«ليلة تكريم الفنان محمد البلوشي»... العنوان الأبرز في افتتاح الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان الموسيقى الدولي، الذي انطلق اليوم برعاية وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، ويحتضنها المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الثقافي، من 18 حتى 22 الجاري.

بدأ حفل الافتتاح بكلمة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة د. محمد الجسار، قال فيها: «أرحب بكم في حفل افتتاح مهرجان الموسيقى الدولي الرابع والعشرين، الذي أسسه المجلس الوطني للثقافة العام 1995، ليخلد التراث الموسيقي الكويتي والعربي، ويحيي ذكرى تاريخ الفن والإرث للأجيال القادمة، ويعد إحياء الألحان التي خلدها نجوم الفن الكويتي والعربي».

وأضاف الجسار: «أن المجلس الوطني يتحدى ذاته في كل عام ليرتقي بكل المهرجانات والأنشطة والفعاليات المقدمة لتساير وتواكب متطلبات الشباب وتغيرات الوقت، وتسارعات الزمن، مراعين إرثنا الوطني، محافظين على تراثنا الفني، ونحن في المجلس الوطني نولي المحافظة على تراثنا الفني اهتماماً كبيراً، بالتعاون مع مختلف المؤسسات والقطاعات من داخل المجلس وخارجه».

وأضاف: «حرصنا على أن يحمل مهرجان الموسيقى الدولي في دورته الحالية تبادلا ثقافيا وفنيا بين الشعوب والبلدان من جميع الأقطار الخليجية والعربية، والغربية، وركزنا على أن يكون المهرجان مختلفاً، من خلال تنوع أمسياته الموسيقية، والورش الفنية، والندوات المصاحبة الممتدة طوال مدة المهرجان، وتكريم كل فنان ترك بصمة فنية وإرثاً موسيقياً يخلد في الذاكرة».

من جانبه، ذكر الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس مساعد الزامل، في كلمته: «لقد حرصنا منذ الوهلة الأولى على أن تكون المؤسسات الأكاديمية الفنية والثقافية شريكة في التخطيط، ممثلة في المعهد العالي للفنون الموسيقية، وقسم الموسيقى في المعهد التطبيقي، ومركز جابر الأحمد الثقافي، وكذلك نخبة من العاملين في المجلس الوطني، لتحملهم المسؤولية ميدانيا لقيادة العمل الثقافي مستقبلا».

وأضاف الزامل: «رأت اللجنة العليا بالإجماع اختيار الفنان القدير محمد البلوشي شخصية المهرجان، لما له من تاريخ فني مفعم بالعطاء على جميع المستويات الفنية محلياً، وخليجياً، وعربيا، وكذلك اختيار الشخصيات المكرمة، وأيضاً حرصنا على التنوع الفني لتكون ليالينا الفنية كويتية خليجية عربية عالمية تتوافق مع الأهداف والغايات التي أنشئ من أجلها المهرجان. وتأكيداً منا على الأطر الأكاديمية رأت اللجنة العليا إقامة ندوة فكرية حول الأغنية من العربية إلى العالمية».

فيلم قصير وتكريم

بعد ذلك تم عرض فيلم قصير تضمن شهادات من زملاء درب البلوشي، ومنهم الشاعر ساهر، والشاعر الغنائي أحمد الشرقاوي، والملحن غنام الديكان، إضافة إلى الملحن أنور عبدالله. وخلال الحفل كرم د. الجسار والزامل نخبة من الفنانين الذين أسهموا بأعمالهم في إثراء الساحة الموسيقية والطربية العربية، وهم: عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية سابقاً الدكتور يوسف الرشيد، ومن البحرين المطرب والملحن إبراهيم حبیب، وأيضا الفنان محمد المرزوقي من قطر، والفنانة هناء محمد العشماوي، والفنانة لطيفة التونسية.

وفي غضون ذلك، تمت دعوة المحتفى به الفنان القدير محمد البلوشي إلى الصعود على خشبة المسرح لتكريمه، فنال تكريماً مستحقاً عن مجمل مشواره في الغناء والتلحين، ثم قال البلوشي: «أنا سعيد بتكريمي في مهرجان الموسيقى الدولي في دورته الـ24، وأشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تكريمي في هذا اليوم، وأتشرف بأن أكون في افتتاحية المهرجان مع نخبة من الفنانين الذين شاركوا معي في الحفل، وقاموا بغناء باقة من الأغاني التي غنيتها ولحنتها، وأتمنى أن تنال هذه الاحتفالية استحسان الجماهير وأن تكون ليلة لا تنسى».

بعدها، صعد المايسترو الدكتور محمد البعيجان وفرقته الموسيقية على المسرح، لبدء الأمسية الغنائية التي شارك فيها الفنانون فيصل السعد، فهد السالم، حمد المانع، مساعد البلوشي، حيث تغنوا بروائع الأغاني والألحان التي قدمها البلوشي، إذ غنى في الوصلة الأولى الفنان فهد السالم «من شكالي»، و«كثر الله خيرك»، وقدم الفنان مساعد البلوشي «حبيبي عسى ربي»، و«سألنا عنك»، و«شقاوي»، وغنى فيصل السعد «شالعجب» و«يلي واه»، «هو يا هو»، وفي الوصلة الثانية ادى حمد المانع «يا للأسف» و«دار الهوى» و«جعل السحاب»، وغنى الكورال «ميدلي منوعات»، وجاء دور المحتفى به وشخصية المهرجان الفنان محمد البلوشي، الذي أبدع في غناء عدد من أغنياته: «كل شي معقول»، و«يا سعود»، و«يا نار شبي».

بدوره، قال مدير إدارة الموسيقى والتراث الشعبي بالإنابة مدير إدارة الاتصال والاعلام في المجلس يوسف الجمعان إن مهرجان الموسيقى الدولي، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، يعد حدثا سنويا يسلط الضوء على الإبداعات الموسيقية، ويهدف إلى الاحتفاء بالفنانين الذين أسهموا في إثراء الساحة الموسيقية.

صديق وزميل

وعلى هامش الاحتفالية، ذكر الفنان فيصل السعد: «أنا سعيد بأن أكون مشاركا في تكريم الفنان محمد البلوشي، كونه صديقا وزميلا أيام فرقة التلفزيون».

أما الفنان مساعد البلوشي فقال: «أتشرف بالمشاركة في الحفل، والبلوشي ذو صوت جميل، وقدم روائع الأغنية الكويتية والخليجية، وما زالت تغنى إلى يومنا هذا».

Ad

الضيوف العرب: الكويت ستظل مزدهرة بالفنون والموسيقى

أشاد الضيوف العرب بمهرجان الموسيقى الدولي، حيث قال المطرب القطري علي عبدالستار: «أشكر المجلس الوطني على هذه الدعوة الكريمة لحضور فعاليات المهرجان بالكويت، وخطواتهم السباقة للمزيد من التألق الكويتي في الفنون والموسيقى والدراما».

وأعرب المطرب الإماراتي محمد المازم عن سعادته بالتواجد بين أهله في الكويت بعد غياب ١٤ سنة، بدعوة كريمة من المجلس الوطني والفنان محمد البلوشي، متمنياً أن تظل الكويت مزدهرة بالفنون والموسيقى، وأكد أن الكويت أساس الفن في الخليج، حيث تجمع وتضم عمالقة الفن الموجودين بها.

وشددت ممثلة المجمع العربي للموسيقى من سلطنة عمان رؤى اللمكي على أن الوجود وسط هذه النخبة الفنية الكبيرة على مستوى الكويت والوطن العربي شيء يدعو للفخر والسعادة، مؤكدة أن الكويت أكبر البلدان الداعمة للفنون والثقافة بالخليج والوطن العربي.

وأعربت وزيرة الثقافة المصرية السابقة رئيسة الأكاديمية المتحدة للإعلام د. إيناس عبدالدايم عن سعادتها بالتواجد في الكويت الرائدة في الفنون، والتي تساهم من خلال مهرجان الموسيقى الدولي في جمع باقة كبيرة من الفنانين من جميع البلدان العربية، لخلق حالة موسيقية وفنية رائعة، فضلا عن تكريم مجموعة من الأسماء الموسيقية الهامة.

وتوجه الملحن القطري مدير إذاعة صوت الخليج محمد المرزوقي بالشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الدعوة الكريمة واختياره ضمن قائمة الفنانين المكرمين من عدة دول خليجية وعربية، كما بارك للفنان محمد البلوشي كشخصية المهرجان المكرمة في الدورة الحالية، وشدد على أن الكويت كانت منذ الستينيات وما زالت عاصمة الثقافة والفنون والإعلام والموسيقى.

من ناحيتها، أكدت المطربة التونسية لطيفة سعادتها بدعوتها للتكريم في النسخة الحالية من المهرجان، وحضورها الى الكويت، وشكرت كل من رشحها لهذه الجائزة، وأشارت إلى أنها منذ وصولها إلى الكويت شعرت بفخامة التنظيم على غرار المهرجانات العالمية الكبرى، كما شعرت بالحب والترحيب والكرم والفخر بما تتمتع به الكويت من نظام وحفاوة استقبال بالضيوف.

وأكدت لطيفة أهمية أن يلتقى الموسيقيون والفنانون في مثل هذه الفعاليات لتبادل الخبرات، مشيرة الى حبها الشديد لجمهور الكويت الوفي الذي يدعم كل أعمالها حتى آخر ألبوم غنائي «مفيش ممنوع» الذي لاقى نجاحا كبيرا عربيا وخليجيا.