أعرب مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، وليد الركراكي، عن فخره بلاعبيه عقب الخسارة أمام فرنسا صفر - 2 في نصف نهائي مونديال قطر 2022 لكرة القدم، مؤكدا أنه «أول من سيستخلص العبر».
وحول الخسارة قال الركراكي: «إن كنت سأتحسر على شيء في هذه المباراة فهو بدايتها، خصوصا الهدف الاول الذي اعطى الثقة للمنتخب الفرنسي للإبقاء على خطته التكتيكية. ارتكبنا العديد من الأخطاء الفنية، ولكننا رغم ذلك خلقنا لهم المتاعب في الشوط الاول، وفي الثاني كنا الأفضل لم نخسر الكرة كثيرا، وخلقنا الكثير من الفرص، ولكننا لم نكن حاسمين في الأمتار ال30 الأخيرة».
وتابع: «للأسف بالنسبة لنا، كنا نرغب في التسجيل لزرع الشك في صفوفهم، ولكنهم يملكون الكثير من المواهب في خط الهجوم، كنا نعرف أنهم سيعاقبوننا، وهو ما حصل بالهدف الثاني الذي حطّم معنوياتنا. حاولنا الضغط حتى النهاية لتسجيل هدف ينعش آمالنا ولكننا لم نتمكن».
فرنسا فريق كبير
وأضاف الركراكي: «أهنئ فرنسا التي قلت قبل المباراة انها فريق كبير، ومن أشياء قليلة يمكنها الفوز، ولكنني فخور لأن لاعبي فريقي بذلوا كل ما في وسعهم رغم الإصابات، ونجحوا في زرع الشك بصفوفهم في بعض اللحظات، وهذا أمر رائع بالنسبة لنا. في مسابقة مثل كأس العالم من المستوى العالي، أعتقد أنه يجب أن تكون في قمة مستواك من جميع النواحي، بينما نحن تجاوزَنا الأمر قليلا على المستوى البدني وبعض اللاعبين قدموا بين 60 و80 في المئة فقط من مؤهلاتهم في هذه البطولة».وعن مباراة المركز الثالث وفرصة اشراك وجوه جديدة، بين الركراكي قائلا: «ان المباراة نهائية صغيرة، وسيكون الأمر صعبا بالنسبة لنا خصوصا من الناحية الذهنية. نعاني مسبقا من اصابات عديدة، لدي فكرتان: الأولى أننا نرغب بذل كل ما في وسعنا من أجل الفوز بها، والثانية أنني أريد منح بعض الدقائق لبعض اللاعبين الذين لم يحظوا بفرصة المشاركة حتى الآن لانهم يستحقون ذلك وكانوا رائعين مع المجموعة، وبالتالي سنحاول ان نمزج بينهم لنخلق فريقا رائعا، وننتزع هذه المرتبة الثالثة ونكون جيدين. سنحاول الآن ان نستعيد ثقتنا لأننا خسرنا والأمور تكون صعبة دائما بعد الخسارة، وسنرى من سيحظى السبت بشرف تمثيل المغرب في هذه المباراة من أجل الفوز بالمركز الثالث».
مشاركة أكرد وسايس
وتحدث الركراكي عن مشاركة نايف أكرد ورومان سايس، وبين «أنه حتى اللحظة الاخيرة انتظرنا لنرى اذا كان سايس بإمكانه اللعب، لأنه لاعب مهم في خطتنا التكتيكية وهو قائدنا، وحاولنا حتى فترة الإحماء، والأمر ذاته بالنسبة لنايف الذي تعافى للتو من وعكة صحية وزكام ورغب بدوره في بدء المباراة، لأنه أيضا عنصر مهم في التشكيلة، واعتقدت ان الدفع بخمسة مدافعين سيساعدنا. خاطرنا وعملنا مدة يومين على هذه الخطة، من أجل سد المنافذ على (عثمان) ديمبيليه و(كيليان) مبابي وإرغامهما على الدفاع، لكن بعد خروج رومان عدنا الى 4 مدافعين ولعبنا جيدا أيضا. لست نادما على ما قمت به، في بعض الأحيان يجب المجازفة. أعتقد أننا لم ندخل جيدا في المباراة، سنستخلص الدروس وأنا أول من سيفعل ذلك».
وتحدث الركراكي عن الهدف المقبل: «بالتأكيد، ولكننا وضعنا ضغطا اضافيا علينا، كنا سابقا بين المرشحين ولكننا اليوم بلغنا نصف نهائي المونديال، ويتعين علينا عدم الاختباء ولن نختبئ، هناك معايير أخرى، إفريقيا مختلفة، سينتظرنا الجميع، ولكن أمامنا عام كامل للاستعداد، وسيكون أمامنا وقت كاف لهضم هذه المسابقة، لأن أول استحقاق سيكون في مارس المقبل، ولكنني قلت سابقا بخصوص عقدي (مع الاتحاد المغربي) أنا لا أختبئ ولدي طموح، وإذا لم نبلغ نصف النهائي فسأرحل، وهذا ما يجب فعله، سنذهب إلى هناك من أجل الفوز بها، ولكن حذار فإفريقيا تطورت، وعندما نرى الغائبين عن المونديال مثل ساحل العاج والجزائر ومصر ونيجيريا فسيكون 10 مرشحين للفوز بها أيضا ونحن بينهم، ولكن نحن نعمل ونتطور ونرغب في الفوز بها».
وحول ما أنجزه المغرب ووقعه عالميا قال الركراكي: «كنا نعرف جيدا ما حققناه في هذا المونديال، ونرى ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، فهمنا مسبقا أن الجميع في بلدنا فخور بنا ونحن نأسف لعدم تحقيق حلم شعبنا والذهاب الى أبعد دور، لم نكن بعيدين واقتربنا من هذا الإنجاز الأعظم. احتجنا الى تلك التفاصيل الصغيرة التي تقود إلى التتويج باللقب، شعرنا بها اليوم وبأهميتنا. قلت للاعبين انني فخور بهم والملك أيضا والشعب المغربي والعالم بدوره، لأننا لعبنا بالروح والقلب، ونستحق ما حققناه وقاتلنا حتى النهاية، لم نقدم فقط صورة رائعة عن المغرب ولكن عن إفريقيا أيضا».
دفاع المغرب استسلم «مرفوع الرأس»
امتلك المنتخب المغربي دفاعا حديديا في مونديال 2022، والذي كان أحد الأسباب الرئيسية في إنجاز الأسود في البطولة، لكنه استسلم «مرفوع الرأس» أمام الفرنسيين، بسبب الإصابات والإرهاق.
كان دفاع منتخب المغرب أحد نجوم مونديال قطر 2022 لكرة القدم، فارضاً سداً فولاذياً أمام مهاجمين عالميين من دور المجموعات حتى الأدوار الاقصائية، لكن في المباراة السادسة أثقلته الإصابات وواقعية فرنسا، ليرضخ ويودّع برأس مرفوعة من نصف النهائي.
وشكّل قطبا الدفاع، القائد رومان سايس ونايف أكرد، مع الظهيرين نصير مزراوي (بايرن ميونيخ الألماني) وأشرف حكيمي (باريس سان جرمان)، جداراً رائعاً أمام الحارس المتألق ياسين بونو (إشبيلية الإسباني).
وبدأت حكاية الشباك النظيفة في المباراة الأولى ضد كرواتيا، عندما أطل «أسود الأطلس» برأسهم محققين نقطة التعادل السلبي، في محاولتهم الثانية لتخطي دور المجموعات بعد 1986.
وعلى استاد البيت في مدينة الخور، الواقعة شمال الدوحة، عانى الظهير الأيسر مزراوي إصابة بجنبه عندما ارتمى على كرة مرتدة من الحارس دومينيك ليفاكوفيتش، بينما شعر الظهير الأيمن حكيمي بآلام في فخذه وأكمل المباراة.
لكن الظهور الثاني كان أكثر تألقا، فتغلب أولاد المدرب وليد الركراكي على بلجيكا 2-0، في مباراة أطل فيها شبح الإصابات مع اضطرار الحارس بونو الى الانسحاب رغم وقوفه مع زملائه عند عزف النشيد الوطني، فحل بدلا منه منير المحمدي وحافظ على نظافة شباكه.
المباراة الثالثة كانت الوحيدة التي تهتز فيها شباك المغرب خلال دور المجموعات، فبعد التقدم بهدفين على كندا، حوّل أكرد مدافع وست هام الإنكليزي عن طريق الخطأ كرة هزّت شباك الفريق الأحمر للمرة الأولى.
التألق في الأدوار الإقصائية
القصة الرائعة لدفاع المغرب تركت صفحاتها البهية للأدوار الإقصائية، فاحتفظ الرباعي الحديدي، بمساعدة من الإبر ومسكنات الآلام بنظافة شباكه أمام تيكي تاكا إسبانيا، ورفعه في ركلات الترجيح الحارس المبتسم والبارد الأعصاب بونو.
وأصبح المغرب أول منتخب إفريقي يبلغ نصف النهائي، بعد معركة ناجحة ونظيفة الشباك أمام البرتغال، لكن شبح الإصابات لم يطلّ فقط برأسه، بل أبعد مزراوي وأكرد نهائياً عن ربع النهائي.
ورغم ذلك، كانت المفاجأة الجميلة في بروز بديليهما يحيى عطية الله (الوداد البيضاوي) وجواد الياميق (بلد الوليد الإسباني)، فقاد المهاجم يوسف النصيري برأسيته العالية فوق سطح البحر، وبتمريرة جميلة جداً من المدافع عطية الله، بلاده إلى المربع الأخير بموازاة تألق بونو أمام جواو فيليكس والبديل كريستيانو رونالدو، فيما وقف الياميق سداً منيعاً أمام هجمات غونسالو راموس ورونالدو.
مواجهة تعرّض خلالها القائد قطب دفاع بشيكتاش التركي سايس لإصابة في الفخذ كان يعاني منها ضد إسبانيا، أرغمته على ترك مكانه لمدافع بريست الفرنسي أشرف داري في الدقيقة 57.
نهاية الحكاية أمام فرنسا
مرّة جديدة وأخيرة، حضر اسم أكرد على ورقة نصف النهائي ضد فرنسا، لكن في اللحظة الأخيرة، وكما غاب بونو عن المباراة الثانية، سُحب اسمه لمصلحة داري.
ثغرة دفاعية مطلع المباراة أمام نجمها أنطوان غريزمان، أثمرت هدفا سريعا للمدافع الفرنسي تيو هرنانديز في الدقيقة الخامسة، وعرج القائد رومان سايس مطالبا بتبديله، فخرج في الدقيقة 21، ودخل لاعب الوسط سليم أملاح بدلا منه.
وغير الركراكي خطته من خمسة مدافعين إلى أربعة، وتعرضت لضرر إضافي مع خروج مزراوي بين الشوطين، ورغم كل ذلك صمد المغرب وشكل خطرا على مرمى لوريس بتسديدات وركلات حرة لزياش وأكروباتيات في القائم، حتى حسم الأمر بالهدف الثاني للبديل راندال كولو مواني.
بونو: المباراة لم تكن سهلة
ذكر ياسين بونو، حارس المغرب، عقب الخسارة أمام فرنسا حاملة اللقب، أن «المقابلة لم تكن سهلة، لكن كان عندنا حلم الوصول للنهائي، وكنا واثقين من الفوز بها لكن لم يكتب».
وقال حارس الاسود: «أظن أن الشباب لعبوا مباراة كبيرة وبذلوا مجهودا جبارا، كانت لدينا فرص، الحمد لله لهذا الأداء. لا تزال أمامنا مباراة يجب أن نواجهها بنفس الجدية التي أظهرنا في المباريات الماضية».
وعن إصابات سايس وأكرد، أضاف: «صراحة الشباب الذين دخلوا أمس الأول سواء جواد (الياميق) أو أشرف (داري) قدما أداء كبيرا وكانا في مستوى كبير، لم نحس بغياب نايف أو رومان. هذه المجموعة أظهرت أنها قادرة على منافسة أكبر المنتخبات، لكن الهدف الأول صعب علينا المباراة، وأظهر المنتخب أن لديه شخصية، وخلق فرصا بعد هذا الهدف، ثم جاءت فرصة سجلوا منها هدفا بشيء من الحظ».
سايس: أردنا الذهاب للنهاية
أكد رومان سايس مدافع المغرب بعد الخسارة أمام فرنسا حاملة اللقب في الدور نصف النهائي لمونديال قطر 2022 أمس الاول، ان «هناك خيبة بالتأكيد لأننا منافسون، أردنا الذهاب حتى النهاية لكن يجب ألا ننسى أننا حققنا شيئاً استثنائياً لم ينته لأن هناك مباراة المركز الثالث، ويجب أن نحاول الفوز بها، وسيكون ذلك رائعاً».
وأضاف: هذا سيفيدنا للمستقبل، للبطولات المقبلة، إن كانت كأس العالم أو كأس الأمم الإفريقية المقبلة. كل شيء ممكن في كرة القدم، إذ قمنا بما يجب، وإن كانت لدينا الروحية والرغبة بتقديم كل شيء على أرض الملعب كي نجلب كأساً للمغرب. أريد أن أتوجه بالشكر لكل المغاربة لأنهم ساندونا طوال البطولة، إن كان في المغرب أو هنا. حظينا بمساندة استثنائية مع جمهورنا وبوجود عائلاتنا.
وعن الاصابة التي أدت إلى استبداله في الشوط الاول من اللقاء قال سايس: قمت بتجربة قبل المباراة وشعرت أني بحالة جيدة خلال الاحماء. لكن بعدها لسوء الحظ شعرت بالألم خلال حركة ما. ليس لدي أي ندم، كنت أفضل أن يحصل ذلك في الاحماء كي أترك مكاني للاعب آخر. هذه الأمور تحصل، هذا مكتوب.
من جانبه، قال بدر بانون مدافع المغرب بعد خسارة منتخب بلاده أمام نظيره الفرنسي في نصف نهائي مونديال قطر 2022 أمس الاول: حقق المغرب انجازاً كبيراً بفضل المجموعة. نصف النهائي أمام منتخبات كبيرة نتيجة جيدة لنا. قدّمنا أقصى جهودنا.
وأضاف: نفتخر بأننا مغاربة وعرب، نشكر جميع الافارقة والعرب على دعمنا خلال هذه البطولة. كنا نهدف الى بلوغ النهائي وإحراز اللقب، لكن الآن نبحث عن المركز الثالث الذي سيفخر به المغاربة فترة طويلة.
الإعلام العالمي يشيد بالمغاربة ويهنئ فرنسا
رغم عدم تمكنه من اقتناص بطاقة الترشح للمباراة النهائية في بطولة كأس العالم لكرة القدم، المقامة حالياً في قطر، عقب الخسارة صفر-2 أمام فرنسا، في الدور قبل النهائي للمسابقة، أمس الأول الأربعاء، فإن المنتخب المغربي تلقى إشادة جميع وسائل الإعلام العالمية، أمس الخميس.
وكان منتخب المغرب، الذي بات أول فريق عربي وافريقي يصل إلى الدور قبل النهائي في كأس العالم، يطمح لمواصلة مسيرته الخيالية في المونديال القطري، والصعود للمباراة النهائية في البطولة، لكن خبرة المنتخب الفرنسي حسمت الأمور لمصلحته، ليواجه الأرجنتين في النهائي بعد غد الأحد، على ملعب لوسيل.
ووصفت صحيفة ليكيب الفرنسية المنتخب المغربي بالشجاع، مشيرة إلى أن نجوم منتخب أسود الأطلس لم يمنحوا الفرصة للاعبي المنتخب الفرنسي للظهور بمستواهم المعتاد، لافتة الى أن منتخب فرنسا نجح رغم ذلك في بلوغ المباراة النهائية ليضرب موعداً من العيار الثقيل أمام منتخب الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي.
وأوضحت شبكة «سكاي سبورتس» الإخبارية، في تقريرها عن المباراة، أن منتخب المغرب، الذي حقق انتصارين تاريخيين على إسبانيا والبرتغال في الأدوار الإقصائية للمونديال القطري، لم يتأثر بالهدف المبكر الذي مني به مرماه في الدقيقة الخامسة عن طريق ثيو هيرنانديز، مضيفة أن المنتخب المغربي وضع نظيره الفرنسي في ضغط شديد، وقاتل نجومه ببسالة، رغم الظروف المعاكسة التي تعرض لها الفريق في ظل إجراء مديره الفني وليد الركراكي تبديلين اضطراريين قبل انطلاق الشوط الثاني.
وكتبت «ديلي ميل» البريطانية أن حلم منتخب المغرب بالتتويج بكأس العالم انتهى، رغم المحاولات الشجاعة التي قام بها نجومه للفوز على حامل اللقب، مبينة أن منتخب المغرب كان الطرف الأفضل والأقوى في معظم فترات اللقاء، فيما تعرض المنتخب الفرنسي للعديد من الأوقات الصعبة، ولم تبلغ نسبة استحواذ نجومه على الكرة خلال اللقاء سوى 39٪ فقط، وأضافت: «يا له من كأس عالم قدمه لنا هذا الفريق. لقد حقق مجداً حتى حينما تعرض لتلك الخسارة».
في المقابل، عنونت صحيفة لاغازيتا ديللو سبورت الإيطالية على موقعها الإلكتروني الرسمي: «فرنسا في النهائي لكن التصفيق والتحية يذهبان للمغرب»، مشيرة إلى أن منتخبي فرنسا والأرجنتين سيبحثان عن اللقب الثالث في كأس العالم، لكن أفضل قصة في المونديال كتبها المنتخب الإفريقي.
من ناحيتها، كتبت صحيفة «كورييري ديلا سبورت» الإيطالية أن حلم المغرب توقف عند نصف نهائي كأس العالم بقطر ضد فرنسا، حيث أوضحت أن «فريق المدرب وليد الركراكي أصبح بطل رحلة مثيرة وغير متوقعة، لكنه وصل إلى هدف تاريخي ببلوغ المربع الذهبي».
وتطرقت «ماركا» الإسبانية للحديث عن وليد الركراكي، حيث أشارت إلى أنه رغم الهزيمة وخيبة الأمل التي كانت واضحة في وجهه، لكنه دخل تاريخ المونديال، بعدما قاد فريقه ليصبح أول منتخب عربي وافريقي يظهر في الدور قبل النهائي لكأس العالم.
أما شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية فأبرزت لقطة «سجود» لاعبي منتخب المغرب عقب انتهاء المواجهة ضد فرنسا، مضيفة أن بطل العالم استغل الفرص التي حصل عليها لهز الشباك وترجمها لهدفين، بينما امتلك منتخب أسود الأطلس الكرة وصنع العديد من الهجمات، لكنه تعذر عليه العودة وإحراز التعديل.
من جانبها، ألقت شبكة روسيا اليوم الضوء على الجماهير المغربية التي احتشدت في مدرجات ملعب البيت، الذي استضاف اللقاء، حيث أوضحت أنها أبهرت الجميع بتشجيعها الفريق بحماس كبير تحت أنظار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي حضر المواجهة لمؤازرة منتخب بلاده.
الملك محمد السادس يشيد بأداء «أسود الأطلس»
أشاد ملك المغرب محمد السادس بأداء لاعبي بلاده، وذلك في اتصالين هاتفيين مع كلّ من المدرّب وليد الركراكي وقائد المنتخب رومان سايس.
وقالت وكالة الأنباء المغربية، إنّ العاهل المغربي نوّه في اتصاله مع الركراكي بنجاحه في تكوين فريق من اللاعبين «يتمتّع بالتماسك والروح القتالية، بما مكّنه من تسجيل حضور متميّز في هذه التظاهرة، وتشريف الشعب المغربي والجمهور العالمي من خلال قيمه الرياضية الرفيعة وموهبته النموذجية».
وفي اتصاله مع قائد المنتخب أعرب الملك محمد السادس عن «تهنئته الحارّة لمجموع الفريق».
والحلم الذي عاشته كل أرجاء المملكة جرّ إليه أيضاً الأفارقة والعرب وكلّ دولة غير واثقة بنفسها في مقارعة الكبار، بعدما تخطّى الفريق المغربي منتخبات أوروبية قوية، وسجّل اسمه في تاريخ البطولة كأول منتخب عربي وإفريقي يبلغ نصف النهائي.
ورغم خسارة أسود الأطلس من فرنسا (2-0)، لكنّ هذه النتيجة لم تمنعهم من التنويه بمسيرة مشرّفة لفريق حظي بحبّ كبير تخطّى الحدود.
ويلخّص المشجّع أسامة أبدوح هذا الشعور قائلاً «لقد لعبوا مباراة جيّدة لكنّ الحظ خانهم. واجهنا بندّية حامل اللقب، هذا رائع».
ويضيف الشاب الذي تابع المباراة بالدار البيضاء «هذا الفريق جعلنا نحلم حتى النهاية، أرفع لهم القبعة».
في المقابل كانت مشاعر الشاب حكيم سلامة أكثر مرارة، إذ ظلّ يتمنّى أن تستمرّ المسيرة الرائعة لأسود الأطلس، «لكنّنا ضيعنا فرصة القرن، أنا محبط».
وفي العاصمة الرباط وجّه بعض السائقين التحيّة إلى المنتخب بإطلاق العنان لمنبّهات سياراتهم، تحت السماء الماطرة، لكن بعيداً عن أجواء الفرح العارم التي كانت تغمر شوارع المدينة إثر كل انتصار كان أسود الأطلس يحقّقونه خلال الأسبوعين الأخيرين.
وفي حيّ درب السلطان الشعبي بالدار البيضاء قال البائع الجائل رشيد صديق قبيل ساعات من انطلاق المباراة إنّ «المنتخب الوطني حقّق معجزات منذ بدء المونديال... لذلك لست مهتماً كثيرا للربح أو الخسارة».
وأضاف الرجل الذي استبدل بيع حلويات بالأعلام الوطنية «لقد ربحوا احترام وإعجاب كلّ المغاربة، وهذا لا يقدّر بثمن».
وهذا الحي الشعبي الذي كان معقلاً لحركة المقاومة ضد الحماية الفرنسية في خمسينيات القرن الماضي يعدّ أيضاً من معاقل الكرة المغربية إذ ولد فيه في 1949 نادي الرجاء البيضاوي، أحد أكبر ناديين مغربيين ومن بين الأشهر في إفريقيا.
طابع خاص للمباراة
واكتست المباراة أمام فرنسا طابعاً خاصاً نظراً للعلاقات الوثيقة بين البلدين من جهة، وتزامنها من جهة ثانية مع فتور في علاقاتهما الدبلوماسية، ما جعل بعض التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي تحمّلها أبعادا سياسية.
وذهب الكاتب المغربي الطاهر بنجلون في تصريح لصحيفة «لوباريزيان» الفرنسية إلى حد مقارنة المباراة مع «أجواء استقلال المغرب»، العام 1956 بعد 44 عاماً من الحماية الفرنسية الإسبانية.
وفي غمرة الحماس والشغف الاستثنائيين اللذين خلقهما المنتخب، خصوصاً بعد تأهّله إلى نصف النهائي، خصّصت شركة الخطوط الجوية المغربية رحلات استثنائية منذ الثلاثاء لنقل أعداد إضافية من جماهير المنتخب إلى الدوحة لتشجيع الأسود.