مع بدء العد العكسي لتولي إدارة الرئيس الجمهوري المتشددة زمام الأمور بالبيت الأبيض 20 يناير المقبل، أكد وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد أن بلاده وضعت خططاً لمواجهة أي قيود قد تفرضها إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي سبق أن تبنى سياسة الضغوط القصوى ضد الجمهورية الإسلامية خلال ولايته الأولى التي امتدت من 2017 إلى 2021. وقال نجاد عقب اجتماع للحكومة الإيرانية أمس: «مستعدون لمواجهة أي قيود نفطية محتملة بعد تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، ووضعنا سلفاً الخطط لضمان استقرار إنتاج وتصدير النفط».

وفي وقت يبدو أن إيران التي عانت كثيراً من العقوبات التي فرضها ترامب بعد انسحابه الأحادي من الاتفاق النووي بشأن برنامجها النووي عام 2018، تستعد مبكراً لعودة القيود التي كانت تهدف إلى تصفير صادرتها من المحروقات بهدف خنق برنامجها النووي، صرّح وزير الخارجية، عباس عراقجي، بأن هناك بعض الخلافات مع الولايات المتحدة «جوهرية وأساسية»، وقد تكون غير قابلة للحل.

Ad

وأشار إلى ضرورة إدارة الخلافات للحد من تكاليفها وتقليل التوترات، رغم أن التحديات قد لا يتم حلها على المدى القصير أو حتى المتوسط.

وقال عراقجي، إن قنوات التواصل بين إيران والولايات المتحدة «موجودة دائماً» كأداة للحد من سوء التفاهم والتوترات، فيما أعرب عن تفاؤله بأن تحل زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى طهران والتي بدأت أمس، الخلافات القائمة. واعتبر الوزير هذه الاتصالات بمنزلة منصة مناسبة لتبادل الآراء الدبلوماسية، مشدداً على أنه في الوضع المعقد الحالي، تلعب الاتصالات الدبلوماسية والإدارة الصحيحة للنزاعات دوراً رئيسياً في تأمين المصالح الوطنية والحفاظ على استقلال إيران وسيادتها.

وأضاف على هامش اجتماع مجلس الحكومة، إنه بفضل الموقف الإيجابي لغروسي، فإن الظروف مهيأة لتطوير التعاون. وتابع «بهذه الروح الإيجابية سيتم رسم مسار جديد للتعاون بين إيران والوكالة».

ورأى أن التعاون مع الوكالة، باعتباره «أحد مبادئ دبلوماسية»، يمكن أن يساعد في إدارة التحديات الدولية، وتعزيز أمن الطاقة النووية.

ولفت إلى أن تخفيف التوترات يمكن أن يؤدي إلى الحفاظ على المصالح الوطنية وتقليل الضغوط الدولية على إيران.

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أننا جميعاً ندرك أهمية التعاون والتنسيق في مواجهة التحديات المهمة في المنطقة، قائلاً: «لقد اتفقنا على أن الحوار الإقليمي ليس خياراً، بل يشكل ضرورة». وفي تصريح منفصل، نشر عراقجي عبر منصة «إكس» تدوينة قال فيها: «ثاني لقاء مع صاحب السمو الملکي الأمير محمد بن سلمان خلال نحو شهر واحد، على هامش قمة الدول العربية والإسلامية في الرياض»، مضيفاً «أجريت محادثات مع العديد من نظرائي. هناك مخاوف ومصالح مشتركة. ندرك جميعاً أهمية التعاون والتنسيق في مواجهة التحديات المهمة في المنطقة».

وغداة كشف مصدر مطلع لـ»الجريدة» أن إيران قد تبادل إلى توجيه رد عسكري ضد القصف الإسرائيلي الذي استهدفها أواخر أكتوبر الماضي قبل تولي ترامب منصبه، نفت كتائب «حزب الله» العراقية في بيان، الأنباء عن تحضيرات لفصائل مسلحة بالعراق للمشاركة في الانتقام الإيراني، ووصفت ذلك بالمعلومات المضللة.

وفي السياق، وصف ألكسندر لافرينتيف، مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سورية، التقارير عن استخدام قاعدة حميميم الجوية الروسية في سورية لإمداد «حزب الله» اللبناني بالأسلحة الإيرانية بأنها «شائعات».

وذكر لافرينتيف، أمس، أن الجيش الروسي أوضح لإسرائيل أن الهجمات التي تشنّها بالقرب من القاعدة «غير مقبولة»، معبراً عن أمل موسكو في أن تُوقف إسرائيل هجماتها بالقرب من قواتها في سورية.

وأوضح المبعوث الروسي أن رغبة الدولة العبرية في الحصول على ضمانات لمنع العبور المحتمل للشحنات العسكرية عبر سورية إلى لبنان «خارج نطاق تفويض العسكريين الروس».

في غضون ذلك، أعلن «الحرس الثوري» قتل 4 «إرهابيين من المرتزقة المرتبطين بالكيان الصهيوني» واعتقال 12 آخرين.