعه المر، دون أن نبخس حق محاولات الإصلاحيين في هذا الهرم المقلوب خدماتيا لإصلاح ما يمكن إصلاحه بسعة صدرهم واستيعاب هموم وشجون المرضى والمراجعين والزوار وغيرهم.
إن قضية الصحة يجب أن تكون ذات أولوية قصوى للاهتمام بصحة البشر، خصوصاً أن لدينا طاقات بشرية لبعض الأطباء والممرضين والفنيين والإداريين تستحق كل تقدير واحترام رغم الإحباطات التي يعانونها من تجاهل المسؤولين لهم، ورغم النفوذ والواسطة التي يمتاز بها من ينطلقون بسرعة الصاروخ الذين اعتادوا القفز بالبراشوت.
آخر السطر: لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها.