في خضم التصعيد الإسرائيلي الدامي والمستمر على غزة، وبعد اجتماع ضم عدداً من الوزراء في الحكومة الإسرائيلية ورؤساء المؤسسة الأمنية حول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن موقف سلبي تجاه إنهاء الحرب، في خطوة تظهر أن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية لم يحرك تل أبيب باتجاه العمل من أجل حل جدّي.

وقال نتنياهو أمس، إن «حماس تريد اتفاقاً ينهي الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، لست مستعداً لذلك بأي شكل من الأشكال»، في وقت أفادت تقارير بأن رئيس الموساد، ديفيد برنياع، قدم «خطة جديدة» تشمل إبداء المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس منذ 409 أيام، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية دون إعطاء تفاصيل.

Ad

وأكدت هيئة الإذاعة (كان) أن نتنياهو وافق على مناقشة مفاوضات صفقة الرهائن، رغم تدخله في مراحل الحرب لإيقاف تنفيذ أي اتفاق وإكمال خطته العسكرية في غزة، موضحة أن المناقشات تطرقت الى كيفية قيام إسرائيل بتأمين حرية الرهائن «من خلال أطر إضافية».

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن محاولة قادة الأجهزة تحريك ملف المحتجزين نابع من الخشية على مصير نحو 51 على قيد الحياة من أصل 101، فيما باتت حكومة نتنياهو تدفع باتجاه اتفاق قصير الأمد، يشمل وقفاً جزئياً لإطلاق النار وتبادل عدد صغير من المحتجزين. جاء ذلك، فيما أفاد موقع والاه العبري بأن وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، زار الإمارات نهاية الأسبوع، والتقى وزير الخارجية عبدالله بن زايد، وناقش معه الحرب في لبنان وغزة وخطة اليوم التالي للحرب في غزة. وكان دريمر زار واشنطن، حيث التقى مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن وآخرين في فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب، كما زار روسيا.

«حماس» وتركيا

وفيما تشهد الوساطة تقلبات كبيرة، خصوصاً مع تجميد قطر جهودها المشتركة مع مصر والولايات المتحدة، نفى مصدر دبلوماسي تركي أمس، نقل المكتب السياسي لحركة حماس إلى تركيا، مضيفاً أن قياداتها يزورونها من وقت لآخر، والعديد منهم مقيم فيها مع عائلاتهم.

وكانت صحيفة تايمز أوف إسرائيل نقلت عن دبلوماسي عربي أن كبار أعضاء قيادة حماس في الخارج غادروا قطر الأسبوع الماضي إلى تركيا، وقلل من أهمية هذه الخطوة بالنسبة للحركة، لأن قيادتها في الخارج تقضي بالفعل الكثير من وقتها في تركيا عندما لا تعقد اجتماعات في قطر. إلى ذلك، اقترح مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل، مشيراً إلى ما تقترفه في غزة.

وقال بوريل: «حاول كثيرون وقف الحرب لكن هذا لم يحدث حتى الآن. ولا أرى أملاً في أن يحدث، لذا يتعين علينا أن نضغط على الحكومة الإسرائيلية، كذلك على حماس بالطبع». وفي موقف مخالف، قال وزير الخارجية الهولندي، كاسبر فيلدكامب، إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مواصلة الحوار مع إسرائيل.

على الأرض، صعّدت إسرائيل من عملياتها العسكرية في مناطق عدة بغزة، ورفعت من وتيرة القصف، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى أغلبهم في الشمال.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة، إن أربعة من بينهم طفلان قُتلوا في ضربة إسرائيلية على مخيم في منطقة المواصي الساحلية، كما قُتل اثنان آخران في ملاجئ مؤقتة للنازحين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وآخر في نيران تسببت فيها طائرة مسيّرة. وفي بيت لاهيا شمال قطاع غزة، قال مسعفون إن ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفت منزلاً وقتلت شخصين على الأقل، وفي مدينة غزة قتل خمسة أشخاص، وفي مخيم النصيرات وسط القطاع قتل أربعة. إلى ذلك، وتحت عنوان «دراما في السجن» أفادت صحيفة معاريف العبرية بالعثور على حبل معلق في زنزانة إيلي فيلدشتاين (المتحدث العسكري باسم نتنياهو) المتهم بتسريب وثائق حساسة لوسائل إعلام أضرت بجهود إطلاق سراح الأسرى.

وأضافت أنه تم القبض على فيلدشتاين قبل وقت قصير من محاولته إنهاء حياته، كما تم العثور على رسالة في الزنزانة. وقالت «يديعوت أحرونوت» إنه في الرسالة التي عثر عليها في زنزانة فيلدشتاين كتب: «لا أعرف كيف أتعايش مع هذا الأمر، وأنا جالس هنا كإرهابيين آخرين».