في حين ثبتت النتائج النهائية لانتخابات 5 الجاري سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، مضى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في إعلان بعض التعيينات في إدارته المقبلة، والتي وصفتها وسائل إعلام أميركية بـ «الصادمة والمستفزة»، وهو ما يؤكد الاتجاه السائد لدى المراقبين أن الولاية الثانية لترامب ستكون «أصعب» من الأولى، وسيتخللها انفجارات سياسية لا يمكن التنبؤ بها.

وجاء إعلان ترامب تعيين سيناتور فلوريدا المتشدد والمثير للجدل مات غيتز لشغل منصب النائب العام ليمحو صدمة تعيينه مذيع «فوكس نيوز» بيت هيغسيث، الذي يفتقر للخبرة، ويميل بقوة إلى أفكار اليمين المتطرف وزيراً للدفاع.

Ad

ويعتبر غيتز مثيراً للانقسام، بما في ذلك داخل معسكر الجمهوريين، فقد ذاع صيته في أكتوبر 2023 عندما نجح في إسقاط رئيس مجلس النواب، الجمهوري كيفن مكارثي، لأسباب انتقامية. كما واجه سابقاً تحقيقاً بتهمة الاتجار بالجنس من وزارة العدل، في حين فتحت لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب تحقيقاً ضدّه بعد اتهامه بسوء السلوك الجنسي وتعاطي المخدرات.

وقالت «نيويورك تايمز»، التي تميل إلى يسار الوسط، عن تعيينه، إن ترامب اختار «كلب الهجوم الذي سيصبح، إذا تم تثبيته من مجلس الشيوخ، ذراعه للانتقام في ولايته الثانية».

بدورها، اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» المحافظة، أن غيتز «خيار سيئ لن يؤدي إلا إلى تقويض الثقة في العدالة»، محذرة من أنه «مرشح أولئك الذين يريدون استخدام القانون للانتقام السياسي».

وفي تعيين جدلي آخر، اختار ترامب لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، التي تحولت إلى الحزب الجمهوري في 2022، بعد أن شغلت منصب عضو بمجلس النواب في هاواي عن الحزب الديموقراطي بين عامي 2012 و2021، وترشحت للانتخابات التمهيدية الديموقراطية خلال الانتخابات الرئاسية 2020.

وستتولى غابارد، التي خدمت في الحرس الوطني التابع للجيش أكثر من عقدين، وعملت في العراق والكويت، هذا الدور باعتبارها دخيلة إلى حدّ ما، على هذا الوسط مقارنة بالمديرة الحالية أفريل هاينز.

وكانت غابارد أول هندوسية يتم انتخابها لعضوية «النواب»، واعتبرت من أشدّ المنتقدين لتدخل إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في الحرب بسورية، وأثارت ردود فعل عنيفة في عام 2017 بعد زيارتها للرئيس السوري بشار الأسد.

كما أكد ترامب رسمياً اختياره ماركو روبيو، المعروف بمواقفه المناوئة للصين، وزيراً للخارجية.

في غضون ذلك، بدأ الملياردير إيلون ماسك، الذي عيّنه ترامب على رأس وزارة جديدة استحدثها، أُطلق عليها اسم «الكفاءة الحكومية»، مبكراً بإثارة مشاكل دولية. وسخر ماسك من الأدميرال الهولندي روب باور رئيس اللجنة العسكرية في حلف «الناتو»، بسبب تشكيكه خلال حديث عن التضليل الإعلامي في إدارته لمنصة «إكس».

جاء ذلك بعد ساعات على توبيخ الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ماسك بسبب مهاجمته قضاة إيطاليين أصدروا حكماً برفض اتفاق أبرمته حكومة جورجيا ميلوني مع ألبانيا للتعامل مع المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر. ويرتبط ماسك الذي تحول إلى ناشط يميني في السنتين الأخيرتين، بعلاقات وثيقة مع ميلوني اليمينية ونائبها ماتيو سالفيني المناهض للمهاجرين.