كثير من الناس يقولون إن المرأة نصف المجتمع وأحياناً نجدهم يضلون الطريق في اختيار أفضل رفيق للحياة، في الأرجاء الإسلامية يشهد لنا تاريخ عظيم وتنظر البلاد إلى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، حتى إذا تحدثنا لن نجد كلاماً يستطيع الوصول للذي وصل إليه الرسول، صلى الله عليه وسلم الذي أرشدنا إلى أن نحرص على اختيار الزوجة أو الزوج المناسب لنا، وبذلك يتم تحقيق سعادتنا في الدنيا والآخرة، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من نفس واحدة وجعل لنا الزواج سبيلا لنكمل الحياة ونتعايش بسلام ومحبة وتفاهم، ولكن هذا الأمر يجب أن يكون على الأسس الصحيحة والأصول الدينية السليمة.
من الواضح أن انتشار الفوضى والفساد في المجتمعات يرجع جزئياً لاختياراتنا السيئة في سبيل الزواج، فكثير من الشباب والفتيات يقعون في فخ الجمال والمظاهر الخارجية دون النظر إلى الدين والخلق والأخلاق، وهذا ما أرشدنا إليه الرسول الكريم عندما قال «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، حيث إن الشخص الذي يتمتع بالدين والأخلاق الحسنة سيكون زوجاً مثالياً وسيساعد في بناء أسرة سليمة ومجتمع صحي.
إن ترك الأمر للشباب والفتيات لاختيار شركاء حياتهم بأنفسهم يمكن أن يؤدي إلى تشويه صورة الأسرة وإساءة تنشئة الأولاد وتأثير سلبي على المجتمع بأسره، ولذلك على الأهل القيام بدور فعال في إرشاد أبنائهم وتوجيههم نحو اختيار الشريك الأنسب لهم، وأن يحرصوا على تعليمهم المبادئ والقيم الإسلامية السليمة حتى يتمكنوا من اتخاذ القرارات الصحيحة فيما يتعلق بالزواج.
ليس من الصحيح أن نحرم أبناءنا الزواج إذا وجدوا شريكاً يتمتع بالصفات الجيدة، ولكن يجب أن نحثهم على الحذر من اختيار شريك لا يتمتع بالدين والخلق الحسن، فلا يكفي أن يكون الشخص جيد المظهر أو ثريا أو شهيرا أو من عائلة أو قبيلة، بل يجب أن يكون مثالاً حسناً في الدين والخلق.
وفي ختام كلامي، فإن اختيار الزوجة أو الزوج ليس مسألة ينبغي أن نتهاون فيها، إنما يجب أن نحرص على اختيار الشريك المناسب وفقاً لأسس دينية صحيحة، ليساعد في بناء أسرة متينة ومجتمع سليم، ولنتذكر دائماً قول الرسول الكريم «استوصوا بالنساء خيراً»، فلنتعامل بالإحسان والتفاهم والصدق والأمانة، فهذا هو الطريق الصحيح لحياة سعيدة وهادئة، فكلنا من آدم وآدم من تراب... لا ألواننا ولا أموالنا تجعلنا مفضلين على بعض.