أعلنت إيران رسمياً أن الباب مفتوح أمام إجراء مفاوضات مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بعد أن كشفت «الجريدة» عن تحضيرات لعقد لقاء بين ممثلين عن طهران وعن فريق ترامب في مدينة إسطنبول التركية، وبعد اللقاء الذي جمع ملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني الذي أكدت «الجريدة» أنه جرى بالفعل رغم النفي الإيراني الرسمي.
وقال معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية مجيد تخت روانتشي لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إن «إيران تركت الباب مفتوحاً للمفاوضات مع إدارة ترامب المستقبلية». وأضاف روانتشي: إذا اتخذ ترامب نهجاً متشدداً مرة أخرى تجاه ايران، فإن «أقصى قدر من الضغط سيقابل بأقصى قدر من المقاومة سنواصل الالتفاف على العقوبات. وسنقوم بتنويع شركائنا التجاريين وتعزيز علاقاتنا الإقليمية للحفاظ على السلام».
وأكد المسؤول الإيراني: «نحن على استعداد لمواجهة أي حرب مفروضة ونحن مستمرون في دعم حركة المقاومة». إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي أمس، إن بلاده «تتخذ كل الاجراءات لحماية منشآتها النووية»، رداً على سؤال حول التهديدات الإسرائيلية بقصف المنشآت النووية الايرانية، مضيفاً أن «مثل هذه التهديدات تشكل تهديدات للأمن القومي للدول ويجب على الأمم المتحدة أن ترد بشكل حاسم عليها».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران قد توقفت عن تنفيذ عملية «الوعد الصادق 3» بعد انتخاب الرئيس الجمهوري دونال ترامب، جدد بقائي تأكيد بلده على أنها لن تطلب الإذن من أحد للدفاع عن سلامة أراضيها وسيادتها وستقوم بالرد اللازم على العدوان الذي ارتكب بحقها في 26 أكتوبر الماضي. وفيما يتعلق بآخر تطورات العلاقات بين إيران والولايات المتحدة مع قرب عودة ترامب والتسريبات عن استعداد فريقه الرئاسي لفرض أوامر تنفيذيه ترمي لإفلاس طهران بأقرب وقت لدفعها باتجاه تنازلات إقليمية ونووية، أشار المتحدث إلى أن قناة الاتصال بين إيران والولايات المتحدة عبر مكتب حماية المصالح الأميركية التابع للسفارة السويسرية قائمة، معتبراً أن حصر وتقليص القضايا بين أميركا وإيران في شخص أو حكومة معينة ليس بالنهج الواقعي.
وأشار المتحدث إلى أن «إيران لن تلتزم الصمت حيال العقوبات الأوروبية على الاقتصاد الإيراني» معتبراً أن «بعض الدول الأوروبية مصرة على المواجهة التي لا تصب في مصلحة أحد».
في موازاة ذلك، انتقد وزیر الخارجیة الإیراني عباس عراقجي الجهات الداخلية التي «تجاهلت النفي الرسمي» لانعقاد اجتماع بين مندوب طهران في الأمم المتحدة أمیر سعید إیرواني ورجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك الذي انضم إلى فريق ترامب وقامت بتوجيه الانتقادات للاجتماع وحللت سلبياته دون انعقاده من الأساس.
وتابع الوزير: «بعض الأشخاص الذین رغبوا في عقد هذا اللقاء، قبلوا هذه الإشاعة دون دلیل وأیدوها وقاموا بتحلیلها. والبعض الآخر أطلقوا اتهامات علی عجل وتجاهلوا عملیة صنع القرار في مجال السیاسة الخارجیة في البلاد، ویظنون أن الحكومة ارتكبت خطأ». ورأى عراقجي أن السیاسة الخارجیة لیست مكاناً لإصدار أحكام مسبقة والواقعیة تعنی الحكم علی أساس الأدلة. وشدد بالقول: «عندما لا یقع حدث ما، سواء أحببنا ذلك أم لا، سواء کان صواباً أم خطأ، فإنه لم یحدث علی أي حال ویجب إنكاره».
من جانب آخر، وبعد سريان إشاعات عن دخوله في غيبوبة، نشرت مواقع إيرانية فيديو يظهر المرشد الإيراني علي خامنئي، مجتمعاً مع السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني الذي أصيب في تفجيرات «البيجر».