شاركت ممثلاً عن جمعية الصحافيين الكويتية في المؤتمر الخليجي الخامس لتحديات الأمن السيبراني، الذي أقيم برعاية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف الصباح، يومي الثلاثاء والأربعاء قبل الماضيين في قاعة الراية الماريوت، وحمل شعار «بيئة رقمية آمنة»، بحضور وفود من دول مجلس التعاون الخليجي، ونخبة من خبراء الأمن السيبراني والشركات المختصة، لأن القيادة السياسية تولي اهتماماً كبيراً في تعزيز منظومة الدفاع الأمني السيبراني بما يحقق حماية قوية للأفراد والمؤسسات والمنشآت الحيوية.
وحتى نوضح الصورة أكثر عن الأمن السيبراني وبلا تعقيد، هو نظام حماية ضد هجمات قراصنة الإنترنت من الاستيلاء على المعلومات الشخصية أو المؤسسية عن طريق اختراق أجهزة الحاسوب والشبكات، وهذا ما حصل مع «أبومحمد» الذي أكرمه ربنا وطلع تقاعد ومشت معاه الدنيا حلاوة، فتلقى اتصالاً من شخص مجهول بلا ضمير بدأ بالسلام عليه، وقال له أنت فلان ابن فلان فرد أبومحمد: نعم، فقال له: «لقد ربحت رحلة إلى تركيا لخمسة أيام مع إقامة فندقية لك ولزوجتك»، هنا غير أبومحمد نبرة صوته إلى صوت حزين وصار يتمسكن بأن زوجته مريضة ولا تستطيع السفر، فقال له المحتال تستطيع أن تختار شخصاً آخر يرافقك، فطار أبومحمد من الفرحة وبلا تردد، وقال هل يستطيع صديقي أبوناصر أن يرافقني، فرد عليه اللص: دعني أكلم مدير الشركة لآخذ موافقته.
وبعد فترة اتصل المحتال مرة أخرى بأبي محمد ليبشره أن المدير وافق على أن يرافقه في الرحلة صديقه الصدوق أبوناصر، فأخذ أبومحمد يكيل المدح والثناء للص ومديره بأنهم محترمون وعيال حمايل، وبيض الله وجيهكم، وبعد ذلك طلب المحتال من أبي محمد بعض المعلومات البسيطة لزوم استكمال المعاملة، وفعلا ما قصّر أبومحمد الله يعطيه العافية أعطاه ما يريد، ولو طلب منه رقم مقاس فانيلته لأعطاه، وفي نهاية المحادثة شكر أبومحمد اللص، ودعا له ولوالديه على حسن التربية، وودعا بعضهما على الخير والمحبة، وما هي إلا لحظات حتى أتت رسالة لأبي محمد عبر موبايله من البنك أن رصيده «صفر».
ثم أما بعد:
الهجمات السيبرانية والتصدي لها والتحذير من النصب الإلكتروني والجرائم المعلوماتية هي حرب شرسة مستمرة، ولكن بلا جيوش، حفظ الله الكويت من كل مكروه.