بوتين يوسّع استخدام «النووي» وأوكرانيا تستخدم «أتاكمز»

في اليوم الـ 1000 للحرب روسيا تعدل عقيدتها النووية للسماح بالرد بأسلحة الدمار الشامل على «البالستي»

نشر في 19-11-2024 | 11:26
آخر تحديث 19-11-2024 | 20:12
No Image Caption
مع مرور 1000 يوم على غزو أوكرانيا، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوم تحديث العقيدة النووية، في حين وجّه نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف تحذيراً مباشراً لدول حلف ناتو من احتمال ضربها بأسلحة الدمار الشامل في كل مكان.

على وقع تصاعد المواجهة مع الغرب، بسبب قرار الرئيس الأميركي جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أتاكمز التكتيكية البالغ مداها مئات الكيلومترات لضرب أهداف عسكرية في عمق روسيا، وقّع الرئيس فلاديمير بوتين، أمس، مرسوماً جديداً أدخل تعديلات جوهرية على العقيدة النووية وفتح المجال أمام استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد دول لا تمتلكها، إذا كانت تحظى بدعم قوى نووية، في محاولة من الرئيس الروسي لرسم خط أحمر للغرب.

وفي نص المرسوم الذي وقّعه بوتين مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا يومه الـ 1000، تم تأكيد ضرورة «تحسين سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي».

وتشمل وثيقة «أسس سياسة الدولة للاتحاد الروسي في مجال الردع النووي»، التي دخلت حيز التنفيذ فور توقيعها، تعديلات توضح متى وكيف يمكن لروسيا استخدام أسلحتها النووية، وتعتبر بمنزلة استجابة مباشرة للضغوط الغربية، وخصوصاً بعد الدعم العسكري الأميركي المتزايد لأوكرانيا.



ومن أبرز ما تضمنته العقيدة المحدثة، السماح باستخدام الأسلحة النووية في حال تعرّض روسيا وحلفائها، وخصوصاً بيلاروسيا، لهجوم بأسلحة تقليدية يهدد سيادتها أو سلامة أراضيها، واعتبار أي عدوان من دولة غير نووية مدعومة بقوة نووية هجوماً مشتركاً يستوجب الرد.

وتسمح العقيدة المحدثة لروسيا باستخدام الأسلحة النووية في حال إطلاق صواريخ بالستية عليها، كما تعتبر أن توفير الأراضي والموارد للعدوان على روسيا هو أساس لاستخدام الردع النووي ضد مثل هذه الدولة.

وأكد المرسوم أن نشر أنظمة الدفاع الصاروخي في الفضاء من قبل العدو يشكّل خطراً يستخدم الردع النووي لتحييده، مشيراً إلى أن مركزية السيطرة على القوات النووية بما فيها الموجودة خارج الأراضي الروسية تعتبر من مبادئ الردع.

ووفق المرسوم، يضمن الردع النووي من خلال وجود قوات ووسائل في القوات المسلحة الروسية قادرة على إلحاق أضرار غير مقبولة بالعدو باستخدام الأسلحة النووية.

موسكو تبدأ إنتاج ملاجئ متنقلة تحمي من الصدمات الموجية والإشعاع الناجمين عن انفجار نووي

رد وضرب

واعتبر المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، أن توسيع احتمال استخدام السلاح النووي يُعد رداً «ضرورياً» على ما يرى بوتين فيه «تهديدات» صادرة من الغرب ضد أمن روسيا، مبيناً أن هذه التعديلات جاءت «لتكييف السياسة النووية مع الظروف الراهنة والخطوات المتهورة» من الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى.

من جانبه، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف من مغبة رد روسيا على قصف أراضيها، معتبراً أن «بايدن العجوز حقاً قرر الموت بشكل جميل، آخذاً معه القسم الأكبر من البشرية».

وقال مدفيديف، في تعليقه على سماح بايدن لأوكرانيا بقصف العمق الروسي بصواريخ أميركية، «استخدام صواريخ ناتو بهذه الطريقة، يمكن اعتباره وتصنيفه كهجوم من قبل دول الحلف على روسيا. وفي هذه الحالة، ينشأ الحق في الانتقام والردّ بأسلحة الدمار الشامل ضد كييف ومنشآت ناتو الرئيسية، أينما كانت. وهذه هي الحرب العالمية الثالثة».

خط أحمر

وعكس توقيع بوتين على العقيدة النووية المنقّحة بعد يومين من سماح بايدن لأوكرانيا لأول مرة بضرب عمق روسيا بصواريخ أتاكمز التكتيكية التي يبلغ مداها عدة مئات من الكيلومترات، محاولاته لرسم «خط أحمر» للولايات المتحدة والقوى الغربية والتراجع أمام هجومه المستمر على أوكرانيا منذ 24 فبراير 2022.

وبالتزامن، بدأت روسيا إنتاجاً متسلسلاً لملاجئ متنقلة يمكنها الحماية من مجموعة متنوعة من المخاطر تتضمن الصدمات الموجية والإشعاع الناجمين عن انفجار نووي.

وأفاد معهد الأبحاث التابع لوزارة الطوارئ الروسية بأن وحدة (كيه. يو. بي - إم) توفر الحماية لمدة 48 ساعة ضد هذه المخاطر وغيرها من مخاطر الكوارث الطبيعية تلك التي من صنع الإنسان.

ومن بين المخاطر التي تحدث عنها المعهد، الانفجارات والشظايا الناجمة عن الأسلحة التقليدية والحطام المتساقط من المباني والمواد الكيميائية الخطيرة والحرائق.

ووسط انقسامات أوروبية حول قرار بايدن، رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالخطوة الأميركية، معتبراً أنها تعكس تغيّراً عميقاً في مسار النزاع، خصوصاً مع دخول قوات كورية شمالية لدعم روسيا، وأشار إلى أن روسيا هي الطرف الوحيد الذي يواصل تصعيد الصراع من خلال إشراكها دولاً أخرى في الحرب.

في المقابل، انتقد وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو، قرار بايدن قائلا إنه قد يؤدي إلى تصعيد الحرب وتهدد باندلاع صراع عالمي.

عام الحسم

وفي كلمة أمام البرلمان الأوكراني بمناسبة مرور 1000 يوم على بداية الغزو الروسي، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه لن يتاجر بسيادة أوكرانيا أو يتنازل عن أراضيها، مؤكداً أن عام 2025 سيحسم من سينتصر في هذه الحرب.

وخلال استعراض خطته «للصمود» الداخلي، حثّ زيلينسكي الشعب والمسؤولين على البقاء متحدين، مشيراً إلى أن الحرب وصلت إلى مرحلة حاسمة من شأنها أن تقرر من سينتصر، أوكرانيا أم روسيا.

وقال إن أوكرانيا قد تحتاج إلى مرحلة ما بعد بوتين لاستعادة وحدة أراضيها، مُقراً بأنها قد تضطر «ربما» إلى القبول لفترة بخسارة أراضٍ.

وفي كلمة أخرى للبرلمان الأوروبي، أكد زيلينسكي أن «بوتين يركّز على الانتصار، ولن يتوقف من تلقاء ذاته، وكلما مُنح مزيدا من الوقت، تدهورت الظروف، وهذه اللحظة الفضلى للدفع بقوة أكبر ضده».

وقال زيلينسكي، الذي صفّق له النواب الأوروبيون مطولاً: «الآن أرسل بوتين 11 ألف جندي من كوريا الشمالية إلى حدود أوكرانيا. وقد يصل عدد هذه القوة إلى 100 ألف».

ورأى أن «روسيا لن يكون لها دافع فعلي للانخراط في مفاوضات مهمة من دون حرائق في مخازنها للذخيرة على الأراضي الروسية، ومن دون تدمير قواعد جوية روسية، ومن دون خسارتها لقدرات إنتاج الصواريخ والمسيّرات، ومن دون مصادرة أصولها».

أول هجوم

وفي تطور ميداني لافت، ذكرت وكالة آر بي سي- أوكرانيا، أن القوات الأوكرانية نفذت أول هجوم داخل الأراضي الروسية باستخدام نظام أتاكمز الأميركية، مستهدفة مواقع حدودية في منطقة بريانسك. وكانت القوات الأوكرانية قالت إنها استهدفت ليل الاثنين ـ الثلاثاء ترسانة عسكرية روسية بالقرب من مدينة كاراتشيف في منطقة بريانسك. وأقرت وزارة الدفاع الروسية بالهجوم، مضيفة أن الجيش الأوكراني أطلق 6 صواريخ أتاكمز، لكن القوات الروسية اعترضتها وسقطت شظايا أحد الصواريخ في قاعدة عسكرية روسية.

back to top