تفصلنا أيام عن استضافة القمة الخليجية التي ستجمع قادة دول مجلس التعاون في الكويت، لذا فقد اخترت بعض النقاط المهمة التي تجمع تاريخ المنظومة بقضاياها وتشبيهها بالاتحاد الأوروبي.
• لن يختلف اثنان حول ثبات مشاعر الأخوّة بين قادة الخليج وشعوبها، والتي ساهمت وما زالت تساهم في دعم أواصر القوى لتحقيق البنيان الدبلوماسي السليم للعلاقات البينية الخليجية، ووسط تكريس قادة الخليج المبادرات لتحقيق التعاون والسعي نحو الاندماجية تأتي خريطة الطريق التي رسمها القادة خلال احتماعاتهم الأولى في الرياض وأبوظبي في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات لتجسد بوصلة الاتجاه في العلاقات البينية الخليجية ومحصلة الجهود لبناء السياسة الخارجية.
• تاريخيا وخلال مرحلتي السبعينيات والثمانينيات اللتين شهدتا انطلاقة فكرة العمل الخليجي بعدما راودت قادة دول الخليج ثم حولتها الكويت إلى حلم انتظر التحقيق، وقد تحقق عندما طرحه المغفور له الشيخ جابر الأحمد ضمن استراتيجية لصيانة أمن المنطقة واستقرارها ودعم ازدهارها، فشهد مجلس التعاون نجاح قادة الخليج في تحقيق التضامن الخليجي وحماية المنطقة من انشقاق الصفوف الذي امتد إلى أقاليم أخرى، واستطاع القادة ورؤساء الوفود من خلال القمم والمؤتمرات التعامل مع قضايا الخليج المحلية والدولية وتعزيز مبدأ الأمن والازدهار.
• ومن خلال المسيرة الخليجية نجد قضايا عديدة قد أثارت اهتمام أهل الاختصاص عبر وسائل الإعلام ومنها الاتفاقيات الأمنية بمختلف بنودها وتفاعلها مع المعطيات وقضايا الاقتصاد والتنمية.
• ولطالما قارن باحثو التكتلات الإقليمية منظومة مجلس التعاون في الاتحاد الأوروبي، فكما ارتكز الاتحاد الأوروبي على الأعمدة الثلاثة وهي المجتمع الأوروبي والبرلمان والمفوضية ومحكمة العدل، أما العمود الثاني فتضمن الأجهزة الحكومية وتشابكها وتوحيد إجراءاتها وعلاقاتها الدولية وسياستها الخارجية، أما العمود الثالث فهو القوى المدنية وقوانين التنقل والهجرة وقضايا الإرهاب والأمن.
أما مجلس التعاون الخليجي فيرتكز على المجلس الأعلى وهيئة تسوية المنازعات بالإضافة إلى الهيئة الاستشارية والعمود الثاني المجلس الوزاري والثالث الأمانة العامة، أما من حيث الأنشطة فهناك تشابه بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون من حيث التعاون الاقتصادي والتعاون الإقليمي والتنسيق السياسي والأمني.
وللحديث بقية.