أعلى الإسلام من شأن العمل فجعله مثل العبادة، فالعمل عبادة والاجتهاد عادة يجب أن يُعود الإنسان نفسه عليها، والسعي الدؤوب يوصلك للنجاح، قال تعالى: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»، وعلى كل إنسان أن يحب عمله لأنه متى أحب عمله أتقنه وأوصله إلى آفاق عالية، فيعمل كل منا حسب قدراته وحسب السبل المهيأة له مع إضافات ولمسات تنافسية من الموظف يتفوق بها على غيره، لكن للأسف ظهر من يروج بأن الكويتي شخص لا يعمل أو غير مبال، وهذا غير صحيح، وإذا كانت الأقلية لا تعمل فهناك الكثير من شبابنا الواعدين الذين يدخلون السرور والبهجة للقلب فلا نقيس القلة بالكثرة.
وهنا أريد أن أسلط الضوء على بعض المسؤولين المحبطين الطاردين لشبابنا بأن المكاتب غير متوافرة للكل، أو لا يوجد عمل اليوم، فيوقع الموظف ويخرج بأمر من مسؤوله، لماذا نزرع اللا مبالاة في قلوب شبابنا وعدم الالتزام بالعمل، فيذهب الأغلبية إلى الأسواق والمقاهي، وبدل أن تقول إن الشباب لا يعملون قل هناك مسؤول يشجعه على عدم العمل.
وكما قال شاعرنا:
إذا كان ربّ البيت بالدفّ ضارباً
فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
هذه حال المسؤول الذي لا يشجع موظفيه على العمل ولا يجمعهم كي يستفيد من الخبرات الجديدة لأنهم ركائز المستقبل، والحقيقة أنني أجهل طبيعة بعض المسؤولين الذين يجعلون العمل طارداً لحديثي التخرج، ربما لا يريدون مننافستهم على العمل أو لا يريدون نقل خبراتهم، وبالتالي من يجب أن يحاسب هو المسؤول وليس الموظف حديث التخرج؟
فالكويتي مشهود له بالتفوق والعمل، وهناك كفاءات نفتخر بها، فإذا كنتم قد نسيتم فتذكروا الغزو العراقي وأن من قام بإطفاء حرائق آبار البترول كويتيون، وهم من أمسكوا زمام العمل في عدم وجود حكومة في ذلك الوقت، فتسلموا المخابز وقاموا بأعمال البلدية ورفع القمامة إلى جانب بعض الوافدين، جزاهم الله تعالى كل خير.
فشدّوا حيلكم يا عيال الديرة، وخيبوا ظنَ هذه الفئة التي تّروج بعدم جدية الكويتي في العمل، فالجيل الجديد مكمل للقديم، والكويت الحديثة أنتم من سيقوم ببنائها، وحفظ الله الكويت حكومة وشعباً وحفظ كل واحد عاش على أرضها وحافظ عليها.