بايدن يسمح لأوكرانيا بقصف روسيا بصواريخ بعيدة المدى
موسكو تتهمه بصب الزيت على النار قبل مغادرة البيت الأبيض
• انقسام أوروبي حول الخطوة... والصين تدعو إلى تسريع وقف النار
لوحت روسيا، أمس، بحرب عالمية ثالثة، عقب تقارير أميركية حول سماح الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي شارفت ولايته على الانتهاء، للقوات الأوكرانية باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى لضرب أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية، في تحوّل كبيرٍ بالسياسة الأميركية، أثار ردود فعل دولية.
وأفادت تقارير نشرت أمس الأول في وسائل إعلامية أميركية، من بينها «أسوشيتد برس» وصحيفتا «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، بأن قرار بايدن، الذي لم تؤكده واشنطن رسمياً، يسمح لكييف باستخدام صواريخ «أتاكمز» التي يبلغ مداها نحو 305 كيلومترات، لاستهداف مواقع روسية.
ومن شأن هذه الصواريخ أن تسمح لأوكرانيا باستهداف مواقع لوجستية للجيش الروسي ومطارات تقلع منها مقاتلاتها.
ونقلت «أسوشيتد برس» عن أحد المصادر أن هذه الأسلحة سوف تستخدم على الأرجح رداً على قرار كوريا الشمالية إرسال الآلاف من جنودها إلى روسيا لدعمها في الحرب.
وتعهدت إدارة بايدن بدعم كييف قدر المستطاع لتعزيز موقفها قبل تولي دونالد ترامب السلطة في 20 يناير المقبل، في ظل تعهد الرئيس المنتخب بالحد من الدعم الأميركي لكييف وإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن ولو كان ذلك يقتضي تنازل أوكرانيا عن أراضٍ تحتلها روسيا.
وفي ردود الفعل، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحذر بتلك الأنباء، منبهاً إلى أن «الضربات لا يتم تنفيذها بالكلمات»، وأن «الصواريخ ستتحدث عن نفسها».
وفي موسكو، رأى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن قرار بايدن من شأنه أن «يصب الزيت على النار»، محذراً من أن هذا الإذن، في حال أكدته واشنطن رسمياً، سيؤدي إلى «وضع جديد تماماً فيما يتعلق بضلوع الولايات المتحدة في هذا النزاع».
من ناحيته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما، النائب الروسي ليونيد سلوتسكي، إن القرار الأميركي «يُعدّ خطوة غير مسبوقة تضع العالم على حافة حرب عالمية ثالثة»، مؤكداً أن «روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الاستفزاز، والرد سيكون فورياً وقاسياً».
في المقابل، دعت الصين إلى «وقف إطلاق نار سريع وحل سياسي»، في حين انقسمت أوروبا بشأن القرار.
وقالت فرنسا إن استخدام صواريخها على الأراضي الروسية يظل «خياراً»، في حين عبّرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن تأييدها لقرار بايدن، غير أن المستشار أولاف شولتس الذي تحدث الأسبوع الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً لأول مرة منذ عامين، جدد رفضه تسليم كييف صواريخ «تاوروس» الألمانية بعيدة المدى.
وبينما أعرب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قبل اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل، عن أمله أن يتفق أعضاء التكتل على السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة المقدمة لها في تنفيذ ضربات داخل روسيا، كرر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، من بروكسل، موقف بلاده بشأن الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا، مشدداً على أنه «لا يمكن استخدامها إلا داخل الأراضي الأوكرانية فقط».
أما الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون فاعتبر أن الغرب يستخدم الجيش الأوكراني كـ «قوات صدمة» لمحاربة روسيا ويستخدم الصراع في أوكرانيا «لتوسيع نطاق تدخلاته العسكرية على مستوى العالم»، مخاطراً باندلاع «حرب عالمية ثالثة».
وتعهد كيم بأن تعزز بلاده دفاعها عن الأسلحة النووية «دون حدود»، داعياً الجيش إلى الاستعداد للحرب.