إن الهدف من وجود مؤسسات التقييم التعليمي والأكاديمي هو ضمان جودة مستوى التعليم الذي تقدمه مؤسسات التعليم الجامعي والعالي، وبيان المستويات الأكاديمية لهذه الجامعات لأصحاب المصالح من طلبة أو أكاديميين أو باحثين أو رجال مال وأعمال، وتوجد العديد من المؤسسات والهيئات والمنظمات العالمية المتخصصة في مجال التقييم التعليمي والأكاديمي في العالم، حيث تنشر هذه المؤسسات والمنظمات المتخصصة تقاريرها السنوية مثل جمعية (ACBSP)، (AACSB)، وتحظى تقارير مؤسسات ومنظمات التصنيف والتقييم الأكاديمي باهتمام العلماء والباحثين والمختصين والعاملين فئ القطاعين الحكومي والخاص، وكذلك بعض المؤسسات الإقليميّة والدولية.
ومن أقدم وأهم وأشهر منظمات ومؤسسات التصنيف العالمي للجامعات وأكثرها تأثيراً ثلاث مؤسسات عالمية هي:
أولاً- مقياس World university Ranking (QS) هو أحد أفضل التصنيفات العالمية لقياس أداء الجامعات في جميع أنحاء العالم، و«كيو إس» العالمي للجامعات (World University Rankings) (QS)
وهو منشور سنوي لتصنيفات الجامعات يصدر عن مؤسسة Quacquarellu Symonds البريطانية المتخصصة في مجال التعليم، وقد نُشِرَت أول نسخة من هذا التصنيف عام 2004 بالتعاون مع مؤسسة Times Higher Education يُعرف حينها باسم Times Higher Education - QS World University Rankings وفي عام 2009 قررت كلتا المؤسستين الانفصال وإصدار تصنيف منفصل لكل منهما، ويعتمد تصنيف «كيو إس» العالمي للجامعات على 6 عوامل رئيسة في تقييم الجامعات، وهي:
1. السمعة الأكاديمية (40%).
2. السمعة في مجال توظيف الخريجين (10%).
3. نسبة الأساتذة إلى الطلاب (20%).
4. نسبة الاقتباس البحثي إلى عدد أعضاء هيئة التدريس (20%).
5. نسبة أعضاء هيئة التدريس الدوليين (5%).
6. نسبة الطلاب الدوليين بالجامعة (5%).
ويوجد في مؤسسات (QS) وحدة تحليل لتجميع وتقييم البيانات الخاصة بالتصنيفات، وتفصح عن آلية جمع وتحليل البيانات والمعلومات والأكاديميين المشاركين في جمع وتوثيق المعلومات والبيانات، وعليه فإن درجة المصداقية فيها عالية ونسبة الوثوق بنتائج وتحليلات مؤسسة (QS) تصل لنسبة 99%.
ثانياً- مقياس تصنيف شنغهاي للجامعات Shanghai Ranking Consultancy التصنيف الأكاديمي للجامعات العالمية:وهو إحدى الجامعات البحثية الحكومية في جمهورية الصين الشعبية، التي تصدر التصنيف الأكاديمي العالمي للجامعات، وقد صدر أول تصنيف عام 2003م من معهد التعليم العالي بالجامعة، وكان الهدف من إصداره معرفة وتحديد موقع الجامعات الصينية في مجال التعليم العالي بين الجامعات العالمية من حيث الأداء الأكاديمي والبحث العلمي ومحاولة تقليص الفجوة بينها وبين أفضل الجامعات النخبوية في العالم.
وتصنيف شنغهاي العالمي للجامعات الذي يعرف بـ «التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم» (ARWU) Acadermic Rankings of World Universities يعتمد على الأداء فيما يتعلق بالبحوث العلمية، حيث ان هناك 6 معايير للتصنيف هي:
1. الحائزون جوائز نوبل سواء من خلال الدراسة أو التدريس (20%) من العلامة الممنوحة.2. نجاح الخريجين (10%).
3. حجم الدراسات والأبحاث المنشورة في مجلتي «ناتشر» و«ساينس» البريطانيتين (20%).
4. نسبة الإشارة إلى تلك البحوث والجامعات في وسائل الإعلام والمجلات العلمية (20%).
5. نسبة الإشارة إلى الباحثين في السنوات الخمس الأخيرة (20%).
6. الأداء الأكاديمي (10%).
ويقوم هذا التصنيف بفحص 2000 جامعة في العالم من أصل قرابة 10.000 جامعة مسجلة في اليونسكو امتلكت المؤهلات الأولية للمنافسة، وفي التقرير النهائي يرتب فقط أول 500 جامعة على مستوى العالم، ويعتبر تصنيف (QS) الأكثر اعتماداً على مستوى العالم.
ثالثاً- مقياس مجلة تايمز للتعليم العاليTimes Higher Education (THE)كان تصنيف مجلة تايمز للتعليم العالي للجامعات العالمية خلال الفترة من 2004 حتى 2009 يتم بالتعاون مع مؤسسة (QS) ثم تحولت المجلة للتعاون مع مؤسسة تومسون رويترز Thamson Reuters Cooperation في نشر نظام جديد يضم تصنيفا لأفضل الجامعات في آسيا وأميركا اللاتينية، والدول ذات الاقتصادات الناشئة، ويتم التصنيف وينشر سنوياً بمجلة تايمز للتعليم العالي، ويضم هذا التصنيف 13 معياراً مجمعة تحت خمس فئات رئيسة هي:
1. (30%) التدريس وبيئة التعليم.
2. (30%) البحث حجم الدخل والسمعة.
3. (32.5%) الاستشهادات بأبحاث الجامعة والمؤسّسة البحثية.
4. (5%) التنوع والمكانة الدولية.
5. (2.5%) (حجم الدخل).
ويشكك بعضهم في صحة البيانات المتاحة عالميًا، حيث يرون أن التصنيفات الأكاديمية تحتوي على تحيزات تجاه العلوم الطبيعية بسبب المصادر الببليومترية المستخدمة، وكذلك تجاه النشر في المجلات باللغة الإنكليزية، كما يرى بعضهم أن بعض جهات التقييم الأكاديمي وخاصة (QS) و(THE) تستخدم استطلاعات الرأي الخاصة بالسمعة، حيث تعرضت صحة هذه الاستطلاعات لانتقادات شديدة من معظم الخبراء حول درجة موثوقية هذه الاستطلاعات بمجرد سؤال مجموعة عشوائية من المعلمين وأصحاب المصلحة وغيرهم من المشاركين في المشروع الأكاديمي عن آرائهم.
وهناك شك وجدال كبير حول تفسير ودقة التصنيفات والافتقار إلى الإجماع في عملية التقييم والتصنيف بسبب التنوع المتزايد في منهجيات وطرق وأساليب التصنيف والانتقادات المصاحبة لكل منها، كما يرى بعض المنتقدين لمنظمات ومؤسسات التقييم الأكاديمي بإمكانية التلاعب بأنظمة التصنيف من خلال الاستشهادات الذاتية المفرطة أو من خلال دعم الباحثين لبعضهم في الاستطلاعات.
وبالرغم من هذه الانتقادات فإن تقارير منظمات ومؤسسات التصنيف والتقييم الأكاديمية العالمية مهمة وضرورية للتعرف على جودة التعليم والمستوى الأكاديمي في هذه الجامعات والمؤسسات الأكاديمية ومقارنة بعضها مع بعض عاماً بعد عام، وكذلك مقارنتها مع مستوى وجودة التعليم الأكاديمي مع دول أخرى سواء في المحيط الإقليمي أو العالمي.
وفي الختام أتمنى أن أكون قد ساهمت في هذا المقال بإعطاء فكرة مختصرة وسريعة عن بعض منظمات ومؤسسات التقييم التعليمي والتصنيف الأكاديمي.
ودمتم سالمين.