افتتح وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح اليوم الأربعاء جناح الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في مركز «الشيخ عبدالله السالم الثقافي» الذي يُقام للمرة الأولى بالتزامن مع استضافة دولة الكويت للقمة الخليجية الخامسة والأربعين مطلع ديسمبر المقبل.

حضر الافتتاح وزير الأشغال العامة رئيس اللجنة العليا للإعداد والتحضير لمؤتمر القمة الدكتورة نورة المشعان ووزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار نورة الفصّام والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي ونائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح وسفراء دول مجلس التعاون لدى البلاد.

وقالت الوزير المشعان في كلمتها بالافتتاح إن اختيار مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي كصرح ثقافي رائد في دولة الكويت ليكون موطناً لهذا المعرض المميز يعكس الإيمان العميق بأهمية الثقافة والمعرفة في ترسيخ قيم الوحدة والتكامل فهذا المركز يُعتبر رمزاً حضارياً يستقطب الزوار من داخل وخارج الكويت خاصة جيل الشباب المتطلع لاستكشاف العلوم التكنولوجيا والفضاء.

وأضافت المشعان أن جناح مجلس التعاون يأتي ليكمل هذه المنظومة الثقافية الرائدة من خلال تجسيد مسيرة مجلس التعاون الذي أسسه الآباء الأوائل ليكون منارة للتضامن الخليجي ودرعاً يحمي دولنا من التحديات ويُعزز الروابط المشتركة بين شعوب المنطقة.

وذكرت أن مجلس التعاون منذ تأسيسه حقق إنجازات نوعية ورائدة في شتى المجالات «وها نحن اليوم نحتفل بمضي أكثر من أربعة عقود من التعاون المثمر بفضل التوجيهات الحكيمة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس حفظهم الله ورعاهم الذين رسموا مساراً واضحاً ونهجاً دقيقاً نحو تحقيق التكامل الشامل في كافة المجالات».

وأوضحت أن هذا المعرض يسلط الضوء على المشاريع التنموية الكبرى ومبادرات التعاون التي أسهمت في تحقيق النمو والاستدامة ورفع مستوى الرفاه للمواطن الخليجي.

وتابعت أن المعرض يبرز أيضاً إنجازات دول المجلس في مجالات الاقتصاد وتعزيز البنية التحتية والنقل والتعليم والبيئة والصحة وغيرها من المجالات «وإننا على يقين أن هذا المعرض يُمثّل خطوة جديدة تعزز الوعي والإدراك بإنجازات مجلس التعاون وبشكل يعكس التزامنا بالمضي قدماً نحو مزيد من العمل المشترك».

وأعربت عن شكرها وتقديرها لراعي الحفل وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح ولمقام الديوان الأميري على الدعم والرعاية الكريمة لإقامة هذا الجناح كما توجهت بالشكر إلى وزارة الخارجية وأعضاء اللجنة العليا للإعداد والتحضير لمؤتمر القمة لدول المجلس على جهودهم المخلصة في إنجاز هذه الفعالية في الوقت المحدد.

وعبّرت أيضاً عن شكرها للأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي وفريق الأمانة العامة الذين بذلوا جهوداً مميزة في تنظيم وإعداد هذا المعرض الذي يُعد احتفاء بمسيرة مجلس التعاون وإنجازاته وتجسيداً للرؤية المشتركة التي تجمع دول المجلس في إطار من التعاون والتكامل.

Ad

من جانبه، رفع البديوي أسمى آيات الشكر وعظيم الإمتنان إلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح على الدعم الكبير واللامحدود والتوجيهات الكريمة السامية لدفع مسيرة العمل الخليجي المشترك مع إخوانه قادة دول المجلس.

وأعرب عن السرور بأن تحتضن دولة الكويت جناح مجلس التعاون المصاحب لأعمال القمة الخليجية في دورتها الخامسة والأربعين والتي ستعقد أعمالها مطلع شهر ديسمبر القادم بمشيئة الله تعالى في أرض الكويت المباركة، داعياً المولي عز وجل أن تتكلل أعمال هذه القمة بما فيه خير وصلاح شعوب مجلس التعاون وبما يثمر من نتائج «تصب في مسيرة عملنا الخليجي المشترك وصولاً إلى تكاملنا المنشود».

وقال إن فكرة تنفيذ هذا الجناح انطلقت امتثالاً للتوجهات والتطلعات السامية والكريمة من لدن قادة دول المجلس بأهمية تعريف مواطني دول المجلس بإنجازات مجلس التعاون والخطوات التي وصل اليها المجلس في تحقيق التكامل بين الدول الأعضاء وقرارات العمل المشترك.

وأضاف أن ذلك ساهم في تحقيق تلك الإنجازات خلال المسيرة المباركة منذ تأسيس مجلس التعاون وإلى يومنا الحالي والتي تحقق خلالها نجاحات كبيرة ومشروعات خليجية مشتركة عادت بالرفاه والازدهار والأمن لشعوبنا من جهة ومكنت دول المجلس بأن تقف في مصاف الدول العالمية على كافة المستويات من جهة أخرى.

وأكد البديوي الحرص على أن يكون افتتاح الجناح متزامناً مع انطلاق أعمال القمة الخليجية ليتمكن المواطنون والمقيمون في دولة الكويت من التعرف على إنجازات المسيرة المباركة لمجلس التعاون في جميع المجالات و«تعزيز الصورة الذهنية لترابطنا وتكاملنا الخليجي».

وأوضح أنه خلال عملية التخطيط لفعاليات الجناح «أكدنا على أن يكون هناك جدول شامل للزيارات يستهدف مختلف الفئات العمرية بمختلف تخصصاتهم آملين أن يحقق الجناح الهدف المنشود منه في تعزيز التواصل وتعريف الجمهور بمسيرة العمل الخليجي المشترك».

وعبّر عن الطموح بأن يُشكّل هذا الجناح الذي يُقام لأول مرة انطلاقة جديدة نحو تخصيص جناح خاص بمجلس التعاون في كل قمة خليجية قادمة ليكون «منصة تُعزز من أواصر الترابط الخليجي بين شعوبنا ويبرز إنجازات المجلس ومكتسباته برؤية متجددة ومستدامة تعكس طموحاتنا المشتركة».

وأمل بأن يلهم هذا الجناح «أبناءنا وبناتنا من الأجيال الصاعدة لاحتضان روح التكامل الخليجي ويغرس في نفوسهم قيم العطاء والتكامل الخليجي ليكونوا بناة المستقبل وركيزة النهضة لدولنا يعملون يداً بيد لتحقيق آمال شعوبنا في الأمن والرخاء والتقدم المستدام».

وتقدّم البديوي بجزيل الشكر إلى الديوان الأميري ممثلاً بمركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي لاستضافته الجناح ولوزارة الخارجية لتقديمها الدعم لهذا الجناح ولجميع المشاركين في دولة الكويت طيلة فترة الإعداد والتحضير لإقامة الجناح.

بدوره، قدّم رئيس فريق الجناح وليد الحمود ايجازاً حول ما تم عمله منذ انطلاق فكرة إقامة الجناح وحتى افتتاحه اليوم بجهود القائمين عليه وما يحمله هذا الجناح من قيمة كبيرة لمواطني دول الخليج ويُبيّن ما خطته مسيرة الانجاز في العمل الخليجي المشترك.

ويعرض الجناح الذي يستمر حتى 13 ديسمبر المقبل لمحة تعريفية بنشأة مجلس التعاون والإنجازات المحققة خلال مسيرة العمل الخليجي المشترك على مدى أربعة عقود في كافة المجالات.