لقد أصبح الوطن العربي محرقة لأبنائه، ومحيطنا الإسلامي عاجز عن إنقاذه، والأدهى أن هناك من العرب من يصفقون لهذه المحارق، ويسهمون في قتل أبناء جلدتهم، إما بالمباركة والإمداد الخفي وإما بتقديم الصكوك الشرعية لتبرير الظلم والقتل، كما أن بعضهم يسعى لصرف الأنظار عن معاناة المسلمين، سواء في فلسطين أو سورية أو في أي مكان يُستضعف فيه المسلم! وهناك دول في محيطنا الإسلامي لها يد سوداء وصريحة في قتل المسلمين العرب الذين لا يتفقون مع سياستها ومعتقدها، مما يجعلهم الخطر الثاني بعد استرخاء الخطر الأول، وهكذا، يبقى الوطن العربي على صفيح ساخن، لا يهدأ حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.
وفي حين تُذبح غزة على يد الصهاينة الذين اعتادوا ارتكاب المجازر في المدن الفلسطينية، محصّنين بـ«حق الفيتو» الأميركي والغربي، نجد بعض العرب منشغلين ليل نهار في الهجوم على من يختلفون معهم في الرأي والنهج. لقد أعمى الحقد قلوبهم وبصيرتهم، حتى أصابهم السعار لدرجة أنهم أدمنوا أكل لحوم إخوانهم، أما لحوم الأعداء فهي الوحيدة التي تسلم من نهشهم! ولسان حالهم: «الأقربون أولى بأكل لحومهم!»، وهؤلاء لديهم أتباع من السذّج والحمقى، الذين يتبعون الظلمة ويصدقون أقوال الخبثاء، فيصبحون شركاء في ظلم وقتل المسلمين!
وإننا لنحزن على هؤلاء السذّج، لأنهم يحملون في رقابهم دم كل مسلمٍ ظُلم بتأييدهم الأعمى، وهم لا ناقة لهم في هذا ولا جمل، أما كبارهم، فنسأل الله أن يرينا فيهم يومًا أسود، فهم دائمًا العنوان الكاذب الذي يخفي خلفه الحقيقة المُرّة، وهم امتداد للقاضي أحمد بن أبي دؤاد وبقية المعتزلة الذين كانوا يحرضون الخليفة العباسي على قتل الإمام أحمد بن حنبل، قائلين: «اقتله ودمه في أعناقنا»، ولسان حالهم اليوم في غزة يوجه الخطاب إلى الصهاينة: «اقتلوا حماس الإخوانية ودمها في أعناقنا».
نقطة مهمة: من المتعارف عليه في كل مقال أن يُختتم بتقديم الحلول للمشاكل التي تم تناولها، لكن في وطننا العربي لن تجد حلولًا جذرية لتلك المشاكل والصعاب، فهي متجددة، وتنسل من كل حدب وصوب!