في المرمى: الشق عود يا دكتور
«من يعتقد بأن مشكلة الكرة الكويتية في 90 دقيقة فهو غلطان... من يعتقد بأن مشكلة الكرة الكويتية في المدرب فهو الغلطان، ومن يعتقد بأن المستوى الذي يمر به لاعبو الكرة الكويتية هو مشكلة المنتخب فهو غلطان، فالمشكلة أعمق بكثير مما شاهدناه في استاد جابر اليوم»، بهذه الجمل القصيرة وفي أقل من دقيقة اختتم الزميل الدكتور طارق الجلاهمة كلمته بحسرة واضحة في الاستديو التحليلي على قناة «بي إن سبورت» لمباراة منتخبنا الوطني أمام كوريا الجنوبية في تصفيات كأس العالم 2026 والتي أقيمت مساء الخميس على استاد جابر الأحمد، وانتهت كما هي وبكل أسف بخسارة جديدة للأزرق، واختصر بها وضع الكرة الكويتية وربما الرياضة بشكل عام.
ولا شك أن ما تفضل به الزميل العزيز هو عين الصواب، والمتابعون والمهتمون بالشأن الرياضي يدركون تماماً حجم وعمق الأزمة التي تمر بها الكرة الكويتية، وهي ممتدة منذ سنوات طوال وليست وليدة اليوم، فالكرة والرياضة الكويتية على العموم تعاني ومنذ أمد بعيد إهمالاً، وتخبطاً يكاد يصل إلى مرحلة التعمد، فالحكومة، وأنا هنا لا أعني «الحالية فقط» بل جل إن لم يكن كل الحكومات المتعاقبة، كانت ولا تزال تعتبر هذا المجال «أي الرياضة» ملهاة أو في أحيان أخرى ساحة للتدريب لبعض من تنوي العمل على إبرازهم، فتسمح لهم أن «يتعلمون براس القرعان»، ولم تلتفت أو حتى تفكر أن تعطي جزءاً من اهتمامها وتركيزها لهذا المجال الحيوي، إلا في أوقات الضرورة ولكسب الأضواء لا أكثر، فعندما يتحقق إنجاز هنا أو هناك، ولو مصادفة، تجد المسؤولين يتسابقون على التصريحات «والتخطرف» أمام الكاميرات والميكروفونات، أما في حال الإخفاق فلا تجد أحداً منهم، وكأن الأمر لا يعنيهم، أو أن هذه الفرق لا تمثل الكويت، فلا حسيب أو رقيب، وإن جاءت المحاسبة أو الرقابة أتت على خجل أو مفصلة على مقاس فلان أو علان لأنه ليس من «المحاسيب» أو أنه لم يكن مطيعاً وخرج عن النص.
أما في الجوانب الأخرى فحدِّث ولا حرج، وما علينا إلا أن نقارن فقط بين حجم الإنفاق الحكومي على الرياضة في الكويت ونظيراتها من دول المنطقة ومحيطنا الخليجي الذي كنا يوماً ما القدوة ونبراس الريادة بالنسبة إليه في كل المجالات، وأولها الرياضة، فهل يعقل أن تعاني الكويت التي تعد من أحد أغنى دول المنطقة والعالم على مستوى البنية التحتية من ملاعب ومنشآت؟ وهل من المعقول أننا لا زلنا نعاني من عدم وجود أرضية قانونية تسمح لنا بممارسة رياضة احترافية بشكل كامل وتمكن الدولة من الصرف المالي كحال الدول المحيطة؟ وهل يجوز أن تستمر الدولة في السماح «لعوير وزوير» بإدارة الأندية والهيئات الرياضية والتحكم والتلاعب بمقدرات الشباب الرياضيين وتجيير كل ذلك خدمة للمصالح الضيقة التي تخدم المحيط الاجتماعي من عائلة وقبيلة وطائفة وطبقة اجتماعية؟
متى وجدنا إجابات شافية من المسؤولين عن الرياضة في كل المستويات من أدناها إلى أعلاها عن هذه الأسئلة وغيرها، فبالتأكيد سنعرف أين تكمن المشكلة التي تحدث عنها الزميل والصديق العزيز الدكتور طارق الجلاهمة، وإلى ذلك الحين أقول له «ترى الشق عود يا بوفهد».
بنلتي
رغم أن مشاكلنا في الرياضة أكبر بكثير من بوابة دخول «ولّا بطل ماي وصمونه وعصير وكت كات»، فإن هذا لا يمنع من أن نشيد بتنظيم مباراة منتخبنا الوطني وكوريا والذي كان لوزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب النشط عبدالرحمن المطيري دور بارز فيه بإشرافه الشخصي ومشاركته في كل تفاصيل التجهيز لهذا للقاء لضمان عدم تكرار فضيحة مباراة العراق، فشكراً لمعالي الوزير ولكل الفرق التطوعية ومن عمل على خروج المباراة بهذه الصورة.