احتفى غاليري مصر في ضاحية الزمالك بالقاهرة، بأحدث معرض للفنان التشكيلي السوري ماهر البارودي، الذي اختار له عنوان «المرايا»، وسط إقبال كبير من الفنانين والنقاد وعشاق الفن التشكيلي.

المعرض الذي يستمر حتى 28 نوفمبر الجاري، يُعد فرصة لمشاهدة أعمال البارودي التي تمثل بجانب تفردها وخصوصيتها حالة من التعبير الفني المثير للجدل حول مضمونها وقضاياها وإسقاطاتها التي تتمحور حول الإنسان العربي بصفة خاصة ومعاناته، وسط ما يدور حوله من صراعات وتقلبات تضع المزيد من الضغوط على حياته ووجدانه وقناعاته.

Ad

يقول مؤسس غاليري مصر، الفنان محمد طلعت: «ماهر البارودي من الفنانين العرب القلائل المهمومين بمأساة الإنسان المعاصر، ويعتمد في ذلك على إسقاطاته الرمزية الحيوانية لاسيما الخروف الذي يرى فيه تعبيرًا خاصًا يتماهى مع حالة الألم، والمأساة، والخوف، والاستكانة، حيث يرسم رؤوس خرفان بخطوط إنسانية تكسب المشهد التصويري دراما تراجيدية جاذبة لانتباه المتلقي».

ملصق المعرض

وفي تصريحات سابقة للفنان البارودي، قال إن فنه هو «فن الإدانة»، إدانة العنف، والحروب، والمظالم، والمجازر، وفضح الطغيان، وتعرية الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في أرض الشرق التي لايزال فيها الإنسان مجبرًا على أن يعيش مقيدًا بالعديد من المحرمات السياسية والدينية والاجتماعية.

وأضاف البارودي: «الفنان الحقيقي في نظري لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال مُحايدًا»، ورغم أنه يعيش بعيدًا عن بلاده، فإنه يشعر أنه شديد الارتباط بها، بل إنه يشعر أنه يعيش محنها وعذاباتها اليومية.

وُلِد ماهر البارودي في العاصمة السورية دمشق عام 1955، ويقيم ويعمل في ليون - فرنسا منذ عام 1980، وتخرج في كليات الفنون الجميلة بدمشق وليون وباريس، وهو أستاذ في كلية «إميل كول» في ليون منذ عام 1996 حتى 2022.

وخلال مسيرته الفنية، أقام البارودي 25 معرضًا فرديًا وأكثر من 65 معرضًا جماعيًا منذ عام 1982، في فرنسا، وألمانيا، وروسيا، وبولندا، وسويسرا، وإيطاليا، والنمسا، وإنكلترا، وسورية، ولبنان، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، ومصر، وتونس.

وحصد الفنان السوري العديد من الجوائز، منها جائزة باريس في ليون، وجائزة المؤسسة الفرنسية في باريس، والجائزة الأولى في بينالي القاهرة الدولي العاشر، وجائزة إعمار الدولية في دبي.

وله العديد من المقتنيات العامة في المتحف الوطني، ومتحف الفن المعاصر في دمشق، ومتحف فن الغرافيك في القاهرة، ومتحف الهواء الطلق في أسوان، والعديد من البلديات في فرنسا وألمانيا وسورية.

كما أن له مقتنيات خاصة في أوروبا وشمال افريقيا والشرق المتوسط والولايات المتحدة.