ترامب يخيّر إيران بين التعاون مع خططه للمنطقة أو الحياد

عمل «ستارلينك» بلا ترخيص يفتح باباً خلفياً بين طهران والرئيس المنتخب
• إيران «الغاضبة» من تسريب خبر اللقاء بين ماسك وإيرواني تتبرأ وتتهم فريق بايدن

نشر في 17-11-2024
آخر تحديث 16-11-2024 | 20:38
إيرانيون داخل معرض لأسلحة «الحرس الثوري» في طهران أمس الأول (رويترز)
إيرانيون داخل معرض لأسلحة «الحرس الثوري» في طهران أمس الأول (رويترز)

وسط تضارب الإشارات من فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حول كيفية التعامل مع إيران، كشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لـ «الجريدة»، أن إيران تلقت واحدة من أوضح الرسائل عن السياسة التي ينوي ترامب اتباعها معها، وهي إعطاؤها الخيار بين التعاون مع خطط الإدارة الجمهورية المقبلة للمنطقة، أو الحياد والتنحي جانباً، إذا أرادت تجنب مواجهة بين البلدين.

وقال المصدر إن ايران بُلِّغت هذه الرسالة خلال اللقاء الذي جمع ملياردير التكنولوجيا الأميركي إيلون ماسك، أحد الداعمين الرئيسيين لترامب الذي كلفه قيادة وزارة «كفاءة الحكومة الفدرالية»، والسفير الإيراني في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني.

وبينما نفت إيران «بشكل قاطع»، أمس، انعقاد اللقاء، أكد المصدر حدوثه، موضحاً أن عنوانه الرئيسي لم يكن استكشاف مسار العلاقات بين إدارة ترامب وإيران، بل مناقشة عمل شركة «ستارلينك» للإنترنت عبر الأقمار الصناعية بطريقة «غير شرعية» في الجمهورية الإسلامية.

وأوضح أنه بعد قيام الشركة المملوكة لماسك بتفعيل أنظمتها في إيران من دون ترخيص، أصبح هناك أكثر من 65 ألف جهاز إيراني متصل بـ «ستارلينك»، الأمر الذي دفع وزارة الاتصالات الإيرانية للعمل على رفع شكوى قضائية ضد الشركة في منظمة الاتصالات الدولية، حيث طلب ماسك عقد اللقاء مع إيرواني لحل الخلاف ومناقشة إمكانية سحب طهران للشكوى.

ورغم ذلك، أكد المصدر المطلع على التقرير الذي رفعه إيرواني لطهران حول اللقاء، أن الجانبين تطرقا إلى مواضيع تتعلق بعلاقات إيران والولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الثانية التي ستبدأ في 20 يناير المقبل، موضحاً أن ماسك أكد أن الرئيس المقبل يريد التعامل مع طهران، ومستعد في حال تعاونت معه الأخيرة للدفع باتجاه خطوات وإجراءات اقتصادية واستثمارية تنقذ الاقتصاد الإيراني المتعثر.

وبحسب المصدر، قال الملياردير الأميركي إن ترامب غير مهتم بإسقاط النظام في إيران أو التدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، وإن لديه خططاً ومشاريع لحل قضايا الشرق الأوسط، مبيناً أن المطلوب من طهران إما الانخراط بهذه الخطط أو بالحد الأدنى عدم عرقلتها والتنحي جانباً.

في المقابل، أشار المصدر إلى أن إيرواني أكد لماسك أن بلاده لا تهتم بهوية من يحكم البيت الأبيض بل بكيفية التعامل معها، وهي مستعدة للدخول في مفاوضات استكشافية غبر مباشرة.

ورداً على سؤال بشأن محاولة إيران اغتيال ترامب، نقل المصدر تأكيد ايرواني أن إيران دولة براغماتية وتتصرف وفقاً للقوانين الدولية وقد رفعت شكوى ضد ترامب وعدد من المسؤولين الأميركيين بالمحاكم الدولية بتهمة المشاركة والتآمر باغتيال قاسم سليماني وتنتظر نتيجة الشكوى. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أفادت بأن طهران أبلغت واشنطن رسمياً عبر سويسرا التي ترعى المصالح الأميركية في إيران أنها غير معنية باغتيال ترامب، وذلك بعد إعلان السلطات الأميركية اعتقال أفغاني، يحضّر بإيعاز من طهران لاغتيال ترامب.

وأشار إلى أن إيرواني أبلغ ماسك أنه استشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وقال في التقرير الذي رفعه إلى سلطات طهران إن اللقاء كان إيجابياً لناحية ضرورة حل الخلافات بين إيران والولايات المتحدة عبر المفاوضات.

ولفت إلى أنه تم الاتفاق أن يكون هذا اللقاء سرياً بسبب الحساسيات المتبادلة، وأن تسريبه إلى الإعلام أغضب الكثيرين في طهران خصوصاً أن إيرواني يملك صفة رسمية على عكس ماسك.

وفي حين أفادت «فايننشال تايمز»، نقلاً عن مصادر، أن إدارة ترامب ستعود لسياسة الضغوط القصوى لمنع إيران من تمويل حلفائها الإقليميين وتطوير سلاح نووي، ودفعها لإبرام اتفاق جديد بشأن برنامجها الذري وأنشطتها الاقليمية، انقسمت الأوساط الإيرانية حول لقاء ماسك - إيرواني بين اعتباره «خطوة إيجابية» أو «خيانة»، مع الدعوة إلى عدم المبالغة في قراءة أبعاده.

وداء ذلك في ظل حديث إسرائيلي يميني عن استعداد إدارة ترامب التي يشكلها من صقور الحزب الجمهوري للعمل على إسقاط نظام طهران.

back to top