وسط النيران الملتهبة في الشرق الأوسط، اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أحد حلفائه المقربين، «تنين العقارات» ستيف ويتكوف، مبعوثه لإخماد حرائق المنطقة. ورغم أنه لا يتمتع بخبرة دبلوماسية، فإنه أحد أقطاب العقارات وصانع صفقات ناجح في الولايات المتحدة.
وقد يكون إيلون ماسك «الصديق المفضل» الجديد الأكثر وضوحاً لترامب، منذ أن ألقى بثقله وأمواله خلف حملة الرئيس المنتخب، الذي رشح ويتكوف ليكون مبعوثه للشرق الأوسط، في تعيين «غير تقليدي» يؤكد مرة أخرى أن الرئيس الأميركي المقبل ينظر في نهاية المطاف إلى أزمة الشرق الأوسط باعتبارها «صفقة عقارية عملاقة»، وفق «وول ستريت جورنال».
وتقول مصادر مطلعة إن اختيار ويتكوف (67 عاماً)، اليهودي والمؤيد القوي لإسرائيل، في منصب مبعوث ترامب للشرق الأوسط، المنصب البارز الذي شغله صهره، جاريد كوشنر، خلال ولايته الأولى، يعني أنه سيواصل نفس النهج، فقد بنى علاقات «تجارية» في الشرق الأوسط رغم أنه لا يتمتع بخبرة دبلوماسية.
وعلى غرار كوشنر، الذي أصاب المتخصصين في السياسة الخارجية الأميركية بالفزع عند تعيينه، لكنه تمكن، مع ذلك، من إبرام اتفاقيات إبراهيم، وتطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل، يؤكد اختيار ويتكوف أن ترامب ينظر في نهاية المطاف إلى أزمة الشرق الأوسط باعتبارها «صفقة عقارية عملاقة»، وفقاً لمصدر مقرب منه.
وبينما أيد محامي العقارات لدى «بول هاستينغز»، مارتي إيدلمان اختيار ويتكوف الذي «يدرك تماماً ما يعرفه وما لا يعرفه، وهو شخص قادر على فهم مكعب روبيك والأشخاص الذين يديرونه»، بدا مسؤول تنفيذي آخر في مجال العقارات متشككاً في تأكيد تعيينه، معتبرا أن «صنع السلام في الشرق الأوسط ليس عالم ويتكوف».
وبنى ويتكوف مسيرة ناجحة في عالم العقارات توّجها بالتربع على أحد عروش أقطاب العقارات في نيويورك وفلوريدا، وكان أحد أقرب أصدقاء ترامب وأكثرهم ثباتاً في صعوده إلى السلطة، حيث سافر معه طوال حملته ولعب دوراً كبيراً «لكن بعيداً عن الأضواء» في جمع التبرعات من المانحين، ولاسيما اليهود، بما في ذلك ميريام أديلسون، المؤيدة القوية لإسرائيل والتي ساهمت في النهاية بمبلغ 100 مليون دولار لحملة المرشح الجمهوري.
والتقى ويتكوف ترامب لأول مرة عام 1986 عندما كان محامياً شاباً في مجال العقارات، وتعمقت العلاقة بين الرجلين على مر السنين، حيث وصف ويتكوف صديقه بأنه «رجل طيب وعطوف لم أقابل مثله في حياتي»، وهرع لمساعدته خلال محاكمته الشهيرة في مانهاتن قبيل الانتخابات، في الوقت الذي نأى العديد من المؤيدين والمانحين السابقين بأنفسهم عن ترامب.