بوتين يمد اليد للتفاوض مع ترامب... وبايدن يزوّد زيلينسكي بألغام محرّمة
واشنطن تقلل من الخطر النووي و«الكرملين» لا يستخدم الخط الساخن... وبكين تدعو إلى الهدوء
بعد مرور 1000 يوم على الحرب، كشفت 5 مصادر مطّلعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح على مناقشة اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، من دون تقديم تنازلات كبيرة تتعلق بالأراضي، ويتمسك بتخلّي كييف عن طموحاتها الخاصة بالانضمام إلى حلف «ناتو».
وقال 5 مسؤولين روس حاليين وسابقين لوكالة رويترز إن «الكرملين» قد يوافق بشكل عام على تجميد الصراع على طول الخطوط الأمامية، وقد يكون هناك مجال للتفاوض بشأن التقسيم الدقيق لمناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون.
ووفق المصادر، فإن روسيا قد تكون منفتحة أيضاً على الانسحاب من مساحات صغيرة نسبياً من الأراضي التي تسيطر عليها في خاركيف وميكولايف بشمال أوكرانيا وجنوبها. وفي حين أن روسيا لن تقبل بانضمام أوكرانيا إلى حلف «ناتو»، أو وجود قواته على أراضيها، فإنها منفتحة على مناقشة ضمانات أمنية لكييف، وفقاً للمسؤولين الخمسة. وذكر المسؤولون أن من بين التنازلات الأخرى التي يمكن أن يضغط «الكرملين» لانتزاعها من كييف هي أن توافق على تقليص حجم قواتها المسلحة، والالتزام بعدم فرض قيود على استخدام اللغة الروسية. وبينما اعتبر المسؤولون أن سماح الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، لأوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» لضرب العمق الروسي قد يعقّد ويؤخر أي تسوية، ويجعل مطالب «الكرملين» أكثر تشدداً، قال مدير الاتصالات بمكتب الرئيس المنتخب، ستيفن تشيونج، إن «ترامب هو الشخص الوحيد القادر على جمع الجانبين من أجل التفاوض على السلام، والعمل على إنهاء الحرب ووقف القتال». وبعد تفويضه باستخدام صواريخ أتاكمز، أذن بايدن بتزويد أوكرانيا بألغام أرضية «مضادة للأفراد»، وهي أسلحة جديدة يطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بها منذ 3 سنوات، وتحظر 160 دولة استخدامها لخطورتها على المدنيين.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولَين بالبيت الأبيض أن خطوة بايدن جاءت لصد توغل القوات الروسية في أوكرانيا التي تتكبد خسائر كبيرة، مع تزايد خطر سقوط مناطق جديدة كأحجار الدومينو.
ورغم أن روسيا تستخدم هذه الألغام، فإن تحرّك بايدن أثار حفيظة أكثر من 160 دولة موقّعة على معاهدة دولية تحظر استخدامها، واعتبر نشطاء في مجال حقوق الإنسان أن القرار «علامة سوداء» ضد واشنطن.
وغداة استخدام أوكرانيا للمرة الأولى «أتاكمز» لضرب مستودع يبعد أكثر من مئة كيلومتر عنها، قال مدير المخابرات الروسية، سيرغي ناريشكين، إن محاولات حلف ناتو لتسهيل الضربات الصاروخية داخل روسيا لن تمرّ من دون رد. وفي تعليقها على توقيع بوتين مرسوم توسيع استخدام «النووي»، دعت الصين أمس إلى «الهدوء» و«ضبط النفس». وقال المتحدث باسم «الخارجية»، لين جيان: «في الظروف الحالية، يجدر بجميع الأطراف العمل معا عبر الحوار والتشاور لتهدئة التوتر»، مؤكداً «تشجيع الصين على التهدئة والالتزام بحل سياسي للأزمة الأوكرانية». وندد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بموقف بوتين «التصعيدي» في أوكرانيا، ودعاه إلى «التعقّل»، مطالباً نظيره الصيني شي جينبينغ بشكل خاص بأن يمارس «كل ما لديه من تأثير» لوقف حرب أوكرانيا وتجنّب التصعيد النووي.
بدورها، أعلنت الولايات المتحدة أنه لا مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي في أوكرانيا، ولا ترى ضرورة لإجراء تغييرات على وضعها النووي.
وقالت المتحدثة باسم «البنتاغون»، سابرينا سينغ، إن الولايات المتحدة «ليست متفاجئة من تحديث روسيا لعقيدتها النووية، فقد أشارت خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى أنها تعتزم تحديثها». وبينما قال المتحدث باسم «الخارجية» الأميركية ماثيو تيللر: «سنستمر في دعوة روسيا للتوقف عن الخطاب العدواني وغير المسؤول»، كشف المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، أمس، أن الخط الساخن الخاص لنزع فتيل الأزمات بين روسيا والولايات المتحدة ليس مستخدماً حالياً. والخط الساخن بين «الكرملين» والبيت الأبيض أسس عام 1963 لتقليل احتمالات وقوع سوء التفاهم الذي أجج أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، إذ يسمح بتواصل مباشر بين زعيمي البلدين. وقال بيسكوف إن الغرب يسعى إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، من خلال السماح بضرب العمق الروسي بأسلحة أميركية، وبالطبع يستخدمون أوكرانيا أداة في أيديهم لتحقيق مبتغاهم».
إلى ذلك، أكدت هيئة الاستخبارات الكورية الجنوبية، أمس، تصدير جارتها الشمالية لدفعات إضافية من مدافع الهاوتزر ومنصات إطلاق الصواريخ إلى روسيا، موضحة أن 11 ألف جندي كوري شمالي أكملوا بالفعل تدريب التأقلم في مناطق بشمال شرق روسيا، وتم نقلهم إلى كورسك في أواخر أكتوبر الماضي، ويخضعون لتدريب تكتيكي وتدريب آخر لمواجهة الطائرات المسيّرة وبعضهم شارك بالفعل في عمليات قتالية بجانب وحدات البحرية والقوات الروسية المحمولة جواً.
إلى ذلك، سارعت عواصم غربيها، منها واشنطن ومدريد، أمس، لإغلاق مقارها الدبلوماسية في كييف، بعد تلقيها تحذيراً من احتمالية وقوع هجوم جوي روسي كبير. وعلى الأرض، قال الجيش الروسي «على أثر هجوم حررنا بلدة إيلينكا»، التي تبعد بضعة كيلومترات عن كوراخوفيه القريبة من حقل ليثيوم.