في خطوة قد تمهّد الطريق لمزيد من تضييق الخناق أكثر على البرنامج النووي الإيراني قبيل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة في 20 يناير المقبل، حيث يرجح أن يفرض المزيد من الضغوط على طهران، دفعت الدول الأوروبية بنص قرار يدين عدم تعاون إيران في الملف النووي خلال اجتماع محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي انطلق أمس، في فيينا ويستمر حتى الغد.

وقدمت باريس وبرلين ولندن، بدعم من واشنطن، النص رسمياً على أن يتم التصويت عليه اليوم.

Ad

وعلى الفور، أبلغ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي أن هذه الدول «إذا تجاهلت حسن نية إيران ووضعت إجراءات غير بنّاءة على جدول أعمال اجتماع مجلس المحافظين من خلال القرار، فإن إيران سترد وفق ما يقتضيه الوضع وعلى نحو مناسب».

لكن غروسي أكد أن من الضرورة تبني قرار يمنع إيران من زيادة معدلات تخصيب اليورانيوم.

وقبل بدء الاجتماع قال عراقجي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، إن «هذه البادرة لن تؤدي إلا إلى تعقيد قضية» الملف النووي.

وأكد الوزير الإيراني أن رغبة الغرب في زيادة الضغط على الجمهورية الإسلامية تضر بـ«الجو الإيجابي» للتبادلات بين طهران والوكالة الدولية.

من جهته، أوضح بارو أن التصعيد النووي الإيراني مقلق للغاية وينطوي على مخاطر انتشار كبيرة. وأشارت «الخارجية» الفرنسية، في بيان، إلى أن باريس على تواصل مع شركائها الألمان والبريطانيين لدفع جهود العودة إلى المفاوضات مع إيران بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي، في إشارة إلى الاتفاق النووي المتعثر لعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خلال ولايته الأولى.

وأمس الأول، أرسلت الوكالة الدولية تقريرين بشأن إيران إلى الدول الأعضاء، تضمنا معلومات عن أن «مخزون طهران من اليورانيوم المخصب حتى درجة نقاء 60% زاد من 17.6 كيلوغراماً إلى 182.3 كيلوغراماً»، فيما أوردت تقارير أن الجمهورية الإسلامية «وافقت على إيقاف إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب، وبدأت بالفعل بالتحضير لهذا الإجراء».

وذكر دبلوماسي كبير أن العرض الإيراني الذي يضع حداً أقصى للمخزون عند نحو 185 كيلوغراماً مشروط بإلغاء القوى الغربية للقرار، هو ما قوبل بتشكك ورفض من لندن وبرلين وباريس.

ورفض دبلوماسيون غربيون مبادرة إيران، بوصفها محاولة جديدة في اللحظة الأخيرة لتجنب الانتقاد الدولي وفرض خطوات لتشديد ملاحظة سلوك طهران الذري. وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين: «وقف التخصيب إلى مستوى 60% رائع، ينبغي لهم ألا يفعلوا ذلك في المقام الأول، لأننا جميعاً نعلم أنه لا يوجد استخدام مدني موثوق به لهذا المستوى من التخصيب».

وأشار دبلوماسي كبير إلى أن عرض طهران، الذي جاء بعد زيارة غروسي الأسبوع الماضي لموقعين نوويين مهمين، تمثل في تحديد مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، عند نحو 185 كيلوغراماً، وهي الكمية التي كانت لديها قبل ذلك بيومين. وهذا يكفي من حيث المبدأ، إذا تمت زيادة التخصيب لمستويات 90%، لصنع 4 أسلحة نووية.

وبينما صرح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي بأن قرار الرد على إسرائيل رهن إرادة الأشخاص المرتبطين بالله والمؤمنين بحقيقة الاقتدار كالمرشد علي خامنئي، أجرى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن آل ثاني، مباحثات مع عراقجي، في طهران، تناولت العلاقات الثنائية والعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، حيث تسعى الدوحة لدفع جهود خفض التصعيد وتجنب اتساع دائرة العنف في المنطقة.