السفير الفرنسي: علاقتنا مع الكويت متجذرة وتتميز بالتزام سياسي وعسكري قوي
جوفين: وجود 30 شركة فرنسية بالكويت يؤكد الشراكة الاقتصادية الرائدة
• «الكويت احتلت المرتبة الرابعة بين أكبر مورّدي النفط لفرنسا منذ الستينيات»
وصف سفير فرنسا لدى البلاد، أوليفييه جوفين، العلاقة بين بلاده والكويت بأنها "متجذرة في التاريخ، حيث رسم الجغرافيون الملوك الفرنسيون الخرائط الأولى للمنطقة، التي تضم مدينة الكويت منذ القرنين السابع عشر والثامن عشر"، لافتاً في كلمة ألقاها خلال حفل تعارفي مع الصحافيين، إلى أنه "في أوائل القرن العشرين، كانت اللآلئ الكويتية تحظى بتقدير كبير من صائغي المجوهرات في الشانزليزيه، مما ساهم في نجاح العلامة التجارية الفرنسية الشهيرة (كارتييه)، ومع اكتشاف النفط، أصبحت الكويت مورداً رئيسياً للطاقة في فرنسا، حيث احتلت المرتبة الرابعة بين أكبر مورديها في الستينيات".
وقال إن "العلاقة بين فرنسا والكويت تتميز بالالتزام السياسي والعسكري القوي من جانب فرنسا، حيث اعترفت بدولة الكويت بعد شهرين فقط من إعلان استقلالها عام 1961، وبإرسال قوات فرنسية كجزء من التحالف الدولي خلال حرب تحرير الكويت العام 1991"، موضحاً أن "مشاركة 18 ألف جندي فرنسي في عملية داجيت تعكس عمق علاقتنا بالكويت".
وقال: "لقد ضحى بعض جنودنا بحياتهم دفاعاً عن استقلال الكويت وسيادتها، وبالتالي طبعوا صداقتنا بالتضحية، وهذا الالتزام هو الخيط الموجّه للصداقة بين فرنسا والكويت، القائمة على الثقة والاحترام المتبادل والتضامن الثابت".
وفي حديثه عن انطباعاته الأولية عن الكويت التي وصلها في أواخر أغسطس الماضي، قال جوفين: "لقد أعجبت بالحرارة، ولم أكن معتاداً على درجات حرارة كهذه، مناخ الكويت دافئ، لكن الناس أكثر دفئاً. إن دفء شعبها هو الذي أعجبني أكثر".
وأعرب السفير الفرنسي عن طموحه لتعزيز التبادل الأكاديمي، وزيادة عدد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في فرنسا: "لقد درس العديد من الكويتيين، الخبراء المعترف بهم في مجالات مثل العلوم والقانون والأمن والعلاقات الدولية أو العلوم الإنسانية، في فرنسا، ويتحدثون عن كيف كانت هذه التجربة بمنزلة أصل قيم في حياتهم المهنية، مضيفاً "أنا معجب بالعدد الكبير من المتحدثين بالفرنسية في الكويت، والذين غالباً ما أكتشفهم مصادفة في المحادثات، وخاصة في الديوانيات".
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد السفير التزامه بمواصلة تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيراً إلى أنه مع وجود أكثر من 30 شركة في الكويت، تعد فرنسا الشريك الاقتصادي الأوروبي الرائد للبلاد، عبر قطاعات مثل الدفاع والطاقة والضيافة والرعاية الصحية والبنية التحتية والأغذية الزراعية والسلع الفاخرة".
وأضاف أن شركاتهم تعرض التميز والخبرة الفرنسية، مؤكداً اهتمام المجموعات الفرنسية بمشاريع التنمية في الكويت ضمن رؤية "كويت جديدة 2035"، حيث تقدم الشركات الفرنسية حلولاً مبتكرة في مجالات مثل الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والنقل والاقتصاد المستدام وإدارة التحديات المتعلقة بالمناخ.