وكأنه لم يكفنا شر المتهورين الذين حولوا شوارع الكويت إلى ساحات جحيم وموت حقيقية، لم يسلم منهم لا امرأة ولا رجل، لم يسلم منهم حتى المحافظون على سرعة عرباتهم، الملتزمون بخطوط سيرهم، تهور وتحرش بخلق الله وصل عند البعض إلى حد التنمر على الوافدين خصوصاً، إزعاج وأصوات مرتفعة تثير الأعصاب، و«تشفيط» عند الإشارات المرورية وفي المناطق السكنية، ورمي قاذوراتهم بكل وقاحة في الشوارع، فهناك مشكلة أخرى وهي تهور بعض سائقي «الباصات» أو الحافلات، فهذه الباصات كثيرة العدد تملكها ثلاث شركات نقل عام مرخصة، وهي تجوب شوارع الكويت، وتتنافس فيما بينها في سوق محدود في محاولة لاستقطاب أكبر عدد من ركابها، وهذا من حقها.

إلا أنه ليس من حقها تحويل هذه الحافلات الضخمة إلى عربات سباق في الطرقات العامة والفرعية، فهم يتعاملون معها وكأنها سيارات أجرة عادية، لا يتقيدون بالوقوف في الأماكن المخصصة لهم وللركاب، إنهم يتوقفون عند أول راكب يلاقيهم في طريقهم، لا يتورعون عن الوقوف في أي مكان مما يسبب خطورة قصوى على مستخدمي الطرقات، بل ويخلّون حتى بانسيابيتها، ويكونون أحد أسباب الحوادث.

Ad

إنهم يتنافسون فيما بينهم ويتسابقون حرفياً في الشوارع، وحصلت عدة مرات مشادات بين سائقي تلك الباصات وصلت إلى حد العراك. تصرفاتهم تشكل خطراً على مستخدمي شوارع الكويت، إنهم يعطون صورة غير حضارية عن تلك الشركات، ويجب وضع حد رسمي صارم ضد المتهورين منهم.

***

كم نتمنى أن تطبق وزارة الداخلية على هذه النوعية من المتهورين، سائقي الجحيم، ما تطبقه بعض الدول ومنها الخليجية، ككبس عرباتهم ودراجاتهم البخارية أو تحويلها إلى برادات حديد أمام أعينهم، حتى يتأدبوا، وحتى يكونوا عبرة لغيرهم، فالوضع المروري في الكويت وصل إلى حد خطير لا يمكن السكوت عنه، أو التساهل فيه، والتغاضي عنه.