أكد وزير الصحة د. أحمد العوضي اليوم الجمعة أن الحرص على التوعية بمخاطر الأمراض المزمنة مؤخراً وعلى رأسها مرض «السكري» أدى إلى انخفاض ملموس في معدلات بتر القدم السكري مقارنة بالأعوام السابقة.

جاء ذلك في كلمة للوزير العوضي ألقاها نيابة عنه الوكيل المساعد لشؤون طب الأسنان د. أحمد أسد في افتتاح المؤتمر الخليجي السابع للقدم السكري.

وقال أسد إنه «نظراً لتأثير السكري الواسع على صحة الفرد والمجتمع بادرت الوزارة بإنشاء مراكز متخصصة للقدم السكري في جميع المستشفيات بهدف تقديم الرعاية الوقائية والعلاجية بإشراف فرق طبية متخصصة في جراحة القدم السكري».

Ad


وأضاف أن «السكري من أخطر الأمراض المزمنة ولا تقتصر آثاره السلبية على مستوى السكر في الدم بل تمتد لتشمل مجموعة من المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى بتر الأطراف وأمراض القلب وضعف البصر ومشاكل في الشرايين والكلى والأعصاب».

ولفت أسد إلى أنه في ضوء تلك التحديات تحرص الوزارة على تعزيز البرامج الوقائية قبل العلاجية ورفع مستوى الوعي بأن الوقاية هي دائماً أفضل من العلاج، مشيراً إلى أن الوزارة تلتزم بتوفير كل ما يلزم من علاجات وأدوية لدعم المرضى.

وأكد أن الوزارة تدرك أهمية العلم والتطور الطبي والمؤتمرات العلمية التي تسهم في الاطلاع على أحدث التطورات في مجال الوقاية والعلاج بما يحقق الرعاية الصحية المتكاملة لمرضى «السكري» بشكل عام ومرضى القدم السكري بشكل خاص.

وأوضح أسد أن «القدم السكري» يُعد من المضاعفات الشائعة والخطيرة في القدمين لدى مرضى السكري وهو ناتج عن تأثر الأعصاب والأوعية الدموية في القدمين بسبب ارتفاع مستويات السكر لفترات طويلة ويؤدي ذلك إلى نقص التروية الدموية للأطراف وضعف الإحساس مما يزيد من احتمالية الاصابة بالتقرحات والجروح التي قد تتفاقم إلى الالتهابات شديدة الصعوبة.

وأكد أن الاكتشاف المبكر والمتابعة الطبية ضرورية للوقاية من مضاعفات «القدم السكري»، لافتاً إلى أن التوعية والفحص الدوري يُساهمان في خفض معدلات بتر القدم لدى المرضى المصابين بمرض السكري بشكل ملحوظ.

من جانبها، قالت استشاري جراحة التجميل والترميم في مستشفى العدان رئيسة المؤتمر د. منيرة بن نخي في كلمتها إن المؤتمر الذي تستمر فعالياته ليومين يُسلّط الضوء على جراحة القدم التصحيحية واعتلال الأعصاب السكري والابتكارات في قياس الضغط ودرجة الحرارة داخل الحذاء وأساسيات التشخيص الوعائي وعلاج الجروح بواسطة تقنية الضغط السلبي واستخدام الدهون المشبعة بالخلايا الجذعية ومحفزات النمو للتعجيل في التئام تقرحات «القدم السكري».

وأضافت أن عدد المرضى حول العالم المصابين بمرض السكري بلغ 540 مليون ومن المتوقع أن تصل الأعداد إلى 783 مليون بحلول عام 2045، مشيرة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تُعاني بنسب إصابات عالية عالمياً بمعدل يتراوح بين 20 و25%.

وبيّنت بن نخي أن احتمالية حدوث قرحة خلال فترة حياة مريض السكري تتجاوز 25% وعلى الرغم من التقدم المحرز في علاج أمراض «القدم السكري» إلا أننا ما زلنا نعاني من المضاعفات المصاحبة للمرض مثل طول وقت الشفاء وانتشار العدوى والحاجة إلى البتر.

وأشارت إلى الحاجة الماسة لإصدار بروتوكول خاص بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يتميز بتضمنه توصيات بشأن طرق الوقاية وأفضل الممارسات لمعالجة وإدارة أمراض «القدم السكري» ومضاعفاتها.