«البابطين» تصدر «الطب النبوي»
ضمن سلسلة «مخطوطات مكتبة البابطين»
ضمن سلسلة «مخطوطات مكتبة البابطين»، التي تصدرها مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، صدر مؤخراً العددان 22 و23، اللذان تم تخصيصهما لكتاب «الطب النبوي» لمؤلفه جمال الدين داود بن أبي الفرج بن أبي الحسين بن عمران المتطبب الدمشقي الحنبلي، ويتكون الكتاب من مجلدين، تم تخصيص المجلد الثاني منهما لصورة كاملة للمخطوط الأصلي.
وفي تصدير الكتاب يشير رئيس مجلس إدارة المكتبة سعود عبدالعزيز البابطين إلى أهمية التراث العربي كمكون أساسي من مكونات الهوية العربية، وأن مؤسس المكتبة الراحل عبدالعزيز سعود البابطين رحمه الله كان يدرك ببصيرته الثاقبة أن من بين المهام التي تأسست عليها مكتبة البابطين حفظ ونشر هذا الإرث الثقافي المحفوظ بين دفتي المخطوطات النفيسة التي جمعها وحفظها بالمكتبة.
وأشار سعود البابطين إلى أن المكتبة تضم الآلاف من المخطوطات التي جمعها المؤسس لتكون بمنزلة إرث ثمين لا يمكن إغفاله أو السير نحو المستقبل دون استلهام عبقه، ومن بين هذه المخطوطات يأتي مخطوط «الطب النبوي»، الذي أصدرته المكتبة ككتاب في مجلدين وفي إخراج قَشِيب.
وتشير مقدمة الكتاب إلى نقطة مهمة تتعلق باللغط الذي دار على مر العصور حول نسبة كتاب «الطب النبوي» لمؤلفه الحقيقي، حيث طبع الكتاب عدة مرات منسوباً إلى الشيخ موفق الدين عبداللطيف البغدادي، كما طُبع عدة مرات في عصور تالية منسوباً إلى الشيخ شمس الدين الذهبي، كما نسب في عدة فهارس عالمية إلى مؤلفين آخرين مثل: ابن الجوزي، والسيوطي.
إن مكتبة البابطين تمتلك نسخة نادرة ونفيسة من مخطوط «الطب النبوي» لمؤلفه الأصلي الشيخ جمال الدين داود بن أبي الفرج (674-737هـ)، والذي اشتهر باسم «داود المتطبب»، وهذه النسخة الفريدة تعتبر من أقدم النسخ الموجودة للكتاب، وقد نسخها إسماعيل الزرعي سنة 817هـ، وتقع في 86 ورقة، وان طباعة الكتاب وإعداد دراسة علمية عنه اعتمد على أربع نسخ متنوعة.
وقسم المؤلف داود المتطبب محتوى كتابه إلى ثلاثة فنون، مقسما كل منها إلى أجزاء وأبواب وفصول: الفن الأول يتناول الطب كعلم وعمل ويتطرق فيه إلى أحوال بدن الإنسان وأسباب الأمراض وعلاماته وقواعد حفظ الصحة، بينما يتناول في الفن الثاني الأغذية والأدوية، وقد رتبت على حروف المعجم، أما الفن الثالث فقد خصصه المؤلف لعلاج قائمة طويلة من الأمراض، مثل القولنج والسعال والبواسير والأسنان وعرق النسا والكسور والجدري، حيث يتحدث عن أعراض المرض وأسبابه ثم يصف العلاج من خلال قائمة أدوية الطب النبوي.